وكان لأغاني المجموعات، أو "الأوبريت"، تأثير كبير على الجماهير لما فيها من حماسة على مستوى الموسيقى والكلام وحث لتلك الشعوب على العمل والتعلم ونبذ الفرقة ومقاومة الظلم والاحتلال، حيث كانت القومية العربية والوحدة حلماً ممكناً وقتها.
مع العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 كان هناك عدد من الأغاني الحماسية أشهرها "الله أكبر فوق كيد المعتدي" أشعار عبدالله شمس الدين ولحن محمود الشريف وغناء عدد من الفنانين. الأغنية اتخدتها ليبيا نشيداً وطنياً لها من العام 1969 حتى العام 2011.
و مع ولادة الجمهورية العربية المتحدة في أواخر الخمسينيات انطلقت العديد من الأعمال الفنية المرحبة بهذا الإنجاز منها لمحمدعبد الوهاب "يا إلهي انتصرنا بقدرتك" من كلمات حسين السيد.
و لكن على مستوى أغاني المجموعات كانت الأهم و الأكثر تأثيراً جماهيرياً، نظراً لاشتراك العديد من نجوم الغناء في تلك الفترة، هي "الوطن الأكبر" 1960، من ألحان محمد عبد الوهاب وكلمات أحمد شفيق كامل. الأغنية التي جاءت احتفالاً بوضع حجر الأساس في بناء السد العالي.
وفي نفس العام برزت "صوت الجماهير" من كلمات حسين السيد وألحان محمد عبد الوهاب، وغناء مجموعة من الفنانين.
و في العام التالي (1961) "الجيل الصاعد" لنفس الثنائي في التلحين والتأليف:
و مع هزيمة 1967 كان هناك العديد من الأغاني التي كانت تعبر عن الأسى الشديد ورفض تلك الهزيمة، والأمل القوي في الانتصار، كان أشهرها وأكثرها "شرحاً" لتلك الحالة "حي على الفلاح" من ألحان عبد الوهاب الذي لحنها على مقام الصبا ذي الطابع الحزين، وكلمات وتوزيع حماسي للأخوين رحباني:
تلا ذلك أغاني النصر التي واكبت حرب أكتوبر 1973 وكان أشهرها أيضاً "الله أكبر بسم الله" كلمات نبيلة قنديل وتلحين وتوزيع موسيقي علي إسماعيل
بعد ذلك خفت صوت وحدّة تلك الأغاني بعد عقد معاهدة السلام بين مصر والاحتلال الإسرائيلي وخروج مصر رسمياً من الصراع العربي الإسرائيلي لتتساءل فيما بعد جوليا بطرس وسوسن الحمامي وأمل عرفة "وين الملايين" عام 1988 من كلمات الشاعر الليبي علي الكيلاني والملحن الليبي عبدالله محمد منصور:
و مع حرب "تحرير الكويت" التي شاركت فيها مصر كانت "أنا من البلد دي" من كلمات عبد الوهاب محمد وألحان بليغ حمدي:
نهاية التسعينيات اجتمع عدد كبير من الفنانين لتقديم أوبريت "اخترناه" التي تنضح تبجيلاً وتأييداً للرئيس المصري المخلوع محمد حسني مبارك، من كلمات عبد السلام أمين، وألفها الملحن الكبير عمار الشريعي الذي قال بعد ثورة يناير 2011 إنه غير نادم على تأليفها حيث كان "توقيتها مناسباً جداً بعد الهجمة الإرهابية التى تعرضت لها مصر ومنها مذبحة الأقصر، وشعرت وقتها أننى والرئيس فى خندق واحد ولابد أن أدافع عن الشرعية ونقف جميعا ضد الإرهاب، وكنت مقتنعاً أن الفن لا بد أن يلعب دوراً مهماً فى التقريب بين الرئيس والشعب لذا تحمست للأغنية":
مع ضعف وتفكك الدول العربية، كان "الحلم العربي" (1998) من تلحين حلمي بكر وكلمات الشاعر سيد شوقي وتوزيع حميد الشاعري، اشتهر الأوبريت بعد الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000، هنا كان تعبير الفن مختلفاً حيث كانت الأغنية متسمه باليأس وفقدان الأمل حيث أصبح حدوث وحدة بين العرب مجرد "حلم" لم يتحقق حتى الآن:
و في العام 2008 كانت النسخة الثانية من الحلم العربي بعنوان"الضمير العربي" وهو أوبريت غنائي جمع أكثر من مئة فنان وفنانة عرب من مغنين وممثلين وغيرهم، على نفس طريقة الحلم العربي حيث التباكي على ما كنا عليه في الماضي وعلى ما نحن عليه في الحاضر:
وفي نفس السياق كان أوبريت "في طريقك يا فلسطين" 2010:
وبين كل هذه الأوبريتات كان هناك أغاني مجموعات لم تنل الانتشار الحقيقي، مثل "بغداد لا تتألمي"، و"أوبريت غزة":
و ختاماً طبعاً لا نستطيع أن ننسى "تسلم الأيادي" (2013) التي جاءت بعد عزل الرئيس محمد مرسي، "تمجيداً لدور الجيش المصري"، وتحوّلت الأغنية إلى ما يشبه نشيد النظام الحالي في مصر: