انتهاكات للمليشيات الكردية بحق معارضيها في الحسكة وعين العرب

18 مارس 2017
التصعيد يعمّق الشرخ في الشارع الكردي (جون موور/Getty)
+ الخط -




تواصل مليشيات تابعة لحزب "الاتحاد الديمقراطي" (الجناح السوري للعمال الكردستاني)، ارتكاب انتهاكات بحق المعارضين، في مدن شمالي وشرقي سورية، لا سيما في الحسكة وعين العرب (كوباني).

وأغلقت قوات "الأسايش" التابعة لحزب "الاتحاد الديمقراطي"، أمس الجمعة، حوالى 15 مكتباً لأحزاب ومنظمات محلية وكردية، بحجة عدم حصولها على تراخيص.

وذكرت مصادر كردية، لـ"العربي الجديد" أنّ قوات "الأسايش" أغلقت مكاتب الحزب "الديمقراطي التقدمي"، في كل من مدن الحسكة ورأس العين والدرباسية وبلدة معبدة.

ويأتي هذا بعد أن أغلقت هذه القوات، الثلاثاء والأربعاء الماضيين، مكاتب الحزب في مدينتي المالكية والقامشلي وبلدة تل تمر، ضمن حملة استهدفت العشرات من مكاتب "المجلس الوطني الكردي" وأحزابه السياسية، والمنظمات النسائية والشبابية المنضوية في المجلس.

وشجب الحزب "الديمقراطي التقدمي" ما وصفها "الممارسات التعسفية"، محذراً من أنّ مثل هذا التصعيد "يعقّد المشهد السياسي، ويعمّق الشرخ في الشارع الكردي بشقيه السياسي والشعبي، والذي لا يخدم مصلحة الشعب الكردي في سورية"، بحسب قوله.

كما دان الائتلاف الوطني السوري المعارض، الانتهاكات التي ترتكبها مليشيات حزب "الاتحاد الديمقراطي"، بحق "المنظمة الآثورية الديمقراطية" بمدينة الحسكة، وقيامه بدهم مقرّها وإغلاقه بالجنازير والشمع الأحمر، "في محاولة لتكميم الأفواه ومنع أي معارضة لسلطة نظام بشار الأسد".

وقال الائتلاف، في بيان، اليوم السبت، إنّ "هذا التصعيد المتذرّع بتعميمات ومذكرات غير قانونية، صادرة عن تنظيمات لا تمثّل الشعب السوري ولا تحترم إرادته، متزامناً مع ذكرى ثورة الشعب السوري في سبيل استعادة حريته وكرامته، يكشف الدور الوظيفي والقمعي الذي تؤديه هذه التنظيمات خدمة لنظام القتل والاستبداد، وضدّ حقوق الشعب السوري وحرية الرأي".

ودان الائتلاف أيضاً، الانتهاكات التي طاولت مقرّات "المجلس الوطني الكردي"، محذراً الجهات المتورطة فيها "من مستقبل قريب ينتزع فيه السوريون حقوقهم كاملة، ويتمكّنون من محاسبة كل من أجرم بحقهم".

كذلك ندّد مركز "الديمقراطية لحقوق الإنسان في كردستان"، بإغلاق مقار "المجلس الوطني الكردي" وأحزابه في مناطق شمال شرقي سورية، والهجمات التي تعرّضت لها هذه المكاتب من قبل ملثمين موالين لحزب "الاتحاد الديمقراطي"، واستمرار الاعتقالات التعسفية.

وكانت "الإدارة الذاتية" التابعة لحزب "الاتحاد الديمقراطي"، قد أمهلت الأحزاب "غير المرخصة" بأنّ لديها مدة 24 ساعة لتتقدّم للحصول على "ترخيص" مقراتها، وهو ما رفضته تلك الأحزاب، مشككة في شرعية الجهة التي تطلب التراخيص.


وفي سياق ممارسات المليشيات، ذكرت مصادر كردية في ريف الحسكة، لـ"العربي الجديد"، أنّ أنصار حزب "الاتحاد الديمقراطي"، فجّروا قنبلة أمام مكتب "المجلس الوطني الكردي" في بلدة كركي لكي، مما تسبّب بأضرار كبيرة في المبنى، فيما أطلق ملثمون النار على مقرّ الحزب في الحسكة، بشكل كثيف.

من جهة أخرى، ذكرت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد" أنّ قوات "الأسايش" التابعة لـ"الإدارة الذاتية" الكردية، قتلت مدنياً، أمس الجمعة، تحت التعذيب في سجونها، بمدينة عين العرب (كوباني) شمالي البلاد، بتهمة الانتماء لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).

وذكرت أنّ المدني يدعى مهند الفيحان من قرية الهيشة بريف الرقة الشمالي، وكان اعتقل قبل شهر ونصف، ولم تسلم جثته إلى ذويه.

وكانت لجنة التحقيق الدولية التابعة لمجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة قد قالت، في تقرير، إنّ القوات الكردية المتمثلة بـ"وحدات حماية الشعب" و"الأسايش"، تقوم باعتقال الشباب بهدف دفعهم للالتحاق بالخدمة الإلزامية.

من جهة أخرى، قالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إنّ قوات "الأسايش في مدينة تل أبيض أفرجت، أمس الجمعة، عن 19 معتقلاً من سجونها في المدينة، وذلك بعد مناشدات من وجهاء العشائر العربية في المنطقة.

وأوضحت المصادر أنّ "الإدارة الذاتية" اشترطت على المفرج عنهم، عدم التعاون مع أي فصيل مسلح لا ينتمي إلى "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، وأن يحضروا إلى مراكزها عند الطلب.