انتهاكات الحوثيين في عدن... موثقة

19 ابريل 2015
من التظاهرات ضد الحوثيين (Getty)
+ الخط -
لحظة بلحظة، تنقل الكاميرات والحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، ما يحدث في مدينة عدن (جنوب اليمن). لا تتوقف العدسات عن توثيق القصف، وأعمال العنف الذي تُواجِه به جماعة أنصار الله (الحوثيين) وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، المدنيين.
مئات الصور ومقاطع الفيديو تنشر خاصةً على موقع "فيسبوك"، من صور القصف والحرائق والأعيرة النارية والقتلى والجرحى، وحتى صرخات النساء أو فرار السكان النازحين. لا تمر أي حادثة تقريباً في عدن دون توثيق.
وتتعرض المدينة التي تشرف على أهم الموانئ في المنطقة (ميناء عدن) منذ الرابع والعشرين من الشهر الماضي، لهجوم بري للقوات الموالية لصالح ومليشيا الحوثيين، وقتل عشرات المدنيين بينما تعرضت منازل للتدمير والحرق. دفع ذلك كثيرين ممّن عجزوا عن الانخراط في صفوف "المقاومة الشعبية"، إلى التحول إلى راصدين لكلّ هجمات قوات صالح والحوثيين، وبثها في مواقع التواصل الاجتماعي لـ "يعرف العالم ما يتعرضون له".
وبث ناشطون فيديو لشاب وقع على الأرض أثناء تصويره من شرفة منزله، لدورية تابعة للحوثيين في مديرية المعلا في عدن، قالوا إنها أطلقت النار نحوه، وأردته قتيلاً. فإلى جانب السلاح، يعتمد كثير من شبان عدن، على العدسة، لنقل ما يجري، لتكون كما يقول باسم أحمد، وهو أحد أبناء المحافظة في حديثه لـ "العربي الجديد": مشاهد حقيقية لما يتعرضون من عدوان من قبل الحوثيين".
ومن صور المعارك إلى مشاهد لفرار المدنيين، وأخرى لمنازل قد دمرتها القذائف، كانت صور لأطفال وهم يلهون فوق دبابة قد انتشرت كثيراً على الحسابات في مواقع التواصل الاجتماعي، وصولاً إلى المواقع الإخبارية.
ويقول شادي علوان، وهو أحد الناشطين على "فيسبوك": "المقاومة ضد المعتدين بالعادة ما يفكر فيها الكثيرون أنها حمل السلاح، لكن الحقيقة إن المقاومة تتعدد أشكالها وطرقها، وإحدى هذه الطرق هي بالكلمة والقلم والميديا والنشر عبر وسائل التواصل المتاحة".
ويضيف في حديث لـ "العربي الجديد": "وضع المتابع في الخارج في الصورة لما يحدث في الساحة؛ هو من أهم أسلحة المقاومة، فنقل الصورة والمعاناة وفضح انتهاكات المعتدين عبر الفيديو والكلمة يساعد في وضع المتابع في الخارج بمواقف متقدمة لدعم قضيتنا". ويتابع: "بالتأكيد هذا العمل بالعادة ما يعرض صاحبه لمخاطر، خصوصا إذا كان فاعلا وناشطا بشكل كبير قد يصل للاعتداء أو الخطف وأقلها التهديد".
لم تتوقف فكرة النشر في فيسبوك إلى هنا، إذ أضحى موقع التواصل، الأكثر استخداماً في اليمن، مساحةً غنية بالمواد الفيلمية التي تستفيد منها المحطات التلفزيونية منها الخارجية. وتحصل المحطات المهتمة بالشأن اليمني كالجزيرة والعربية وسكاي نيوز على كثير من المقاطع، عبر حسابات نشطاء من المدينة، بعضهم يشاركون في المواجهات ضد قوات صالح والحوثيين.

[إقرأ أيضاً: السعودية وإيران.. والحرب الإعلامية الطاحنة]

وأنتج شبان مقطع فيديو بُث على "يوتيوب"، تحت وسم #عدن_تنتصر، عبارة عن سلسلة مقاطع فيديو تتحدث عن واقع حرب الحوثي وصالح ضد أبناء الجنوب. وطرح شاب ظهر في الفيديو مفارقات عن حجم التضليل الذي تروج له جماعة الحوثي بأنها دخلت مدينة عدن في مهمة لطرد من تسميهم بـ "الدواعش"، ثم يعرض مشاهد لأطفال قضوا ومنازل ومساجد دمرتها قذائف الجماعة.
المساهمون