لا حدود للنفاق الإسرائيلي. ولا حدود لمسارعة الاحتلال دوماً إلى الرقص على دماء الآخرين، ما دام ذلك يخدم مصالحه ودعايته ضدّ الفلسطينيين والعرب. وهو ما يتجلّى في تصرفات رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الشهر الماضي، حين سارع إلى اتهام أوروبا بأنها لم تستخلص العبر من "مقتل ستة ملايين يهودي على أراضيها خلال الهولوكوست"، وذلك بعد تصويت البرلمان الفرنسي لصالح الاعتراف بدولة فلسطينية، وقرار محكمة العدل الأوروبية إخراج حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" من لائحة الإرهاب.
ولمّا وقع الاعتداء على صحيفة "شارلي إيبدو"، كان المتوقع، أن يسير نتنياهو على النهج نفسه؛ انتهازية واستغلال وتوظيف الدماء للترويج للاحتلال والتحريض على معاداة العرب والمسلمين، ومن ضمنهم الفلسطينيون، وإلى الترويج للصراع الحتمي بين الحضارات؛ بين أبناء الحضارة الغربية وبين البرابرة الوحوش. ويرتبط ذلك بكون إسرائيل ليست مجرد "فيل في الأدغال"، وفق تعبير إيهود باراك، وإنما الخط الأول للدفاع عن الحضارة الغربية.
وجاء إعلان نتنياهو بأنّه أوعز للاستخبارات الإسرائيلية "الموساد" بأن تقدّم كل مساعدة ممكنة للاستخبارات الفرنسية في مطاردتها وحربها "ضدّ الإرهاب الإسلامي الراديكالي"، ممرّاً يعبر منه لتشبيه المقاومة الفلسطينية وتحديداً "حماس"، بالتنظيمات الإرهابية التي يتفق الغرب على محاربتها بدءاً من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، إلى "القاعدة" و"بوكو حرام"، ليضع الجميع في سلة واحدة، عله يضمن تحولاً في الرأي العام الأوروبي، في حال تمكن من زعزعة المسلمات الداخلية للرأي العام الفرنسي.
وبعدما كانت إسرائيل تتهم فرنسا دون غيرها من الدول الأوروبية بمعاداة السامية، بسبب الميل الفرنسي العام لدعم الموقف الفلسطينية، بدّلت موقفها 180 درجة، معلنةً أنّ فرنسا هي قلب العالم الحر والديمقراطية، وأنّ الخطر الذي يهدّد فرنسا، هو نفس الخطر ونفس الإرهاب، الذي جربته إسرائيل من قبل "حماس"؛ الموقف نفسه الذي تجترّه إسرائيل عند كل اعتداء يضرب الغرب.
وكان نتنياهو قد أعلن قبل الإيعاز للموساد بتقديم المساعدات للأمن الفرنسي، خلال لقائه بالسفير الفرنسي لدى تل أبيب باتريك ميزونييف، أن "هؤلاء الإرهابيين الذين يطلقون النار على الصحافيين في باريس، هم أنفسهم الذين يقطعون رؤوس موظفي الإغاثة الإنسانية في سورية، ويخطفون الطالبات في نيجيريا ويفجّرون الكنائس في العراق ويذبحون السياح في بالي ويطلقون الصواريخ من غزّة على الإسرائيليين ويسعون لبناء قوة نووية في إيران".
ولم يخف نتنياهو بطبيعة الحال أنّه أمام فرصة لبناء محور جديد، معتبراً أن مذبحة باريس تندرج ضمن الحرب العالمية على الإرهاب، وتقديم منفذي عملية باريس (قبل انتهاء عملية الاقتحام التي قامت بها الشرطة الفرنسية) هو نقطة البداية، وأنّ هذه الحرب يجب أن تكون مصحوبة بهجوم واسع النطاق ضدّ قوى الإسلام الراديكالي في مختلف أنحاء العالم، وأنّ هذه هي حرب الجميع، إنّها "حربنا جميعاً. حرب الحرية ضد البربرية. وعلى الحرية أن تنتصر وحتى نحقق الانتصار يجب أن نقف موحدين وأن نقاتل سوية"، كما يقول رئيس حكومة الاحتلال.
ومع إعلان إسرائيل عن استعدادها لتقديم المعلومات وخبراتها الاستخبارية للأجهزة الفرنسية، فإنه من الواضح أن نتنياهو لن يدخر جهداً، لتجيير المذبحة الفرنسية في باريس لصالح الدعاية الإسرائيلية ومحاولات تشويه المقاومة، سواء في لبنان أم فلسطين، وحشرها في خانة الإرهاب الديني والمتطرف.
وستكثف إسرائيل، وتعزز خطها الدعائي الجديد، من أنّ المشكلة في الشرق الأوسط لا تكمن في الاحتلال الإسرائيلي ولا بالنزاع العربي – الإسرائيلي، بقدر ما تكمن في الخطر الإسلامي الراديكالي، الذي يذبح أولاً المسلمين في سورية والعراق وأفغانستان وحتى في الدول الأفريقية. ويرتبط هذا الخط الدعائي الإسرائيلي بمحاولات النفخ مجدداً في قربة "المصالح المشتركة مع الدول السنية المعتدلة". ويقوم هذا الادعاء بالأساس على ادعاءات نتنياهو بأن العدوان الأخير على غزة، والمطامع الإيرانية، وتسلل تنظيمات الجهاد العالمي إلى سيناء، وخطر "داعش"، وفرت فرصة لبناء مصالح "أمنية وسياية" مشتركة بين إسرائيل والدول المعتدلة، يمكن تطويرها نحو محور سياسي إسرائيلي عربي يفضي في نهاية المطاف إلى تسوية إقليمية، ولكن ليس قبل محو خطر الإسلام الراديكالي الشيعي والسني، ومن ضمنه حركتا "حماس" و"الأخوان المسلمين".
ولمّا وقع الاعتداء على صحيفة "شارلي إيبدو"، كان المتوقع، أن يسير نتنياهو على النهج نفسه؛ انتهازية واستغلال وتوظيف الدماء للترويج للاحتلال والتحريض على معاداة العرب والمسلمين، ومن ضمنهم الفلسطينيون، وإلى الترويج للصراع الحتمي بين الحضارات؛ بين أبناء الحضارة الغربية وبين البرابرة الوحوش. ويرتبط ذلك بكون إسرائيل ليست مجرد "فيل في الأدغال"، وفق تعبير إيهود باراك، وإنما الخط الأول للدفاع عن الحضارة الغربية.
وجاء إعلان نتنياهو بأنّه أوعز للاستخبارات الإسرائيلية "الموساد" بأن تقدّم كل مساعدة ممكنة للاستخبارات الفرنسية في مطاردتها وحربها "ضدّ الإرهاب الإسلامي الراديكالي"، ممرّاً يعبر منه لتشبيه المقاومة الفلسطينية وتحديداً "حماس"، بالتنظيمات الإرهابية التي يتفق الغرب على محاربتها بدءاً من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، إلى "القاعدة" و"بوكو حرام"، ليضع الجميع في سلة واحدة، عله يضمن تحولاً في الرأي العام الأوروبي، في حال تمكن من زعزعة المسلمات الداخلية للرأي العام الفرنسي.
وبعدما كانت إسرائيل تتهم فرنسا دون غيرها من الدول الأوروبية بمعاداة السامية، بسبب الميل الفرنسي العام لدعم الموقف الفلسطينية، بدّلت موقفها 180 درجة، معلنةً أنّ فرنسا هي قلب العالم الحر والديمقراطية، وأنّ الخطر الذي يهدّد فرنسا، هو نفس الخطر ونفس الإرهاب، الذي جربته إسرائيل من قبل "حماس"؛ الموقف نفسه الذي تجترّه إسرائيل عند كل اعتداء يضرب الغرب.
وكان نتنياهو قد أعلن قبل الإيعاز للموساد بتقديم المساعدات للأمن الفرنسي، خلال لقائه بالسفير الفرنسي لدى تل أبيب باتريك ميزونييف، أن "هؤلاء الإرهابيين الذين يطلقون النار على الصحافيين في باريس، هم أنفسهم الذين يقطعون رؤوس موظفي الإغاثة الإنسانية في سورية، ويخطفون الطالبات في نيجيريا ويفجّرون الكنائس في العراق ويذبحون السياح في بالي ويطلقون الصواريخ من غزّة على الإسرائيليين ويسعون لبناء قوة نووية في إيران".
ولم يخف نتنياهو بطبيعة الحال أنّه أمام فرصة لبناء محور جديد، معتبراً أن مذبحة باريس تندرج ضمن الحرب العالمية على الإرهاب، وتقديم منفذي عملية باريس (قبل انتهاء عملية الاقتحام التي قامت بها الشرطة الفرنسية) هو نقطة البداية، وأنّ هذه الحرب يجب أن تكون مصحوبة بهجوم واسع النطاق ضدّ قوى الإسلام الراديكالي في مختلف أنحاء العالم، وأنّ هذه هي حرب الجميع، إنّها "حربنا جميعاً. حرب الحرية ضد البربرية. وعلى الحرية أن تنتصر وحتى نحقق الانتصار يجب أن نقف موحدين وأن نقاتل سوية"، كما يقول رئيس حكومة الاحتلال.
ومع إعلان إسرائيل عن استعدادها لتقديم المعلومات وخبراتها الاستخبارية للأجهزة الفرنسية، فإنه من الواضح أن نتنياهو لن يدخر جهداً، لتجيير المذبحة الفرنسية في باريس لصالح الدعاية الإسرائيلية ومحاولات تشويه المقاومة، سواء في لبنان أم فلسطين، وحشرها في خانة الإرهاب الديني والمتطرف.
وستكثف إسرائيل، وتعزز خطها الدعائي الجديد، من أنّ المشكلة في الشرق الأوسط لا تكمن في الاحتلال الإسرائيلي ولا بالنزاع العربي – الإسرائيلي، بقدر ما تكمن في الخطر الإسلامي الراديكالي، الذي يذبح أولاً المسلمين في سورية والعراق وأفغانستان وحتى في الدول الأفريقية. ويرتبط هذا الخط الدعائي الإسرائيلي بمحاولات النفخ مجدداً في قربة "المصالح المشتركة مع الدول السنية المعتدلة". ويقوم هذا الادعاء بالأساس على ادعاءات نتنياهو بأن العدوان الأخير على غزة، والمطامع الإيرانية، وتسلل تنظيمات الجهاد العالمي إلى سيناء، وخطر "داعش"، وفرت فرصة لبناء مصالح "أمنية وسياية" مشتركة بين إسرائيل والدول المعتدلة، يمكن تطويرها نحو محور سياسي إسرائيلي عربي يفضي في نهاية المطاف إلى تسوية إقليمية، ولكن ليس قبل محو خطر الإسلام الراديكالي الشيعي والسني، ومن ضمنه حركتا "حماس" و"الأخوان المسلمين".