الحكومة المغربية تواجه انتقادات مع ظهور بؤر كورونا في مراكز تجارية

ألقى ظهور بؤر انتشار فيروس كورونا داخل بعض المراكز التجارية والمصانع، الخميس، بظلاله على الحالة الوبائية بالمغرب، إلى حد توجيه انتقادات إلى الحكومة بسبب عدم "اتخاذها لإجراءات صارمة تجاه بعض المعامل والأسواق الممتازة، التي تشتغل في ظروف لا تحترم الإجراءات الاحترازية التي أعلنت عنها الدولة لمواجهة فيروس كورونا الجديد". 

وكشف محمد اليوبي، مدير مديرية علم الأوبئة ومحاربة الأمراض في وزارة الصحة، مساء الخميس، أن الحالة الوبائية للمغرب عرفت تسجيل بؤر انتشار فيروس كورونا في تجمعات تجارية وصناعية، بكل من مدن الدار البيضاء ومراكش وطنجة وفاس.

وقال المسؤول المغربي، خلال الإيجاز الصحافي اليومي بشأن الحصيلة الوبائية، إن ارتفاع الإصابات إلى 259 إصابة مباشرة بفيروس كورونا، لأول مرة منذ إعلان اكتشاف أول إصابة في 2 مارس /آذار الماضي، راجع إلى ظهور هذه البؤر، مشيراً إلى أنه تم تسجيل 85 حالة في بؤرة صناعية في مدينة الدار البيضاء، و66 حالة في بؤرة بمدينة مراكش، و21 في بؤرة في مدينة طنجة، ثم 68 في بؤرة بمدينة فاس.

ويأتي ذلك، بعد 24 ساعة فقط من إعلان مدير مديرية علم الأوبئة ومكافحة الأمراض، عن تسجيل 114 حالة من أصل 136 حالة مصابة تم تسجيلها الأربعاء، في بؤر كانت في وحدات تجارية وصناعية وفي الوسط العائلي لبعض الحالات.

وحسب مصادر من وزارة الصحة المغربية، فإن الأمر يتعلق بمعمل في حي عين السبع في مدينة الدار البيضاء، ومصنع في مدينة طنجة، ومحل تجاري في فاس، ومعمل في مدينة مراكش.

وحذرت هذه المصادر في حديث مع "العربي الجديد"، من أن يؤدي عدم التزام بعض المعامل الصناعية والشركات بالإجراءات الاحترازية إلى ظهور بؤر أخرى في وقت تحاول فيه السلطات الصحية محاصرة الفيروس. 

إلى ذلك، لجأت السلطات الأمنية والمحلية في المدن التي عرفت اكتشاف بؤر إلى تكثيف إجراءاتها لاحتواء جائحة كورونا، كما كان الأمر اليوم بمدينة فاس، وسط المغرب، حيث منعت السلطات الخروج من بعض الأحياء السكنية الشعبية والدخول إليها، في إجراء صارم لضبط حالات الإصابة بالمدينة، وتمييز حالات الاختلاط بحالات برج المدينة، لاسيما في ظل تخوفات بأن تكون حصيلة المخالطين كبيرة، وأن تكشف التحليلات المخبرية عن مزيد من حالات الإصابة بفيروس.

في هذه الأثناء، أرجعت نبيلة الرميلي المديرة الجهوية للصحة بجهة الدار البيضاء – سطات، في تصريح للقناة الثانية المغربية، انتشار فيروس كورونا في صفوف عمال مصنع بمدينة الدار البيضاء إلى عدم احترام الإجراءات والتدابير وشروط السلامة التي نصت عليها وزارة الصحة، لعل أبرزها "مسافة الأمان" بين العاملات.

ظهور بؤر انتشار فيروس كورونا داخل بعض المراكز التجارية والمصانع والأسواق الممتازة، جرّ انتقادات واسعة على الحكومة بسبب عدم "اتخاذها لإجراءات صارمة" تجاه بعض المعامل والأسواق الممتازة" التي تشتغل في ظروف لا تحترم الإجراءات الاحترازية التي أعلنت عنها الدولة لمواجهة وباء كورونا.

في السياق، سارعت النائبة البرلمانية عن الفريق الاشتراكي، حنان رحاب، إلى مساءلة وزير الشغل والإدماج المهني، محمد أمكراز، عن الارتفاع المهول للحالات المصابة بكورونا، بعد إعلان وزارة الصحة عن ظهور بؤر جديدة لفيروس كورونا المستجد في عدد من المراكز التجارية والأسواق الممتازة والمراكز الصناعية، وصلت إلى 113 إصابة جديدة اليوم.

وارتفع الخميس عدد الإصابات المباشرة بفيروس كورونا في المغرب إلى 2283 حالة، بعد تسجيل 259 حالة جديدة خلال 24 ساعة الماضية، في حين ارتفع عدد الحالات التي استبعدت بعد تحليل مخبري سالب إلى 9713 حالة.

كما عرف عدد الوفيات جراء الإصابة بالفيروس ارتفاعاً إلى 130 وفاة، بزيادة 3 وفيات جديدة، وعدد حالات الشفاء إلى 249 حالة، بعد تسجيل 20 حالة جديدة تماثلت للشفاء.​