انتقادات إسرائيلية لسياسة وزير الحرب بشأن الضفة وغزة

08 فبراير 2020
وزير: بينت لا يفهم الواقع الميداني (فرانس برس)
+ الخط -
وجهت أوساط رسمية وإعلامية إسرائيلية انتقادات إلى السياسة التي يتبعها وزير الحرب نفتالي بينت تجاه قطاع غزة والضفة الغربية، "رغم الصلاحيات والأدوات التي يتمتع بها"، وسط تحذيرات من أن هذه السياسة "أسهمت في إذكاء موجة العمليات الفردية".

وهاجم وزير الهجرة الليكودي يوآف غالانت بشدة بينت، متهماً إياه بأنه غير قادر على مواجهة التهديدات الأمنية التي تمثلها غزة. ونقل موقع "والاه" عن غالانت، العضو في المجلس الوزاري المصغر لشؤون الأمن، قوله: "بينت لا يفهم الواقع الميداني، وهو عاجز عن توفير ردود على التهديدات التي تمثلها غزة".

ولفت غالانت إلى أن بينت عندما كان خارج وزارة الحرب أطلق الكثير من الوعود للقضاء على التهديد الذي تمثله المقاومة في غزة "لكن سلوكه بعد توليه المنصب دل على أنه لا يفهم الواقع ويفتقد التجربة المطلوبة"، مشيراً إلى أن بينت "فشل في مواجهة ظاهرة إطلاق البالونات الحارقة التي باتت تمثل مصدر تهديد جدي للمستوطنين في الجنوب".

وأضاف: "حماس أطلقت في الأسبوعين الماضيين عشرات البالونات المتفجرة، هذا يمثل إرهاباً وتصعيداً خطيراً"، مشيراً إلى أن المجلس الوزاري المصغر لشؤون الأمن يمنح وزير الحرب كل الصلاحيات والأدوات اللازمة لاستعادة الهدوء في الجنوب.

من جهته، قال معلّق الشؤون العسكرية في القناة الإسرائيلية 13، ألون بن دافيد، إن الاعتبارات الانتخابية التي تقيّد بينت ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو هي التي تحول دون التوصل إلى اتفاق تهدئة مع حركة "حماس" يقلص حالة التوتر القائم.

وفي مقال نشرته صحيفة "معاريف"، أشار بن دافيد إلى أنّ بإمكان إسرائيل الاستجابة للشروط التي يضعها قائد حركة "حماس" في قطاع غزة يحيى السنوار للتوصل إلى تهدئة، مشيراً إلى أن الاستجابة لهذه الشروط أقل كلفة بكثير من خطر اندلاع مواجهة مع "حماس".

وأشار إلى أنه "سواء شنّت إسرائيل حملة محدودة أو حرباً شاملة، فإن العمل العسكري لا يوفر حلاً للواقع في قطاع غزة".

وانتقد بن دافيد سلوك الإعلام الإسرائيلي الذي "يبالغ" في تغطية تأثيرات إطلاق البالونات المتفجرة على المستوطنات في محيط القطاع، مشيراً إلى أن توثيق الهلع في المستوطنات هو ما يبحث عنه السنوار. وانتقد السياسة التي يعتمدها بينت في الضفة الغربية، مشيراً إلى أنها "أسهمت في إذكاء موجة العمليات الفردية".

وقال إن من أمر قوات الجيش قبل يومين باقتحام مدينة جنين، أقصى شمال الضفة الغربية لتدمير منزل لأن أحد أفراده قتل مستوطناً، أسهم في إشعال الأوضاع الأمنية، حيث أدى الاقتحام أيضاً إلى مقتل أحد أفراد الشرطة الفلسطينية.

وتساءل قائلاً: "كيف بالإمكان الإقدام على هذا العمل في الوقت الذي تحافظ أجهزة السلطة الأمنية على التعاون مع الجيش الإسرائيلي؟".

وأوضح معلق الشؤون العسكرية في القناة الإسرائيلية إلى أن قرار اقتحام جنين جاء في ظل حالة الاضطراب التي تشهدها الضفة الغربية في أعقاب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب "صفقة القرن" (الخطة الأميركية الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية).

وأشار بن دافيد إلى أن ما تواجهه إسرائيل حالياً، "موجة من العمليات الفردية"، مشيراً إلى أن كل المؤشرات تدل على أن السلطة الفلسطينية لا تشجع على تنفيذ هذه العمليات.

وأضاف أن الأجواء التي سادت في أعقاب إعلان الصفقة أوجدت بيئة مناسبة للتصعيد، وهو ما يشجع الشباب الفلسطيني على تنفيذ عمليات بشكل منفرد، من دون الحاجة إلى خلفية تنظيمية.

 

 

 

 

المساهمون