انتفاضة لبنان: حروب قضائية والحكومة مؤجّلة

بيروت

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
08 نوفمبر 2019
8FEF03ED-7064-4B2F-9087-9BAB41207AEB
+ الخط -
بعد 22 يوماً على انطلاق الانتفاضة اللبنانية، لا يبدو أن الأمور في طور الحلحلة مع استمرار تعليق الملف الحكومي، إثر لقاء رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري. وبعد اللقاء لم يقل الحريري سوى: "سنكمل المشاورات مع باقي الأفرقاء". في المقابل، دارت رحى حرب قضائية، أمس الخميس، بدأت باستماع النائب العام المالي القاضي علي إبراهيم إلى إفادة رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة، في مقرّ النيابة العامة المالية في قصر عدل بيروت، في حضور وكيله، الوزير السابق رشيد درباس. استمرت الجلسة نحو ثلاث ساعات وتمحورت حول ملف صرف 11 مليار دولار عندما كان السنيورة رئيساً للحكومة بين عامي 2006 و2008. كما ادّعى إبراهيم على المدير العام للجمارك بدري ضاهر بجرم إهدار المال العام، ليردّ ضاهر بالادّعاء عليه لدى التفتيش القضائي بجرم تسريب معلومات سريّة وتحقيقات. كما أحال النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات الشكوى المقدمة من عدد من المحامين في حق كل الوزراء في الحكومات المتعاقبة منذ عام 1990 ولغاية اليوم إلى المحامي العام التمييزي القاضي غسان الخوري للمباشرة في التحقيقات واتخاذ الإجراءات اللازمة وإبلاغه بنتائجها.

ميدانياً، استمرت التظاهرات والاعتصامات الشعبية، بدءاً من تجمّع محتجين عند مدخل مجلس النواب المقابل لمبنى بلدية بيروت ضمن سلسلة التحركات لإقفال المرافق الحكومية، وهم يعبرون عن إصرارهم على ضرورة حل مجلس النواب الحالي، تمهيدا لانتخاب مجلس جديد على أساس قانون عصري. واعتصم محتجون آخرون أمام مبنى ديوان المحاسبة في فردان (بيروت)، بعدما كانت قد انطلقت مسيرة أقفلت المدخل الرئيسي للمبنى حاملة الأعلام اللبنانية.

كما تظاهر المحتجون أمام مؤسسة كهرباء لبنان في بيروت، حيث حصل تلاسن بين القوى الأمنية والمتظاهرين، قبل السماح بخروج الموظفين من مبنى المؤسسة. كما تظاهر طلاب ومواطنون في معمل دير عمار (شمال طرابلس)، ومعمل الذوق (شمال بيروت)، احتجاجاً على سوء المعالجات لملف الكهرباء، وضد الآثار الصحية والبيئية الكارثية الناجمة عن المعامل. في بيروت، احتشد الطلاب من مختلف مدارس لبنان أمام وزارة التربية في الأونيسكو. وأقفلت الطريق بشكل كامل وتم تحويل السير إلى معابر فرعية، وسط حضور لافت لعناصر من قوى الأمن الداخلي ومكافحة الشغب والجيش اللبناني، وسط آلاف الأعلام اللبنانية واللافتات التي تطالب باستحداث مدارس رسمية وتندد بارتفاع الأقساط في المدارس الخاصة. وحاول عدد من الطلاب الدخول عنوة إلى مبنى الوزارة لإقفال المكاتب وإخراج الموظفين، فتصدّت لهم قوة من مكافحة الشغب فعادوا إلى الشارع.

كما نظّم طلاب الجامعة اللبنانية في الحدث (شرق بيروت)، اعتصاماً أمام مبنى "أوجيرو"، رافعين شعارات طالبوا فيها "بإنقاذ الجامعة الوطنية". وجال الطلاب بمسيرة بين الكليات في الجامعة وأصدروا بياناً أكدوا فيه "الدعوة إلى وقفة تضامنية مع طلاب طرابلس والفنار وصيدا والنبطية وغيرها من فروع الجامعة اللبنانية بهدف إيصال الصوت إلى المعنيين بطريقة سلمية وحضارية". ثم توجهوا إلى مركز البريد "ليبان بوست" ورفعوا نعشاً أسود كتب عليه "هنا ترقد أحلام الشباب اللبناني".



في جبيل (شمال بيروت)، تظاهر طلاب المدارس الخاصة. وفي البترون (شمال بيروت)، جاب الطلاب الشوارع والطرق الداخلية وفي محيط السراي. وفي جرود البترون، توّجه الطلاب إلى مركز هاتف دوما وأقفلوا مدخله مطلقين الهتافات المطالبة بتشكيل حكومة حيادية وتأمين مطالب الشباب اللبناني. وفي شكا (شمال بيروت)، توجه المشاركون في التظاهرة إلى المصارف وتجمّعوا عند مداخلها بهدف شل الحركة فيها بمواكبة الجيش وقوى الأمن. ونظمت إدارة ثانوية فنيدق الرسمية (شمال بيروت)، ندوة عن "المطالب المحقة للطلاب"، شاركت فيها الهيئة التعليمية والطلاب. وفي القبيات (شمال لبنان)، نفذ طلاب الثانويات الرسمية والخاصة مسيرة في شوارع البلدة واعتصاماً أمام مبنى البلدية. وعمّت الوقفات الاحتجاجية معظم مدارس زغرتا الزاوية (شمال لبنان)، فتظاهر التلامذة أمام مداخل مدارسهم حاملين الأعلام اللبنانية، وتجمّعوا أمام سراي زغرتا.

في جونيه (شمال بيروت)، جال الطلاب شوارع المدينة وصولاً إلى الساحة، وأغلقوا الطريق الداخلية قرب المستديرة، ثم توجّهوا إلى أمام مكاتب شركة "ألفا" التي أُغلق مدخلها وسط انتشار عناصر قوى الأمن الداخلي أمامها. ثم توجّه الطلاب إلى السراي ثم مكتب دائرة تسجيل السيارات والميكانيك فمصرف لبنان في جونيه. في النبطية (جنوب لبنان)، احتشد طلاب الجامعات والثانويات أمام السراي الحكومي، وانطلقوا في تظاهرة جابت الشوارع الرئيسية والسوق التجارية وصولاً إلى السراي الحكومي وسط تعزيزات أمنية. ونفذ طلاب مدرسة الإيمان في العرقوب (أقصى جنوب لبنان)، وقفة تضامنية. وأُقفلت مدارس في جزين (جنوب لبنان). ونفّذ عدد من طلاب المدارس في منطقة صور (جنوب لبنان)، اعتصاماً أمام ثانوية العباسية في منطقة صور، وطالبوا بخروج زملائهم للمشاركة في الاعتصام والمطالبة بحقوقهم في التعليم.

وفي زحلة (شرق بيروت)، تظاهر الطلاب أمام مبنى سراي زحلة، وحملوا اللافتات والأعلام اللبنانية، وطالبوا بدفع الأقساط بالليرة اللبنانية. وفي بعلبك (شرق لبنان)، اعتصم المحتجون وطلاب الثانويات والمدارس والمعاهد الفنية والمهنية أمام مصرفين ومركز للتنظيم المدني ومبنى البلدية. كما نظم طلاب الثانويات والمدارس في منطقة إقليم الخروب (جبل لبنان)، مسيرة بمشاركة هيئات تعليمية، انطلقت من بلدات عانوت وشحيم ومنطقة مرج علي، مروراً بالشوف الأعلى، حيث نفذوا وقفة تضامنية حملوا خلالها الأعلام اللبنانية. وأقدم منتفضون على إقفال مركز "أوجيرو" ومكتب مياه بيروت وجبل لبنان في شحيم. واعتصم طلاب المدارس والأهالي في منطقة المتن الأعلى (جبل لبنان)، أمام المصارف في المنطقة ومنعوا دخول المواطنين إليها، كذلك اعتصم عدد آخر أمام مركز مؤسسة "أوجيرو" و"قلم النفوس" في حمانا، والإدارات الرسمية، ومُنع خلالها الموظفون والمواطنون من الدخول إليها. وترافق ذلك مع إقفال كافة المدارس الرسمية والخاصة في منطقة المتن حاملين الأعلام اللبنانية، مرددين الهتافات الداعمة للحراك الشعبي.


دلالات

ذات صلة

الصورة
أنشطة ترفيهية للأطفال النازحين إلى طرابلس (العربي الجديد)

مجتمع

أطلقت منظمات وجمعيات أهلية في مدينة طرابلس اللبنانية مبادرات للتعاطي مع تبعات موجة النزوح الكبيرة التي شهدتها المدينة خلال الفترة الأخيرة.
الصورة
دمار جراء غارات إسرائيلية على بعلبك، 25 أكتوبر 2024 (Getty)

سياسة

شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي سلسلة غارات دموية على مناطق عدّة في محافظة بعلبك الهرمل اللبنانية أدت إلى سقوط عدد كبيرٍ من الشهداء والجرحى وتسجيل دمار كبير
الصورة
غارة جوية على قرية الخيام جنوب لبنان، 3 أكتوبر 2024 (فرانس برس)

سياسة

يكثّف جيش الاحتلال الإسرائيلي من سياسة تدمير المربعات السكنية ونسفها في جنوب لبنان على غرار الاستراتيجية التي يعتمدها في غزة منذ بدء حربه على القطاع
الصورة
آلية عسكرية إسرائيلية قرب حدود قطاع غزة، 6 أكتوبر 2024 (ميناحيم كاهانا/فرانس برس)

سياسة

شهر أكتوبر الحالي هو الأصعب على إسرائيل منذ بداية العام 2024، إذ قُتل فيه 64 إسرائيلياً على الأقل، معظمهم جنود، خلال عمليات الاحتلال في غزة ولبنان والضفة.