انتفاضة.. فلسطينيون وفلسطينيات يستلّون إيمانهم

لندن

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
17 أكتوبر 2015
+ الخط -
ليس الشباب الفلسطينيون المنتفضون ضد الاحتلال الصهيوني في الضفة والقطاع والداخل المحتل، هواة حرب وعنف. وليسوا بالتأكيد هواة موت.

لكنّه موقف من أجيال ولدت في سنوات عدوان مستمرة على بلادها. أجيال عاشت واقع لجوء مستمر، وحصار مستمر، وألم وفقر ويأس وعدم اعتراف دولي بحقوقها، إن لم نقل تخلياً كاملاً.

هم ينتفضون ويعرفون أنّ حجارتهم لن تؤذي المحتل الذي يملك من الأسلحة أكواماً. ويملك من الدعم الدولي أكواماً أكثر. لكنّهم ينتفضون لأنّهم سئموا كلّ ما يعيشونه من استباحة لحقوقهم. سئموا من بلطجة إسرائيل المستمرة من قبل أن يولدوا من دون رادع لها أو ناصر لهم.

يعلم الشباب تماماً أنّ التكافؤ مفقود بالكامل في معركتهم ضدّ المحتل. يعلم أولئك الذين يحملون مقاليعهم ذلك. ويعلم غيرهم الذين يرفعون حجارتهم وسكاكينهم ذلك. وتعلم تلك التي تحمل شباكاً حديدياً ذلك. يعلمون ذلك، ويتلقون نيران الاحتلال، ورصاصه المطاطي، وقنابله الغازية. ومع ذلك، ينبعثون كما الانتفاضة الأولى عام 1987، وكما الانتفاضة الثانية عام 2000. ينبعثون ليؤكدوا فكرة أصيلة: نحن فلسطينيون، ولن تُسلَخ عنّا هذه الهوية مهما حاول المحتل ومن وراءه. نحن فلسطينيون، وهذه الأرض لنا مهما طال الاحتلال والحصار، وعاث المستوطنون فيها خراباً.. مهما كثروا، ومهما اعتدوا على شعب أعزل. فهي قوة إيمان بأرضنا وشعبنا ووطننا الحر المستقل مهما طال الزمن. هي قوة لن تنكسر.. والأيام بيننا.

إقرأ أيضاً: جهّز سكّينك