تواصلت، ليل السبت وفجر الأحد، المواجهات العنيفة بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال والمستوطنين، في عدد من أحياء وبلدات القدس المحتلة، لليوم الرابع على التوالي، عقب استشهاد الفتى، محمد أبو خضير، من حي شعفاط، شمالي القدس.
وأُصيب، في ساعات الفجر الأولى من اليوم الأحد، مراسل قناة "فلسطين اليوم" في حي الطور بالقدس، أحمد البديري، في يده وبطنه، بعد إطلاق جنود الاحتلال قنبلة صوت بشكل مباشر باتجاهه. كما أصيب مصور القناة، أحمد جابر، بشظايا القنبلة نفسها في وجهه.
كما اعتدى جنود الاحتلال على طاقم القناة بتكسير كاميرات المصورين، خلال تغطيتهم للمواجهات الدائرة في حي الطور، بالقدس المحتلة. وحطّم عناصر من جيش الاحتلال، عشرات المركبات لمواطنين مقدسيين في الحي، فيما اعتقل جيش الاحتلال شاباً أثناء وجوده في محل لبيع الخضروات، خلال المواجهات.
وذكرت مصادر محلية، أن جنود الاحتلال اعتقلوا أربعة شبان مقدسيين، خلال المواجهات الدائرة في الحي نفسه، وجرى نقلهم إلى جهة مجهولة.
ورداً على قيام المستوطنين بالاعتداء على أراضٍ زراعية لمقدسيين في جبل المكبر، أحرق شبان مقدسيون غاضبون موقف السيارات التابع لمستوطنة "أرمون هنسيف"، في جبل المكبر، في القدس المحتلة، بالكامل، حيث استقدمت قوات الاحتلال على أثرها تعزيزات عسكرية كبيرة.
في هذه الأثناء، قام مستوطنون بتخريب مصلى يستخدمه السائقون الفلسطينيون في شركة باصات "إيجد"، في القدس.
واقتحم مستوطنون سوق المصرارة، خارج أسوار البلدة القديمة، وحاولوا الاعتداء على المواطنين المقدسيين.
واعتقلت قوات الاحتلال شابين من بلدة الرام، شمالي القدس، في كمين لجنود الاحتلال، خلال المواجهات التي دارت في البلدة حتى ساعات الفجر الأولى، بينما اقتحم جيش الاحتلال قرية حزما، شرقي القدس، ودارت مواجهات مع الشبان.
وتحدثت مصادر صحافية عن إصابة جندي من جيش الاحتلال في وجهه، بالألعاب النارية في المواجهات المستمرة قرب مفرق الرام، في وقت أصيب فيه العديد من الشبان بالرصاص المطاطي، واعتُقل اثنان منهم.
وامتدت المواجهات إلى مخيم شعفاط القريب، حيث أصيب سبعة شبان بالرصاص المعدني المغلّف بالمطاط.
وأثناء المواجهات في مخيم شعفاط، أكدت مصادر محلية في المخيم، لـ"العربي الجديد"، سماع أصوات إطلاق نار، ناتجة عن اشتباك مسلح بين شبان فلسطينيين وجنود الحاجز العسكري الإسرائيلي بالقرب من المخيم.
وفي حي شعفاط، استولى الشبان على صندوق غاز مسيل للدموع من إحدى دوريات جيش الاحتلال في المكان، وألقى الشبان الفلسطينيون تلك القنابل على شرطة الاحتلال و"حرس الحدود" الإسرائيلي المتمركزين على مداخل الحي الجنوبي والشمالي.
كما أحرق عدد من الشبان مولدات الكهرباء في محطة القطار الخفيف القريبة من حي شعفاط، بعد إلقاء زجاجات حارقة باتجاهها.
وحطّم شبان خط سكة الحديد وسط البلدة، فيما اعتدى مستوطنون على منزل عائلة أبو طاعة، في التلة الفرنسية.
ودعا نشطاء مقدسيون، في بيان جرى توزيعه في عزاء الشهيد محمد أبو خضير في شعفاط، العمال الفلسطينيين إلى عدم التوجه إلى أماكن عمل إسرائيلية، في القدس، حرصاً على سلامتهم من غدر للمستوطنين.
وفي أسلوبهم المبتكر، يواصل الشبان المقدسيون إطلاق المفرقعات باتجاه جنود الاحتلال أثناء المواجهات التي تدور في أحياء الصوانة والطور.
وفي حي واد الجوز بالقدس، أصيب طفل يبلغ من العمر 10 سنوات برضوض إثر تعرضه للضرب المبرح من قبل ستة جنود من جيش الاحتلال، بدعوى رشقه لمركبات المستوطنين بالحجارة أثناء مرورها في الحي.
واعتقلت قوات الاحتلال الفتى مجد صيام، من حي وادي الجوز، وجرى التحقيق معه ميدانياً.
وأكدت مصادر طبية، لـ"العربي الجديد"، إصابة الضابط في إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني، محمد هواش، بجروح طفيفة على أيدي قوات الاحتلال في وادي الجوز.
وفي حي الثوري بالمدينة المقدسة، رشق شبان مقدسيون مركبات المستوطنين بالحجارة، كما أطلقوا المفرقعات على مركبات حرس المستوطنين الذين ردوا بإطلاق النار في الهواء. وقام عناصر من شرطة الاحتلال بتفتيش العديد من المنازل في الحي، في أعقاب إلقاء زجاجات حارقة على دوريات عسكرية على أطراف الحي.
وفي منطقة رأس العامود، شرقي البلدة القديمة، اندلعت مواجهات بين الشبان المقدسيين وجنود الاحتلال، واعتقل الاحتلال شابين من عائلة الرازم.
ومن المناطق التي شهدت مواجهات، محيط جامعة القدس في بلدة أبو ديس، والأحياء المحاذية لبوابة جدار الفصل العنصري في بلدة العيزرية وعلى مدخل البلدة، وعند مفترق بلدة الرام، شمالي القدس، وبالقرب من بلدة عناتا، شمالي القدس، وفي بلدة العيسوية، قرب شارع مستوطنة معاليه أدوميم، وعند حاجز قلنديا وحاجز "الزعيم" العسكري الاحتلالي، شمالي القدس.
تأتي هذه الأحداث، مع انطلاق موكب للمستوطنين من أمام منزل رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، في القدس الغربية، باتجاه شارع يافا للوصول إلى البلدة القديمة. ومن المتوقع أن يقوم المستوطنون بالاعتداء على المقدسيين وممتلكاتهم.
وقد تجمع عشرات الشبان على مدخل حي بيت حنينا، شمالي القدس، من أجل التصدي للمستوطنين الذين هددوا في وقت سابق بدخول الحي والاعتداء على سكانه.
كما قامت مجموعات من المستوطنين بإطلاق دعوات للتجمع على مدخل بلدة العيزرية، قرب مستوطنة معاليه أدوميم القريبة من البلدة، ليقوموا برشق مركبات الفلسطينيين المارة بالحجارة.
وفي الضفة الغربية المحتلة، اندلعت العديد من المواجهات مع قوات الاحتلال، في وقت حاول فيه مستوطنو الاحتلال اقتحام العديد من القرى الفلسطينية، وقام الأهالي بصدهم.
ففي بيت لحم، اندلعت مواجهات عنيفة قرب مخيم عايدة، شمالي بيت لحم، حيث أحرق الشبان البرج العسكري القريب من المخيم.
واندلعت مواجهات في باب الزاوية، في الخليل، ورشق الشبان الجنود بالحجارة، بينما اعتقلت قوات الاحتلال الأسير المحرر، حسام دوفش، من منزله في منطقة قرن الثور، وسط الخليل، والذي تدّعي قوات الاحتلال ارتباطه بعملية قتل المستوطنين الثلاثة الشهر الماضي، وهو ما نفاه المحرر في وقت سابق.
وفي مخيم العروب، شمالي الخليل، رشق الشبان جنود الاحتلال بالحجارة والزجاجات الحارقة، واندلعت مواجهات، أطلق فيها جنود الاحتلال القنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع باتجاه الشبان.
وفي قرية عابود، غربي رام الله، اعتدت قوات الاحتلال على حفلة زفاف في القرية، وقام المستوطنون بتحطيم بعض السيارات المارة، بالقرب من مستوطنة "حلميش" القريبة من القرية.
كما تصدى أهالي قرية النبي صالح، شمالي رام الله، لمحاولة اقتحام عدد من المستوطنين للقرية، وأطلق جنود الاحتلال القنابل الضوئية وأغلقوا مداخل القرية.
وبالقرب من معتقل عوفر، غربي رام الله، اندلعت مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال، التي أطلقت القنابل الضوئية في المكان.
وألقى شبان زجاجات حارقة عدة باتجاه جيب عسكري إسرائيلي في الشارع الالتفافي القريب من عوفر، ولم يعرف مدى إصابته.
وفي طولكرم، اندلعت مواجهات قرب نزلة عيسى، شمالي المدينة، وأصيب العشرات بحالات اختناق جراء استخدام الاحتلال قنابل الغاز المسيل للدموع.
إلى ذلك، اقتحم جيش الاحتلال مدينة نابلس، عقب إطلاق نار لصد اعتداء لمستوطني مستوطنة ألون موريه المقامة على أراضي نابلس.