وفي السياق، تستمر عمليات الاعتقال التي تستهدف ناشطين ومتظاهرين في عموم المناطق والمدن والأحياء التي شهدت تظاهرات خلال الخمسة أيام الماضية.
وبحسب مسؤول في وزارة الداخلية العراقية، فإن التوجيهات الحكومية قضت بفتح جميع الطرق التي تفضي إلى الجامعات والكليات والدوائر الخدمية مع الإبقاء على جسري الجمهورية والسنك والمعلق التي تربط جانبي الرصافة بالكرخ مغلقة أمام السيارات ويُسمح بالمشي فقط فوقها"، مضيفا أن مناطق التي تركزت فيها التظاهرات في الأيام الماضية تم تشديد الأمن فيها أكثر من غيرها.
وفي الأثناء، قال ناشطون وشهود عيان إن مناطق البلديات والبنوك وشارع فلسطين والشعب وقطاع 42 ضمن ضاحية الصدر والمشتل والحسينية شرقي بغداد، إضافة إلى أحياء العامل والإعلام والحسين والشعلة ضمن جانب الكرخ شمال غرب وغربي بغداد شهدت اعتقالات واسعة طاولت عشرات الناشطين والمدونين على مواقع التواصل الاجتماعي، ومن يعتقد أنهم شاركوا في التظاهرات خلال الأيام الماضية.
وبحسب المصادر ذاتها، فإن القوات التي نفذت عمليات الاعتقالات هي استخبارات الجيش وما يعرف بـ"أمنية الحشد الشعبي"، إضافة إلى قوات "سوات"، وهي نفسها الأذرع الأكثر قمعا للتظاهرات في الأيام الماضية.
حصيلة جديدة لضحايا التاظاهرات
وأكدت مصادر طبية عراقية ارتفاع عدد ضحايا التظاهرات في العراق إلى 113 قتيلا توزع أغلبهم في بغداد الناصرية والديوانية، مع تخطي عدد الجرحى حاجز الأربعة آلاف ومائة جريح حتى الآن.
وبحسب المصادر ذاتها، فإن مستشفيات إقليم كردستان تلقت نحو 200 حالة خطرة تم نقلها من قبل ذوي الضحايا بسبب تفوق المستشفيات في الإقليم على نظيرتها في بغداد.
وبدت مدن جنوبي العراق أقرب إلى بغداد من حيث استئناف الدوام الرسمي والانتشار العسكري والأمني باستثناء محافظة ذي قار التي منحت حكومتها المحلية عطلة للدوائر والمدارس والجامعات وأبقت على عمل المستشفيات والمؤسسات الخدمية كالماء والكهرباء وذلك بعد ليلة شهدت حرق المتظاهرين لمكاتب ومقرات أحزاب ومليشيات مختلفة وتمزيق صور لرجال دين ومكاتب حزب الدعوة والفضيلة والحكمة والشيوعي وبدر ومكتبين لمليشيات العصائب والخراساني.
كما تم تمزيق صور عدد من رجال الدين في الناصرية، العاصمة المحلية لمحافظة ذي قار، وأعلن على إثرها ناشطون أن المدينة خالية من الأحزاب.
وشنت على إثرها قوات الأمن عمليات دهم واعتقال واسعة طاولت حتى الآن 25 ناشطا ومشاركا في التظاهرات منذ فجر اليوم.