وشهدت صنعاء وعدد من المحافظات تظاهرات رافضة لما وصفوه "انقلاب" جماعة أنصار الله (الحوثيين) على الرئيس هادي، والاستيلاء على مركز الدولة، بينما نظم أنصار الجماعة تظاهرة حاشدة في العاصمة رفضاً لـ"الرسوم المسيئة للنبي محمد"، والتأكيد على "استمرار الثورة".
وشهدت ساحة التغيير في صنعاء، وساحة الحرية في تعز، تظاهرات مندّدة بالانقلاب على هادي ورفع المتظاهرون شعارات تندد بجماعة "الحوثيين"، وتطالبها بسحب مسلحيها من المدن. كما شهد ميدان العروض في عدن جنوبي البلاد، تظاهرة ندّدت بـ"الانقلاب" ورفع فيها المتظاهرون الأسلحة لأول مرة، وطالبوا بفصل محافظات الجنوب عن الشمال.
وفي أول رد فعل على الأحداث الجارية في اليمن، بعد استقالة هادي، أعلن قائد قوات الاحتياط (الحرس الجمهوري سابقاً)، اللواء علي الجايفي، أن "الجيش لن يسمح بالمساس بوحدة اليمن وأمنه واستقراره".
ودعا الجايفي، جميع قادة المناطق الأمنية والعسكرية وقادة الأحزاب السياسية، إلى عقد اجتماعٍ عاجلٍ لسد الفراغ السياسي في البلاد.
وقال الجايفي- الذي يقود أكبر قوة عسكرية في الجيش- في بيانٍ نشر على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إن "أبناء الوطن عامة على استعداد تام لتقديم دمائهم وأرواحهم وبذل الغالي والرخيص، في سبيل الحفاظ على وحدة هذا الوطن الغالي".
وعلى الرغم من الفراغ الرئاسي، بدا الوضع طبيعياً بالنسبة للحياة العامة، في ظل ترقب حذّر لما سوف تسفر عنه الساعات المقبلة.
ومن المقرر أن يبحث البرلمان غداً السبت أو بعد غد الأحد، استقالة هادي ويتخذ الإجراءات الدستورية المنوطة به. وبحسب الدستور، يستلم رئيس مجلس النواب، السلطة مؤقتاً، في حال عجز الرئيس عن أداء مهامه.
وباستثناء ردود الفعل الشعبية ومن بعض الأطراف في المحافظات البعيدة، بدت مواقف القوى السياسية تجاه التطورات "متحفظة". وسط أنباء عن مفاوضات تجري بين القوى السياسية المختلفة للتوافق على حل، وتحديداً حزب "المؤتمر الشعبي"، الذي يمتلك الغالبية في البرلمان، وجماعة "الحوثيين"، التي تصدرت "الانقلاب" على هادي.
وفي تعليق مقتضب، اعتبر رئيس "حزب الإصلاح"، محمد عبدالله اليدومي، أن قارب النجاة "لا تزال مجاديفه في أيدي اليمنيين".
وأضاف، مساء اليوم، على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي: "لا نزال على الرغم مما نحن فيه، على حافة الهاوية ولم نسقط بعد، ونعوذ بالله أن يسقط شعبنا في مهاوي الدمار والضياع والشتات".