قال مصدر مسؤول في مطار عدن الدولي، لـ "العربي الجديد"، إن المطار مُغلق منذ أمس الأول الأربعاء، على خلفية الاشتباكات التي تدور في محيطه بين قوات الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، وقوات حوثيّة وأخرى موالية للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح كانت قد نجحت بالفعل في السيطرة على المطار الأربعاء الماضي، قبل أن تتراجع.
واستعادت قوات من اللجان الشعبية الموالية للرئيس هادي، أمس الخميس، السيطرة على مطار
عدن الدولي، جنوبي البلاد، بعد اشتباكات وصفها مصدر أمني بـ "العنيفة" مع قوات عسكرية موالية للحوثيين.
وقال مصدر أمني، رفض ذكر اسمه، إن قوات اللجان الشعبية الموالية لهادي، خاضت مواجهات عنيفة مع قوات عسكرية موالية للحوثيين والرئيس اليمني المخلوع في محيط المطار، أجبرت الطرف الأخير على الانسحاب من المكان.
وأوضح المصدر في مطار عدن، أن سلطات المطار اضطرت لإلغاء كل الرحلات لدواع أمنية، مضيفاً أن كافة موظفي المطار غادروا أعمالهم بالفعل، ولم ينتظموا منذ يومين.
وقالت مصادر محلية لـ "العربي الجديد" إن مؤسسات تجارية في محيط مطار عدن تعرضت لأضرار بالغة، من بينها فندق "صن شاين" الواقع في محيط مطار عدن الدولي، والذي تعرض لقصف مباشر بالمدفعية.
وأعلن عدد من شركات الطيران إلغاء رحلاتها إلى مطار عدن بالتزامن مع تقدم الحوثيين ناحية المدينة الجنوبية.
ويتخوف القطاع التجاري في عدن من حدوث أعمال نهب وسلب، في حال سيطرة مسلحي جماعة الحوثي واجتياحهم المدينة.
وقال نائب رئيس الغرفة التجارية بعدن، عبد الله سالم الرماح، إن الحركة التجارية تعطلت بشكل كامل.
وأضاف، في حديث بالهاتف لمراسل "العربي الجديد"، "التجار أغلقوا محلاتهم وعادوا إلى بيوتهم، وحركة نقل البضائع تعطلت تماما بين عدن وبقية المحافظات، والعمل في ميناء عدن شبه متوقف ويمكن القول إن القطاع التجاري متوقف وفي حالة ترقب لما ستؤول اليه الأحداث".
وبدت شوارع عدن نهاري الأربعاء والخميس، شبه خالية من المارة، فيما أغلقت جميع الشركات أبوابها ومنحت موظفيها إجازة مؤقتة، ريثما تستقر الأوضاع، بحسب مصدر مسؤول في الغرفة التجارية في المدينة.
اقرأ أيضاً:
ثروة علي عبد الله صالح..قصور وأراضٍ ونهب بالمليارات
وقال الموظف مازن قباطي لـ "العربي الجديد": "مع تقدم الحوثيين إلى مشارف عدن حدثت حالة من الهرج والخوف من حدوث فوضى. شاهدت أولياء الأمور يهرعون إلى المدارس لأخذ أولادهم. الموظفون غادروا أعمالهم. لم يعد أي شيء مستقراً".
وأغلقت المصارف وشركات الصرافة في المدينة، وسط مخاوف من حدوث أعمال نهب وسلب. وأكد شهود عيان لـ "العربي الجديد" حدوث عمليات سطو لبعض المؤسسات الحكومية ومنها فندق القصر (حكومي فئة 5 نجوم) الذي تعرض للنهب من قبل مسلحين.
وحذر مراقبون من أزمة غذائية مرتقبة مع إغلاق معظم محلات المواد الاستهلاكية الغذائية والحبوب وأفران الخبز في المدينة.
وأدى إعلان الحرب إلى حالة هلع في أوساط السكان في مدينة عدن العاصمة المؤقتة للرئيس هادي.
وشهدت المدينة اندفاع المواطنين لشراء المواد الغذائية والتزود بكميات من الوقود والغاز المنزلي.
وقال مواطنون لـ "العربي الجديد" إنهم يتخوفون من "الحرب" ويقومون بتخزين كميات من
المواد الاستهلاكية، تحسباً لأي أزمات خلال الأيام القادمة.
وقال الخبير الاقتصادي، فؤاد التميمي، لـ "العربي الجديد"، إن الأسواق تأثرت بالحرب ونرى أن هناك هلعاً في أوساط السكان وتسابقاً على شراء المواد الغذائية وتخزينها، ومع قلة العرض وزيادة الطلب قد تشهد المدينة أزمة غذائية.
وكانت مدينة عدن شهدت حركة نشطة، منذ وصول الرئيس هادي إليها نهاية فبراير، بعد أن تمكّن من كسر الإقامة الجبرية التي فرضتها جماعة الحوثي المسلحة عليه، ومغادرته صنعاء.
وبالسيطرة على مدينة عدن يُحكم الحوثيون سيطرتهم على اليمن، من شماله إلى جنوبه، ويفرضون أنفسهم باعتبارهم سلطة الأمر الواقع. واعتبر مراقبون أن سيطرة الحوثيين على مدينة عدن تمكّنهم من السيطرة على مضيق باب المندب وتهديد الملاحة العالمية وحركة نقل النفط.
اقرأ أيضاً:
الاقتصاد اليمني يدخل نفق "النمو السلبي"