تتضاعف المخاوف في اليمن من حدوث كارثة طبيعية جراء اقتراب إعصار "تشابالا" الذي من المتوقع أن يضرب سواحل سلطنة عمان، ومحافظتي المهرة وحضرموت اليمنيتين، خلال الساعات القادمة.
وحذر المركز الوطني للأرصاد الجوية المواطنين والصيادين وربابنة السفن ومرتادي البحر، من سوء الأحوال الجوية والاضطراب الشديد في البحر، وعدم التعمّق فيه نتيجة الإعصار المداري.
وأوضح المركز، بحسب وكالة "سبأ" الخاضعة للحوثيين، أنه وخلال الساعات القادمة يتحرك الإعصار المداري "تشابالا" إلى جهة الغرب باتجاه سواحل اليمن والسواحل العمانية المجاورة، قبل أن يتحرك خلال الـ24 ساعة القادمة باتجاه السواحل الشرقية لليمن.
وفي هذا السياق، وجّه الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بتشكيل غرفة عمليات لمواجهة مخاطر الإعصار، وتضم غرفة العمليات وزراء الداخلية والإدارة المحلية والصحة العامة والسكان والثروة السمكية .
وشدد هادي على ضرورة التنسيق مع الدول التي من المتوقع أن يصل الإعصار إلى سواحلها وفي مقدمتها سلطنة عمان، كما وجّه بتشكيل غرف عمليات فرعية برئاسة محافظي حضرموت وشبوة والمهرة وسقطرى، وهي المحافظات المهددة بوصول الإعصار إلى سواحلها.
وتزايدت مخاوف سكان مدينة المكلا، مركز محافظة حضرموت، التي يسيطر عليها تنظيم "القاعدة"، من وصول موجة الإعصار إلى مدينتهم، في ظل شلل حكومي وأزمات خانقة تشهدها المدينة في الوقود والكهرباء.
وارتفعت أصوات ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي مطالبة السلطات الشرعية بتحرك جاد لتفادي خسائر كارثة محدقة يحذر منها متخصصو الأرصاد.
وقال المواطن محمد بالطيف، أحد سكان مدينة المكلا، إن البناء العشوائي في مسالك المياه، وهشاشة بيوت الأحياء القريبة من البحر وضعف البنية التحتية، تضاعف مخاوف سكان المدينة مع اقتراب الإعصار.
وطالب في حديثه لـ"العربي الجديد"، السلطات الشرعية بسرعة التحرك على الأرض وتشكيل فرق عمل ميدانية، لسد أية ثغرة ومعالجة جوانب القصور التي من الممكن أن تزيد من نسبة الأخطار.
أما الإعلامي نبيل بن عيفان، فنقل أن لدى السكان مخاوف كبيرة من هذه الكارثة، فالبلد في وضع حرب، والدولة لم نعهد منها القيام بدورها لمواجهة مثل هذه الكوارث في وقت السلم، فماذا ستفعل في هذا الوضع؟
وأشار إلى أن محافظة حضرموت، الأكبر مساحة على مستوى اليمن، والأكثر ثروة، لا تملك أدنى مقومات السلامة والإنقاذ، وقوات الدفاع المدني وجودها رمزي في الميدان .
وأكد أنهم، كمواطنين، لم يشاهدوا حتى اللحظة أي استعدادات ميدانية، فقط قرارات ونشاط إعلامي على صفحات مواقع التواصل لن تغني شيئا، مطالبا دول التحالف العربي بأن تكون لها مساهمة في الإنقاذ والإغاثة لو قدّر الله وحصل الإعصار.