بعدما كانت مدينة شبام في حضرموت اليمنية، قبلة للسياحة، تحوّلت في السنوات الأخيرة إلى مسرح للاغتيالات والتصفيات، وسُجلت فيها 14 عملية اغتيال خلال العام الماضي، فيما لا يبدو التحالف السعودي-الإماراتي مهتماً بالوضع الأمني هناك.
وسط حرب متفاقمة في اليمن، تظهر في الأفق أوضاع أخرى تعطي بعض الأمل في الخروج ولو جزئياً من ورطة الصراع، حيث تشهد محافظة حضرموت التي حققت بعض الاستقرار إقبالا سياحيا بعيداً عن صوت الرصاص.
تنتعش صناعة المكيفات الصحراوية تحديدا في مديريات وادي حضرموت، ذات المناخ الصحراوي الجاف، ومع حلول فصل الصيف تضاعف المصانع المحلية طاقتها الإنتاجية، وتستقطب المئات من الأيادي العاملة لمواجهة الطلب المتزايد، موفرة بذلك فرص عمل كثيرة للشباب العاطلين.
أدى دخول عدن في جولات صراع، ومحاولات "المجلس الانتقالي الجنوبي"، المدعوم إماراتياً، تقويض الدولة، إلى بروز قناعة لدى قطاع واسع من أهالي ونخب حضرموت أن على المحافظة تقرير مصيرها، والتخلص من التبعية لعدن أو صنعاء.
عاد الحديث من جديد عن تقسيم محافظة حضرموت، شرقي اليمن، مع مساعٍ تقوم بها أطراف في وادي حضرموت للدفع بإعلان الوادي محافظة مستقلة عن الساحل، وسط اتهامات لنائب الرئيس علي محسن الأحمر، باستخدام نفوذه للدفع نحو التقسيم.
يحاول "المجلس الانتقالي الجنوبي" استمالة حضرموت إليه، في مسعى لكسبها إلى جانبه في مواجهة الشرعية اليمنية، وبدعمٍ إماراتي. وذهب "رئيس المجلس" عيدروس الزبيدي بعيداً، إلى الحدّ الذي طرح فيه تسمية دولة الجنوب بـ"دولة حضرموت".
شهدت أسعار الوحدات السكنية والأراضي البيضاء ارتفاعات غير مسبوقة في محافظة حضرموت شرقي البلاد، مستفيدة من حركة النزوح الكبيرة التي عرفتها عدد من المناطق الشمالية، وانتعاش عمليات البناء
طي صفحة الانفلات الأمني في مديريات الوادي والصحراء في حضرموت باليمن، يمثل هدفاً لسلطات المحافظة الجديدة، التي تعتزم تنفيذ خطة أمنية، بالتنسيق مع "التحالف العربي"، لتفعيل أداء الأجهزة الأمنية
تثير التطورات الأخيرة في جنوب اليمن، وخصوصاً في عدن، المخاوف من تكرار سيناريو "الجبهة القومية" التي انفردت بالسلطة بعد ثورة 14 أكتوبر 1963 ضد الاستعمار البريطاني في الجنوب، وما تلا ذلك من جولات عنف متتالية.
ساهم تعيين اللواء الركن فرج سالمين البحسني، محافظاً لحضرموت بدلاً من اللواء أحمد بن بريك، بتغييرات في إدارة المحافظة وفي علاقتها مع الشرعية اليمنية. ويحاول البحسني تجنب الدخول في السجال السياسي لمصلحة التنمية والخدمات العامة.