وأقر سياسيون يمنيون بأن صالح، تحت ضغط ضربات "عاصفة الحزم"، قد يكون راغبا في إنقاذ نفسه وإنقاذ ثروته، لكنهم حذروا من قدرته على الخداع والمناورة وإشعال الفتن بين خصومه في أحلك الظروف، وأن حرمانه من الأموال التي نهبها من شعبه، هو السبيل الأمثل لتجفيف منابع أخطاره وإيقاف أذاه عن بلاده.
وكشف مسؤول دولي، اطلع على تقارير أصبحت بحوزة لجنة العقوبات الخاصة باليمن، أن صالح يتقاضى أكثر من أربعة ملايين دولار شهريا من مورد واحد فقط، هو عبارة عن إيجارات شهرية لمجمع عقاري يملكه في دبي، مبديا استغرابه أن لجنة العقوبات لم ترسل حتى الآن طلبا رسميا إلى دولة الإمارات لتجميد ممتلكات صالح لديها.
وأكدت المصادر ذاتها أن المهمة التي كلف صالح بها وزير خارجيته (مسؤول العلاقات الخارجية في حزب المؤتمر الشعبي العام) أبوبكر القربي في جولته المعلن عنها، التي تشمل سلطنة عمان ومصر وروسيا والولايات المتحدة، تأتي بغرض تضليل المجتمع الدولي.
وأكد دبلوماسي خليجي في واشنطن ذلك، مشككا في صدق نوايا صالح، ومحذرا المجتمع الدولي من أن الرئيس اليمني المخلوع بدأ يلعب لعبة جديدة، عن طريق القربي، يهدف منها إلى شق الصف وخلق شروخ بين الأطراف الداعمة لعمليات "عاصفة الحزم".
ويتفق مع هذا التفسير، لمهمة القربي، سياسيون يمنيون موالون للرئيس هادي، كشفوا كذلك عن احتمال عدم عودة القربي إلى صنعاء، مرجحين أن يعتذر القربي- بعد خروجه من اليمن- عن آخر مهمة كلفه صالح بها، وقد يتوجه إلى كندا التي يحمل جنسيتها، طبقا لاعتراف علني انتزعه منه أحد مذيعي قناة اليمن اليوم التلفزيونية المملوكة لصالح.
لكن مصادر أخرى في صنعاء استبعدت تمرد القربي على صالح، قائلة إن "له مصالح وأقارب في اليمن لم يسمح صالح بخروجهم، ولا يمكن له أن يحولهم إلى رهائن لدى صالح". كما ألمحت إلى أن صالح في سنواته الأخيرة كان قد بدأ يقلد الرئيس العراقي السابق صدام حسين في تقييد أنصاره بما يمسكه عليهم من وسائل يتفادى بها خروجهم عن طاعته والبقاء في خدمته ورهن إشارته.
اقرأ أيضا: صالح يطلق مبادرة لوقف العمليات العسكرية ونقل الحوار للإمارات