الهند تقرّ الإعدام لمواجهة الاغتصاب

05 ابريل 2014
دلهي اتخذت خطوات جدية لمحاربة جريمة الاغتصاب
+ الخط -

هل بدأت نيودلهي في اتخاذ خطوات جدية لمحاربة جريمة الاغتصاب في البلاد، بعدما انتفض المجتمع برمته غضبا من استهتار السلطات الهندية في محاربة هذه الجريمة؟

سؤال يطرحه الكثيرون بعد إصدار حكم يعتبر الأقسى منذ سنوات طوال، إذ أمرت قاضية محكمة مومباي بإعدام ثلاثة أشخاص شنقا، شاركوا في اغتصاب فتاة حتى الموت، داخل حافلة وأمام مرأى المارة، العام الماضي.

اغتصاب في مكان عام

يذكر أن الفتاة، التي كانت تعمل مصورة صحافية في مجلة مومباي، كانت في طريقها برفقة زميل لها، لتصويرمصنع للنسيج ، عندما تعرضت لهجوم وحشي داخل الحافلة، من قبل خمسة أشخاص، لمدة ثماني ساعات، ثم القاها المغتصبون على قارعة الطريق، في حين تعرض زميلها للضرب.

استنفار العالم

وأثارت هذه الجريمة استنفار وسائل الإعلام المحلية والدولية، كما خرج الآلاف من المواطنين في الشوارع منددين بالحادث، ما دعا المؤسسات القانونية في الهند إلى اتخاذ خطوات جدية، بدأت بأحكام المؤبد، واعتماد عقوبة الإعدام شنقا عقوبة لمجرمي الاغتصاب والمشاركين في الاغتصاب الجماعي.

وقالت القاضية التي أصدرت أحكام الإعدام إن "هذه الحالات ينبغي ألا يتم التسامح في شأنها أبدا". وأضافت "هناك حاجة لأن تكون الرسالة التي يتلقاها المجتمع واضحة وقوية".

ويذكر أن جريمة العنف الجنسي قد استفحلت في الهند وباتت من الروتين اليومي في حياة المرأة هناك، بل ويمارس عليها في بعض الاحيان كأداة عقاب أو انتقام، كقضية الفتاة التي تعرضت لاعتداء جنسي وجسدي من قبل 13 شخصا بناءً على أوامرعليا ومن رئيس قبيلتها لتأديبها.

وسلطت الحوادث المتلاحقة الضوء على جرائم الاغتصاب في البلاد، حيث تشير إحصائيات المركز الآسيوي لحقوق الانسان إلى تعرض ما يقرب من 85 ألف طفلة بين السنة الأولى والثانية عشرة من عمرهن للاغتصاب، خلال أقل من ثماني سنوات .
ربما ليست الهند البلد الوحيد الذي يشهد أبشع حالات الاغتصاب في العالم، حيث أصبح الاغتصاب سلاح حرب يمارسه الأقوياء ضد الضعفاء، وخاصة في أماكن الصراع مثل سوريا، والعراق، وأفريقيا الوسطى. لكن نيودلهي، المستقرة سياسيا، أصبحت موضع استهزاء من قبل البعض الذين باتوا يطلقون عليها "عاصمة الاغتصاب العالمية."

رأي يختلف فيه المحللون الذين يرون أن تلك الجرائم البشعة تلقى رفضاً كبيراً من المجتمع المدني، وخرج من أجل الحد منها عشرات الآلاف من المحتجين، في حين لا تحصل تظاهرات مماثلة في دول منتقديها.

 

المساهمون