07 ابريل 2022
الهبّة الفلسطينية تؤكد زيف "القدس الموحدة"
من أهم النتائج الأولية للهبة الفلسطينية الجارية في القدس والضفة الغربية، أنها كشفت الوهم والكذب الإسرائيلي عن توحيد شطري مدينة القدس الشرقية والغربية. وأعادت هذا الموضوع بشكل قوي في المجتمع الإسرائيلي، فطبيعة الأحداث التي تمر بها المدينة، منذ أكثر من عام، وخصوصاً بعد اختطاف الطفل محمد أبو خضير وإحراقه حياً تكشف أن المدينة مقسمة سكانياً وجغرافياً واقتصادياً، وأن المسافة بين شرق القدس وغربها آخذة في التباعد والازدياد، وأن ما تعيشه المدينة يؤكد أن إغلاق هذه الفجوة الكبيرة لا يمكن تحقيقه، لا في المدى المنظور، ولا في المدى البعيد. وكذلك أن شعار القدس الموحدة هي العاصمة الأبدية لدولة إسرائيل لم يعد يقنع شرائح واسعة في المجتمع الإسرائيلي، بعد أن حاول سياسيون فيه تصديق أكذوبتهم المصطنعة، والتي تم التعبير عنها بتصلب المواقف إزاء القدس، ومن خلال زرعها بالمستوطنات، واتباع كل أشكال التمييز العنصري بحق سكانها الفلسطينيين، بغرض إجبارهم على ترك المدينة المقدسة، حيث لم تعد إسرائيل قادرة على استيعاب أن أكثر من ثلث سكان عاصمتهم هم من الفلسطينيين الذين يتم النظر إليهم أعداء، خصوصاً وأنهم لم يحصلوا على الجنسية الإسرائيلية، بل الإقامة المؤقتة، والتي يتم سحبها في أيّ لحظة، كما حصل كثيراً مع أهالي مدينة القدس، والذين عبّروا، منذ اليوم الأول لاحتلالها، عن رفضهم احتلال مدينتهم ومقدساتهم، والتي يؤكدون أنها فلسطينية خالصة، وعاصمة دولتهم المستقبلية.
قبل أكثر من عام، اعترف رئيس بلدية القدس المحتلة، نير بركات، أنه لا يعرف أحياء عربية عديدة في القدس الشرقية، وأنه لا يجرؤ على الدخول إلى أحياء فلسطينية كثيرة في المدينة التي يدّعي أنها موحدة، وأنه رئيسها، لكن ظهوره، قبل أيام، وهو يتجول في الأحياء الفلسطينية الشمالية للمدينة المحتلة، المشتعله غضباً، ويحمل رشاشاً ومحاطاً بعشرات الجنود المدججين بالسلاح، وهم يحاولون قمع الهبّة الشعبية التي أكدت هوية المدينة العربية، وأسقطت أكذوبة وحدة المدينة، وعبّرت عن أن نير بركات يمثل قوة الاحتلال، وأن هذه البلدية لم ولن تكن تمثل الفلسطينيين في القدس الشرقية، وهي مؤسسة احتلالية وجدت لدعم الاستيطان اليهودي في المدينة، وإفراغ سكانها الأصليين منها.
من يتجوّل في الأحياء الفلسطينية من المدينة، ويشاهد حجم الحواجز العسكرية والدوريات
الاحتلالية، وعدم توجه اليهود إليها، وهروب مئات من عناصر الشرطة الاحتلالية عن الخدمة العسكرية في القدس، خوفاً من العمليات التي أصبحت كابوساً أمنياً ونفسياً وخطراً سياسياً على مشروعهم الاستعماري، يصل إلى قناعة تامة، هي أن هبة القدس كشفت بالفعل حقيقة عروبة القدس وإسلاميتها، وأكذوبة أنها العاصمة الأبدية لإسرائيل.
ما تشهده القدس يؤكد أن المقدسيين الفلسطينيين قرروا أن يخوضوا معركتهم دفاعاً عن الأقصى والمقدسات، ودفاعاً عن وجودهم، مهما كلف الأمر، بعد وصولهم إلى حالة من اليأس التام من أيّ عملية سياسية، أو أيّ جهود دولية من الممكن أن توقف المشروع الصهيوني الرامي إلى تهويد المدينة، وتقسيم المسجد المبارك زمانياً، وهو ما يتواصل فعلياً منذ شهور، حيث تمنع الشرطة الإسرائيلية المسلمين من الدخول في ساعات محددة للصلاة في المسجد الأقصى، لتمكين المستوطنين اليهود المتطرفين من الدخول إلى ساحاته في تلك الأوقات، وذلك مقدمة لتقسيمه مكانياً وانتهاءً باستغلال حدث دولي لإعادة بناء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى.
تتغلغل تلك الجماعات المتطرفة في الحكومة الإسرائيلية والكنيست، خصوصاً أن من بين المستوطنين الذين يقتحمون المسجد الأقصى وزراء وأعضاء فيهما، ما يؤكد أن قراراً حكومياً إسرائيلياً صدر بدون الإعلان عنه بالتقسيم الزماني. ولولا ذلك القرار، ما كان لوزير في الحكومة أن يتجول في ساحات المسجد على مرأى من العالم أجمع، في وقت يحاول فيه رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، أن يذر الرماد في العيون، بإبلاغه الحكومة الأردنية، كونها صاحبة الوصاية على المسجد الأقصى، عدم نية إسرائيل إحداث أي تغيير على الوضع القائم في المسجد الأقصى، الأمر الذي يتم فهمه على أن اقتحامات المستوطنين اليومية للمسجد الأقصى، بحماية الأجهزة الامنية الحكومية وحراستها، لا يعتبره نتنياهو تغييراً للوضع القائم.
وبموازاة ما يتعرض له المسجد الأقصى من عملية تهويد وتغيير في هويته وطابعه، تواصل إسرائيل سياسات القمع والخنق الاجتماعي والسياسي والاقتصادي بحق المدينة المقدسة، بعد أن شعر نتنياهو بالاطمئنان أن القضية الفلسطينية لم تعد على جدول الأعمال والاهتمام الدولي، والذي تجلى بوضوح في عدم تطرق الرئيس الأميركي، باراك أوباما، في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، قبل أيام، إلى القضية الفلسطينية، الأمر الذي فهمه نتنياهو أن أوباما سلمه الملف الفلسطيني، وأن في وسعه أن يكمل مشروعه في القدس والضفة، من دون أيّ عوائق. إلا أنه ما أن أنهى أوباما كلمته، وقبل عودة نتنياهو، وإذا بعمليات نوعية تضرب المشروع الأمني والاستيطاني الإسرائيلي، ليس فقط في القدس، بل في الضفة الغربية التي شعر نتنياهو أنه تمكن، في السنوات الأخيرة، من عزلها كلياً عن الحالة الفلسطينية، سواء فيما تتعرّض له القدس ومقدساتها، أو في الحروب الثلاث التى تعرّض لها قطاع غزة المحاصر.
أخيراً، كشفت الهبّة الشعبية والنوعية التي تشهدها الأراضي الفلسطينية، حالياً، المخزون الاستراتيجي الكبير لدى الشعب الفلسطيني في القدس والضفة، في الوقت الذي ينشغل العرب فيه بقضاياهم، ما سيمكّن هذا الشعب من إعادة قضيته الى مكانها الصحيح، وإعادتها إلى جدول الأعمال الدولي. والأهم من ذلك كله أن هذه الهبّة القوية أعادت وضعية القدس مدينة محتلة ومقسمة، وليست، كما يدّعي الساسة الإسرائيليون، مدينة موحدة وعاصمتهم الأبدية.
قبل أكثر من عام، اعترف رئيس بلدية القدس المحتلة، نير بركات، أنه لا يعرف أحياء عربية عديدة في القدس الشرقية، وأنه لا يجرؤ على الدخول إلى أحياء فلسطينية كثيرة في المدينة التي يدّعي أنها موحدة، وأنه رئيسها، لكن ظهوره، قبل أيام، وهو يتجول في الأحياء الفلسطينية الشمالية للمدينة المحتلة، المشتعله غضباً، ويحمل رشاشاً ومحاطاً بعشرات الجنود المدججين بالسلاح، وهم يحاولون قمع الهبّة الشعبية التي أكدت هوية المدينة العربية، وأسقطت أكذوبة وحدة المدينة، وعبّرت عن أن نير بركات يمثل قوة الاحتلال، وأن هذه البلدية لم ولن تكن تمثل الفلسطينيين في القدس الشرقية، وهي مؤسسة احتلالية وجدت لدعم الاستيطان اليهودي في المدينة، وإفراغ سكانها الأصليين منها.
من يتجوّل في الأحياء الفلسطينية من المدينة، ويشاهد حجم الحواجز العسكرية والدوريات
ما تشهده القدس يؤكد أن المقدسيين الفلسطينيين قرروا أن يخوضوا معركتهم دفاعاً عن الأقصى والمقدسات، ودفاعاً عن وجودهم، مهما كلف الأمر، بعد وصولهم إلى حالة من اليأس التام من أيّ عملية سياسية، أو أيّ جهود دولية من الممكن أن توقف المشروع الصهيوني الرامي إلى تهويد المدينة، وتقسيم المسجد المبارك زمانياً، وهو ما يتواصل فعلياً منذ شهور، حيث تمنع الشرطة الإسرائيلية المسلمين من الدخول في ساعات محددة للصلاة في المسجد الأقصى، لتمكين المستوطنين اليهود المتطرفين من الدخول إلى ساحاته في تلك الأوقات، وذلك مقدمة لتقسيمه مكانياً وانتهاءً باستغلال حدث دولي لإعادة بناء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى.
تتغلغل تلك الجماعات المتطرفة في الحكومة الإسرائيلية والكنيست، خصوصاً أن من بين المستوطنين الذين يقتحمون المسجد الأقصى وزراء وأعضاء فيهما، ما يؤكد أن قراراً حكومياً إسرائيلياً صدر بدون الإعلان عنه بالتقسيم الزماني. ولولا ذلك القرار، ما كان لوزير في الحكومة أن يتجول في ساحات المسجد على مرأى من العالم أجمع، في وقت يحاول فيه رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، أن يذر الرماد في العيون، بإبلاغه الحكومة الأردنية، كونها صاحبة الوصاية على المسجد الأقصى، عدم نية إسرائيل إحداث أي تغيير على الوضع القائم في المسجد الأقصى، الأمر الذي يتم فهمه على أن اقتحامات المستوطنين اليومية للمسجد الأقصى، بحماية الأجهزة الامنية الحكومية وحراستها، لا يعتبره نتنياهو تغييراً للوضع القائم.
وبموازاة ما يتعرض له المسجد الأقصى من عملية تهويد وتغيير في هويته وطابعه، تواصل إسرائيل سياسات القمع والخنق الاجتماعي والسياسي والاقتصادي بحق المدينة المقدسة، بعد أن شعر نتنياهو بالاطمئنان أن القضية الفلسطينية لم تعد على جدول الأعمال والاهتمام الدولي، والذي تجلى بوضوح في عدم تطرق الرئيس الأميركي، باراك أوباما، في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، قبل أيام، إلى القضية الفلسطينية، الأمر الذي فهمه نتنياهو أن أوباما سلمه الملف الفلسطيني، وأن في وسعه أن يكمل مشروعه في القدس والضفة، من دون أيّ عوائق. إلا أنه ما أن أنهى أوباما كلمته، وقبل عودة نتنياهو، وإذا بعمليات نوعية تضرب المشروع الأمني والاستيطاني الإسرائيلي، ليس فقط في القدس، بل في الضفة الغربية التي شعر نتنياهو أنه تمكن، في السنوات الأخيرة، من عزلها كلياً عن الحالة الفلسطينية، سواء فيما تتعرّض له القدس ومقدساتها، أو في الحروب الثلاث التى تعرّض لها قطاع غزة المحاصر.
أخيراً، كشفت الهبّة الشعبية والنوعية التي تشهدها الأراضي الفلسطينية، حالياً، المخزون الاستراتيجي الكبير لدى الشعب الفلسطيني في القدس والضفة، في الوقت الذي ينشغل العرب فيه بقضاياهم، ما سيمكّن هذا الشعب من إعادة قضيته الى مكانها الصحيح، وإعادتها إلى جدول الأعمال الدولي. والأهم من ذلك كله أن هذه الهبّة القوية أعادت وضعية القدس مدينة محتلة ومقسمة، وليست، كما يدّعي الساسة الإسرائيليون، مدينة موحدة وعاصمتهم الأبدية.