النوم الطويل يعادل قلته

17 اغسطس 2018
قيلولة (Getty)
+ الخط -
حتّى اليوم، ما زال النوم قضية خلافية. ما من شك في أنّ الأشخاص في حاجة إلى ما يكفي من النوم للحفاظ على صحتهم، ومكافحة بعض الأمراض مثل الألزهايمر والسرطان، بحسب موقع "بزنس إنسايدر". لكن ما يعدّ "كافياً" لبعض الناس ليس بالضرورة معادلة سهلة.

تشير بعض الأبحاث إلى أنّ النوم في عطلة نهاية الأسبوع يمكن أن يعالج الضرر الناتج عن السهر والاستيقاظ الباكر خلال أيام الأسبوع. لكن كما تسبّب قلة النوم مشاكل، فإنّ النوم الكثير يمكن أن يكون ضاراً. بحسب دراسة جديدة، فإنّ الأشخاص الذين ينامون أكثر من ثماني ساعات في الليل، تزداد لديهم نسبة الوفاة المبكرة وأمراض القلب.

النوم لمدة 10 ساعات ارتبط بزيادة خطر الموت بنسبة 30 في المائة، وزيادة خطر الإصابة بالسكتة بنسبة 56 في المائة، وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 49 في المائة، وذلك بالمقارنة مع النوم مدة سبع ساعات.
من جهة أخرى، حلّل باحثون 74 دراسة شارك فيها ثلاثة ملايين مشارك، ودرسوا مخاطر الوفاة بحسب مدة النوم وجودته.

وقال الباحث الرائد تشون شينغ كوك في جامعة "كيل" في بريطانيا: "النتائج التي توصلنا إليها لها آثار إيجابية، ويجب أن يولي الأطباء اهتماماً أكبر لاكتشاف مدة النوم ونوعيته خلال الحديث مع المرضى. بالتالي، فإنّ النوم فترة أطول من المدة الموصى بها قد يكون ضاراً".
يضيف: "في حال لاحظ الأطباء إفراطاً في النوم، خصوصاً لمدة ثماني ساعات أو أكثر، يجب على الأطباء فحص انقطاع التنفس أثناء النوم والأوعية الدموية. في المقابل، فإن عدم النوم بشكل جيد، بغض النظر عن المدة، يؤدي كذلك إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية بنسبة 44 في المائة. بالتالي، تكشف الدراسة أن النوم غير الطبيعي يمكن أن يكون محفوفاً بالمخاطر".



كما تبيّن نتائج التحليلات أن مناوبات العمل الليلية قد تؤدي إلى الإصابة ببعض أنواع السرطان، وأمراض القلب، والقرحة، ومشاكل في الجهاز الهضمي، والبدانة. لكنّ النوم مسألة معقدة لأنه لا توجد قاعدة مطلقة لما يحتاجه كل شخص.

تعطيل دوراتنا الطبيعية، أي إيقاعات الساعة البيولوجية، يرتبط بمشاكل الصحة العقلية مثل الاكتئاب، ويجعلنا أقل يقظة وكفاءة في العمل. لكن حتى الآن، ما زالت الأبحاث المتعلقة بالنوم والنظام اليومي (أي عملية حيوية تحدث وفقاً لتردد معين خلال 24 ساعة) منفصلة، على الرغم من كونها متداخلة بشكل وثيق.

المساهمون