قتل أكثر من اثني عشر سورياً بينهم أطفال، اليوم السبت، نتيجة قصف نفذته طائرات النظام الحربية، واستهدف ساحة خاصة أنشئت بمناسبة العيد في مدينة عربين وسط غوطة دمشق الشرقية، فيما تواصلت الحملة العسكرية الشرسة التي يشنها النظام و"حزب الله" اللبناني، على مدينة الزبداني في ريف العاصمة الشمالي الغربي، من دون إنجاز أي تقدّم.
وقال الناشط الإعلامي، هادي المنجد، لـ"العربي الجديد"، إن طائرات "الميغ شنّت عدة غارات على عربين، واستهدف القصف في إحداها سوقاً شعبية مكتظة، قرب ساحة العيد، ما أوقع أكثر من 12 قتيلاً بينهم نساء وأطفال".
واطلع "العربي الجديد" من مصدر في المجلس الطبي بعربين، على قائمة أسماء الضحايا الموثقين نتيجة هجوم اليوم، وهم 12 شخصاً بينهم ثلاثة أطفال وسيدتان.
وغير بعيد عن عربين، قتل عدد من قوات النظام في جوبر بحسب شبكة "سورية مباشر" الإخبارية المعارضة، بعد اشتباكات دارت هناك.
وفي آخر تطورات الحملة العسكرية التي يشنّها النظام و"حزب الله" على مدينة الزبداني، واصلت مدفعية النظام الثقيلة وطائراته الحربية والمروحية، قصفها العنيف للمدينة، والتي تلقت منذ بداية الحملة مئات البراميل المتفجرة، وشهدت سماؤها عشرات الطلعات الجوية.
وقال الناشط الإعلامي، فراس العربي، لـ"العربي الجديد"، إن الطيران الحربي "شن أكثر من ثلاث غارات، مستهدفاً المدينة بأربعة صواريخ فراغية، كما ألقت المروحيات أكثر من عشرة براميل متفجرة بالتزامن مع قصف عنيف جداً يستهدف السهل من قلعة التل وحاجز آية الكرسي".
وأكد العربي أنه و"لليوم الخامس عشر لا تزال المعارك على كافة المحاور في الزبداني تُكبد عناصر النظام ومليشيا حزب الله خسائر فادحة في العدة والعتاد، ولم يستطيعوا إحراز أي تقدم على الرغم من اتباعهم سياسة الأرض المحروقة".
وعن حصيلة قتلى المعارضة جراء المعارك الدائرة، منذ أسبوعين، أوضحت الناشطة الإعلامية، ميس الزبداني، لـ"العربي الجديد" أن "اثنين وثلاثين مقاتلاً سقطوا منذ بدء هذه الحملة أثناء دفاعهم عن مدينتهم من العدوان". مضيفة أن "طيران النظام أمطر الزبداني بأكثر من خمسمائة برميل متفجر، خلال خمسة عشر يوماً، فضلاً عن القصف اليومي بالمدفعية والصواريخ".
في المقابل، تحدثت وكالة أنباء النظام "سانا" "عن أن وحدة من الجيش، بالتعاون مع المقاومة اللبنانية، نفذت كميناً محكماً للإرهابيين في مدينة الزبداني أسفر عن مقتل 40 منهم على الأقل وإصابة آخرين".
لكن ناشطين في الزبداني، نفوا وقوع أي حادث من هذا القبيل، مشيرين إلى أن "سانا منذ ثلاث سنوات، تنشر يومياً أخباراً عن أن الجيش قتل مئات المسلحين لرفع معنويات المؤيدين المتقهقرة جراء خيبات الأمل المتكررة التي منيوا بها أخيراً".
وكان نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله"، نبيل قاووق، قد قال في كلمته في لبنان، أمس الجمعة، إن معركة الزبداني التي يخوضها مقاتلو الحزب ضد المعارضة السورية، "هي معركة لبنان مائة في المائة، وهي معركة لبنان أولاً، لأن المخطط التكفيري يريد أن يتخذ من الزبداني منصة لغزوات في فصل الصيف باتجاه حام وبريتال ومعربون"، وهي بلدات تقع داخل لبنان قرب الشريط الحدودي مع سورية.
وكانت الحملة التي يشنها النظام السوري والحزب اللبناني قد بدأت على الزبداني، فجر الرابع من الشهر الحالي، وبدا واضحاً، من شراسة القصف الكثيف في الأيام التالية لذلك، أنهما عازمان على اقتحام المدينة، التي تسيطر عليها المعارضة السورية، منذ نحو ثلاث سنوات.
لكن كل محاولات التقدم البرية، فشلت في تحقيق أي تقدم يذكر، في حين تشير الأنباء المتقاطعة إلى أن الحزب والنظام خسرا عشرات القتلى في هذه المعركة، والتي لم تُحسم أو تتوقف حتى الآن.
اقرأ أيضاً: قتلى بقصف النظام لحلب وتضييق الخناق على "داعش" بالحسكة