وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، اليوم الأربعاء، توقف الأطباء والطواقم الطبية عن إجراء العمليات الجراحية في مختلف المستشفيات الحكومية بسبب عدم توفر بيئة صحية لتقديم الخدمة للمرضى جراء توقف شركات النظافة عن العمل وتراكم القاذورات في الأقسام جميعاً.
ودفع إضراب عمال شركات النظافة عن العمل المرضى وذويهم في أقسام الكلى وحضانات الأطفال وغيرها من الأقسام الصحية للقيام بتنظيفها بشكل شخصي لضمان عدم تعرضهم لأي ميكروبات أو أضرار صحية تنعكس بالسلب عليهم، في الوقت الذي ترفض فيه الشركات العودة للعمل مجدداً قبل تسديد الحكومة لفواتير ورواتب عمال النظافة.
وتراكمت القمامة في زوايا وأروقة الأقسام الطبية المختلفة في المستشفى الحكومي بشكل كبير بفعل توقف شركات النظافة عن العمل لليوم الثاني على التوالي، في الوقت الذي تحفظ العديد من المرضى في أقسام غسل الكلى عن القيام بعمليات الغسيل لهذا الأسبوع خشية تعرضهم لأي أضرار صحية أو انتكاسات طبية بسبب ضعف مناعة أجسادهم.
في الأثناء، قال وكيل مساعد وزارة الصحة بغزة، الطبيب مدحت محيسن، إنّ النظام الصحي الفلسطيني بغزة معرض للانهيار التام بفعل توقف شركات النظافة عن العمل، بالإضافة إلى شركات توريد الأغذية، عدا عن النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية.
وأضاف محيسن لـ"العربي الجديد"، أنّ الطواقم الطبية توقفت عن إجراء أي عملية جراحية بسبب البيئة غير الصحية، وهو ما سيؤدي إلى تأجيل حجوزات المرضى الخاصة بإجراء العمليات لأشهر جديدة بالرغم من أن بعضها مقرر لها منذ عام أو أكثر.
وأشار المسؤول الحكومي بغزة إلى أن المرضى لم يتلقوا أي وجبة غذائية بفعل توقف الشركات عن العمل منذ أكثر من 10 أيام، لافتا إلى أن 60 في المائة من المختبرات متوقفة في الوقت الذي من الممكن أن تتوقف الخدمات المخبرية كلياً عن العمل في غضون 20 يوماً.
ووصف محيسن الظروف الحالية التي تعيشها المشافي والعيادات الحكومية بغزة بالأسوأ منذ الاحتلال الإسرائيلي، في ظل تراجع الدعم الدولي الموجه للقطاع الصحي واستلام حكومة الوفاق لعملها، مشيراً إلى أن 45 في المائة من الأدوية رصيدها صفر.