قالت مصادر محليّة في ريف دمشق لـ"العربي الجديد"، اليوم السبت، إنّ النّظام السّوري بدأ بفرض حصار على وادي بردى في ريف دمشق الغربي، تمهيداً لفرض اتّفاق أو هدنة على المعارضة هدفها تهجير الأهالي من المنطقة، وتسليمها لحزب الله اللبناني والمليشيات الطائفيّة.
وتأتي تلك العمليّة وفق المصادر، بتنسيق بين النظام وحزب الله اللبناني، وذلك لإخلاء الشريط الحدودي من قوات المعارضة السورية من جهة الريف الشمالي الغربي لدمشق، حيث سيتمكن الحزب من السيطرة على الحدود من الجهتين السورية واللبنانية، مع إتمام تهجير أهالي مدينتي الزبداني ومضايا ومنطقة وادي بردى.
وتعدُّ منطقة وادي بردى امتداداً جغرافياً هامّاً لبلدات قدسيا والهامة، والتي قام النظام أخيراً بتهجير المعارضين منهما إلى مناطق أخرى في ريف دمشق. كما يعمل النظام للوصول إلى المغذّي الرئيسي للعاصمة دمشق بمياه الشرب في بلدة عين الفيجة، والتي تخضع لسيطرة المعارضة.
وبحسب "الهيئة الإعلامية في وادي بردى، فقد "حاول النظام السوري مدعوماً بحزب الله اللبناني اقتحام المنطقة من عدة محاور، لكنه فشل نتيجة تصدّي المعارضة السورية لعمليات الاقتحام، حيث تراجعت قوات النظام نحو الحواجز المحيطة بالوادي، وبدأت بقصف البلدات والقرى في المنطقة".
وشن الطيران الحربي والمروحي أكثر من 60 غارة ببراميل متفجرة وقنابل حارقة تزامناً مع قصف بالمدفعية الثقيلة، ما أدّى لوقوع أضرار مادية كبيرة، ومقتل عشرة مدنيين وجرح العشرات.
وأدّى القصف الجوّي إلى أضرار مادية جسيمة في نبع عين الفيجة وحدوث تلوث في المياه، كما طاول القصف، مكتب الهيئة الطبية، ومكتب الدفاع المدني، وقسم البريد، تزامناً مع انقطاع تام في الكهرباء وكافة وسائل الاتصال المزودة من قبل شركات النظام السوري.
وتعتمد المراكز الإعلاميّة والنّاشطون في منطقة وادي بردى على الانترنت الفضائي في التواصل مع الخارج، كما يعتمدون على الكهرباء المنتجة من المولدات المنزلية.
وفي السّياق، أوضح أحمد الأزرق، لاجئ في إحدى الدول العربية لـ"العربي الجديد"، أنه "يحاول التواصل منذ أمس مع أهله في قرية الحسينية بالوادي، لكنّ الاتصالات مقطوعة بالكامل عن المنطقة، في وقت أكد فيه أقارب له في مناطق قريبة من الوادي سماع دوي انفجارات، وإطلاق رصاص طيلة يوم الجمعة وصباح اليوم السبت".
وأكد أحمد نقلاً عن مصادر من الوادي أنّ "النظام السوري قبل بدء عملية الاقتحام أرسل رسائل إلى أهالي الوادي طالبهم عبرها بطرد مقاتلي المعارضة السورية من المنطقة، حيث وصفهم بـ"الغرباء" في محاولة منه لزرع فتنة بين الأهالي والنازحين في منطقة الوادي".
وبيّن أحمد أنّ "النّظام أيضاً يزعم أنّه جاء لتخليص المدنيين من الإرهابيين وطرد الغرباء في إشارة منه إلى مقاتلي المعارضة المنحدرين من مدن وبلدات أخرى، حيث يوجد في وادي بردى مئات المقاتلين من قدسيا والهامة والزبداني وداريا وغيرها من بلدات ريف دمشق، كانوا قد نزحوا سابقاً إليها، لكنهم لا يقومون بأي عمليات عسكرية ضد النظام منذ خمسة أعوام".
وأكد "عدم وجود أي مقاتلين من جنسيات غير سورية ضمن صفوف المعارضة".
وأضاف أحمد: "قام النظام قبل عملية الاقتحام بتوجيه بعض عملائه في بلدات وقرى الوادي إلى صناعة مظاهرات في المدارس، طالبت بخروج المعارضين للنظام والغرباء من المنطقة" موضحاً أن "هناك إحصائيات تتحدث عن وجود 12 ألف شاباً مطلوبين للنظام في المنطقة، منهم بتهمة معارضة النظام، ومنهم مطلوب للخدمة الإلزامية، وفي حال تمت المصالحة على غرار بعض المناطق في ريف دمشق، فسيكون جميعهم في جبهات القتال مع النظام في تدمر وغيرها من المدن".
ويذكر أن وادي بردى يضم العديد من القرى والبلدات أهمها: عين الفيجة، بسيمة، دير قانون، دير مقرن، الحسينية، سوق وادي بردى، جديدة وادي بردى، وتقع جميعها على طريق بيروت دمشق القديم.