النشيد الوطني المغربي: الابتسامة والتحريف يعرضان أستاذاً وتلميذاً للملاحقة

30 سبتمبر 2019
ابتسامة أستاذ أثناء تحية العلم عرضته لمشاكل (روبي بارات/Getty)
+ الخط -

قررت النيابة العامة المغربية، صباح اليوم الاثنين، حفظ البلاغ الذي قدّمه مدير مدرسة ثانوية ضد تلميذ، متهماً إياه بتحريف النشيد الوطني. هذا القرار يعني في القانون المغربي وقف المتابعة وإنهاء القضية دون ملاحقة أمام القضاء.

وساد ترقّب كبير، صباح اليوم، تجاه قرار النيابة العامة لدى المحكمة الابتدائية في مدينة القصر الكبير، بعدما قامت الشرطة، بناء على طلب من مدير المدرسة الثانوية، بتوقيف التلميذ المتهم والاستماع إليه في محضر رسمي رفقة ولي أمره.

وقام مدير المدرسة الثانوية بمدينة "القصر الكبير"، شمالي المغرب، باحتجاز التلميذ، أول من أمس السبت، داخل مكتبه، إلى أن حضرت عناصر الشرطة التي قام بالاتصال بها، ثم اقتادت التلميذ إلى أحد مقراتها، حيث قدّم المدير بلاغاً رسمياً ضد التلميذ، ضمّنه اتهامه بتحريف النشيد الوطني أثناء أداء التلاميذ تحية العلم الوطني.

وما أن انتشر خبر ملاحقة التلميذ بناء على بلاغ مدير الثانوية، حتى انطلقت حملة احتجاج عبر شبكات التواصل الاجتماعي، متهمة مدير الثانوية بالانحراف عن مهامه التربوية، وقيامه بدور أمني بات في نظر الكثيرين من ممارسات عهود غابرة.

ويعود سبب إقدام مدير الثانوية على تقديم بلاغ رسمي ضد التلميذ الملاحق، إلى تغييره كلمة "الملك" التي يختم بها النشيد الوطني المغربي، بكلمة أخرى اعتبرها المدير تحريفاً.

وينتهي النشيد الوطني المغربي بعبارة تقول: "إنا هنا نحيا بشعار: الله، الوطن، الملك".

ويتحدر التلميذ أسامة من منطقة بدوية في ضواحي مدينة "القصر الكبير"، وهي مدينة صغيرة تقع شمالي المغرب.

وتتضمن التشريعات المغربية بنوداً تعاقب على الإساءة إلى الرموز الوطنية، من نشيد وطني وعلم وملكية ووحدة ترابية، ويمكن أن تصل العقوبة إلى سنوات من السجن.










وفي اليوم نفسه، ظهرت قضية أخرى مماثلة لمدير مؤسسة تعليمية ثانوية بمدينة المحمدية، قرب الدار البيضاء، حيث وجّه استفساراً رسمياً إلى أستاذ لأنه كان يضحك خلال أداء تحية العلم. ويدلل هذا التزامن بين الحادثين على وجود توجيه رسمي صادر عن السلطات المركزية بالتعامل بصرامة مع تحية العلم.

وثيقة الاستفسار الرسمي الموجه من المدير إلى الأستاذ انتشرت على نطاق واسع عبر شبكات التواصل الاجتماعي، ومن خلالها طالب مدير الثانوية الأستاذ بتفسير سبب انشغاله "بالكلام والضحك "أثناء أداء النشيد الوطني".

وبعد تحوّل الموضوع إلى موجة من التعليقات الغاضبة في صفوف المدونين، انتشر على نطاق واسع ردّ ساخر يقدّم على أنه ردّ الأستاذ على المدير، دون أن يتسنى التأكد من ذلك، يقول إن الأمر يتعلّق بـ"ابتسامة فخر واعتزاز بانتمائي لهذا الوطن الأبي"، و"ابتسامتي كانت ملء فمي بقدر حبي لوطني العزيز"



دلالات
المساهمون