النجوم يغلّبون مصالحهم في انتخابات بشار والسيسي

05 يونيو 2014
مواقف متباينة حيال الجمهور والسياسة (العربي الجديد)
+ الخط -
لم يكن حضور الفنانين علي الديك وجورج وسوف في ما سمّي بـ"الانتخابات السورية" سوى موقف استغلّه الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي للسخرية من النجمين على ما فعلاه. فكتب بعضهم أنّ أحداً لم يكن ينتظر تصويت المغنيين ليفوز الأسد في انتخابات معروفة الأهداف والتفاصيل سلفاً. 

بين جورج وسوف وعلي الديك إجماع على محبة وتأييد بشارالأسد. فمنذ بداياتهما حظيا برعاية النظام السوري، إن على الصعيد العملي الفنّي، أو على الصعيد الصحّي، وخصوصاً الاهتمام السوري بالوسّوف بعد الوعكة الصحية التي تعرّض لها. فالوسوف يُعتبر ابن النظام السوري منذ بداياته. وواكبه هذا النظام حتّى وعكته الصحيّة الأخيرة التي دهمته في سورية وتمّ نقله على حساب النظام السوري إلى بيروت لمتابعة علاجه. ويقال إنّ الحكومة السورية لا تزال تتكفّل بعلاجه حتّى اليوم.

في المقابل يجاهر جورج وسوف بتأييده الرئيس المصري المنتخب عبد الفتاح السيسي. والأمر نفسه جرى مع علي الديك عندما تعرّض لإطلاق نار قبل سنوات ما أصابه بشلل جزئي في فقرات ظهره، وتبنّت حكومة الأسد معالجته على نفقتها الخاصّة.

ربما يكون للقيادة السورية الحالية دين في رقبة النجمين، الوسّوف والديك. كما هو الحال بالنسبة إلى المغنية مي حريري، التي كانت أوّل من بارك للنظام السوري بفوز بشار الأسد. وهي تعترف دائماً بفضل النظام عليها كمغنية. هذا رغم تراجعها الفنّي وتسلّقها بعض المواقف والتصريحات السياسية للعودة إلى الأضواء. وقد دخلت على خطّ التهاني من اللحظة الأولى لإعلان النتائج وهنأت نظام الأسد. ما أثار أسئلة وصلت إلى حدّ الاستهزاء بالمغنية على اعتبار أنّ رأيها لا يقدّم ولا يؤخّر.

لكنّ بعض نجوم لبنان، يعيشون اليوم حالة "النأي" بالنفس عن الإدلاء بأيّ تصريح قد يؤجّج مشارع متضاربة بين جمهورهم. ومنهم على وجه الخصوص المغنية نجوى كرم وزميلها فارس كرم اللذان لم يُعلنا أيّ موقف بخصوص ما حصل في سورية طوال السنوات السابقة. في وقت دأبت بعض صفحات مواقع التواصل الاجتماعية على تذكيرهما بمحبتهما للنظام السوري، ونشر أغنيات مهداة إليه سابقاً. لكنّ ذلك لم يثنهما عن موقف النأي بالنفس.

وبعد إعلان فوز بشار الأسد برئاسة سورية، علّق نجوم لبنانيون، بعضهم بذكاء وإبهام. منهم الفنان راغب علامة الذي مهّد لموقفه على Twitter، بالمباركة لسورية. وربما تقصّد علامة بذكاء التلاعب على العبارات فحيّا سورية. وهذا يسمح له لاحقاً بالقول إنّه حيّا البلد كلّها وشعبها.

النجمة هيفا وهبي نأت بنفسها هي أيضاً عن تهنئة سورية، لكنّها وجّهت تحية إلى المصريين بُعيد انتخاب قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي رئيساً لمصر قبل يومين. أما عاصي الحلاني فكان أكثر تحفّظاً من زميله راغب علامة فيما يخصّ علاقته بالنظام السوري. وهو تغزّل بسورية من خلال بيت شعري للشاعر الراحل نزار قباني يقول: "هذي الشام وهذي الكأس والراحُ، إنّي أحبّ وبعض الحب ذبّاحُ، أنا الدمشقي لو شرحتم جسدي لسال منه عناقيد وتفّاحُ". لكن الحلاني هلّل في أكثر من أغنية مصرية بفوز السيسي، ولعلّه، كما بقية زملائه، ينتظرون ما ستسفر عنه الأيام القليلة بعد الانتخابات.

من جهتهم، ملحم بركات وملحم زين وأيمن زبيب، تحفظوا حتّى الساعة عن أيّ رأي يتعلّق بفوز الأسد. وكذلك خيّم الصمت على موقف النجمة المعارضة جداً للنظام السوري إليسّا. لكنّها أرسلت التهاني والتبريكات إلى الشعب المصري بانتخاب السيسي.

بين سياسة النجوم في كسب ودّ النظام والسير قدماً نحو الجمهور... طريق تغلب على جوانبها المصالح الفنية والمالية والنفوذ في العلاقة التي تجمع الفنان بالأنظمة العربية.

المساهمون