الموقفان المصري والخليجي من العراق: أوّل اختبار جدّي

21 يونيو 2014
إجراءات أمنية مشددة في بغداد (getty)
+ الخط -

يفتح عدم التناغم بين الموقف المعلَن لمصر من جهة، ودول الخليج من جهة ثانية، ممثلةً في السعودية والامارات خصوصاً، حول ما يجري من أحداث في العراق، باباً للتكهنات بشأن أول اختلاف علني بين هذه الدول حيال ملف حسّاس.

وعن هذا الموضوع، يقول مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير حسين هريدي، لـ"العربي الجديد"، إن "هناك مشتركات في الموقفين المصري والخليجي، أهمها الحفاظ على وحدة العراق، وضرورة انفتاح السلطة الحالية، الممثلة في حكومة نوري المالكي، على كافة الطوائف والفصائل هناك، إضافة الى ضرورة مواجهة الإرهاب".

ويوضح هريدي أن نقطة الخلاف الوحيدة بين مصر والخليج بشأن العراق، هي النظرة إلى تنظيم "دولة الاسلام في العراق والشام" (داعش). ويرى أن "الخليج يعتبر داعش وما يجري في العراق كنتاج لممارسات حكومة المالكي، في حين أن مصر، التي اكتوت من الجماعات الاسلامية منذ السبعينات، تنظر إلى ما يجري على أنه يأخذ طابع العمليات الإرهابية".

ويستبعد الدبلوماسي المصري، حصول تدخل عسكري مصري في العراق، مشيراً إلى أنه "حتى اليوم، لم تطلب حكومة المالكي المساعدة رسمياً سوى من الولايات المتحدة وإيران". ويلفت إلى أنه "ربما يأخذ شكل المساعدة المصرية أشكالاً أخرى، بخلاف التدخل العسكري أو إرسال المساعدات العسكرية".

من جهته، يتوقع الباحث السياسي، خليل العناني، أن تتلاقى الرؤى المصرية والخليجية حول دعم الحراك المسلح في العراق، "مع وقف تمدّد داعش خارج البلاد"، مشيراً إلى أن السعودية "تعيش مأزقاً حقيقياً، نظراً لأنها داعم قوي للحراك ذي الطابع العربي السني، في مواجهة حكومة المالكي المدعومة من ايران"، في حين أن مصر تنظر لما يجري هناك على أنه "نتاج لجماعات إرهابية".

ويستبعد العناني إقدام الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، على خطوة التدخل العسكري في بلاد الرافدين، مشدداً على أن "سقف المطالب السعودية من مصر في هذا الشأن، سيكون في إطار تحجيم داعش فقط". 

ويخلص العناني إلى أن الموقف إزاء ما يجري في العراق "سيكون أول اختبار للسيسي والعلاقة بين نظامه والسعودية، خصوصاً بعد الدعم الاقتصادي الكبير الذي قدمته المملكة لكي يصل قائد الجيش السابق لسدة الحكم".