كشفت مصادر عراقية، الأحد، عن تسجيل إصابات بصفوف المدنيين بمواد كيماوية وغازات سامة، بعد قصف نفذه "داعش" على ساحل الموصل الشرقي خلال اليومين الماضيين، فيما أكدت منظمات عراقية إجراء تحليل لعينات من شظايا الصواريخ أثبت استخدام التنظيم أسلحة محرمة في عمليات القصف الصاروخية والمدفعية.
ويجري التحفظ على سبعة مدنيين داخل إحدى المستشفيات تقول السلطات العراقية إنهم تعرضوا لقصف صاروخي يحمل "مواد قذرة"، بينما قضى خمسة آخرون بالقصف نفسه، الذي استهدف الأحياء المحررة من سيطرة التنظيم ليلة الجمعة وصباح السبت شرقي المدينة.
وأظهر تسجيل فيديو حصل عليه "العربي الجديد" عبر ناشطين في الموصل بعض المصابين بأسلحة "داعش" المحرمة.
وقال عضو مجلس محافظة نينوى (الحكومة المحلية)، حسام الدين العبار، إن تنظيم "داعش" بدأ باستهداف المدنيين في الجانب الشرقي لمدينة الموصل بصواريخ تحمل مواد كيماوية، إذ "سقط صاروخ على أحد المنازل في حي المحاربين شرقي الموصل، فتوجهنا فورا إلى هناك وكانت روائح غريبة وخانقة تنبعث من الصاروخ المنفجر، فيما عانى الضحايا من صعوبة في التنفس، وبعضهم توفي دون أن تصيبه شظايا من الانفجار".
وأكد العبار ورود معلومات عن وقوع أحداث مماثلة في مناطق أخرى من الجانب الشرقي للمدينة خلال الساعات الماضية، مضيفاً، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "صواريخ تحمل غازات كيماوية طولها نحو متر و20 سم، يجري إطلاقها من الجانب الأيمن للموصل باتجاه الجانب الأيسر (الشرقي)، مخالفا الأعراف الدولية والقوانين الإنسانية والشرائع السماوية، وهذه جريمة حرب دولية"، وفقا لقوله.
وتابع أن "سبعة مصابين يرقدون الآن في مستشفى غرب نينوى، وهم يعانون صعوبة في التنفس وحروقا شديدة".
من جهته، أكد قائد الشرطة الاتحادية، الفريق رائد جودت، أن "مفارز الإسناد الكيماوي التابعة للشرطة الاتحادية عثرت، قريبا من مطار الموصل، على عجلة مفخخة مزودة بأسطوانة كبيره سعة 1000 لتر تحوي غازا ساما".
من جهته، قال نائب رئيس مجلس محافظة نينوى، نورالدين قبلان، لـ"العربي الجديد"، إنه "جرى الكشف على المصابين، ونحن نطابق نتائج الإصابات مع الإصابة ذاتها التي قمنا بنقلها إلى تركيا عندما قصف تنظيم "داعش" بلدة تازة خورماتو، العام الماضي في كركوك، ويبدو أن هناك تطابقا في الأعراض"، موضحا أن "الغاز المستخدم هو الخردل على الأرجح".
وأشار قبلان إلى أن "تحقيقا دوليا فتح لتحديد نوعية الغاز، ولكننا شبه متأكدين من أن الغاز المستخدم هو الخردل".
من جهته، كشف الطبيب في مستشفى غرب نينوى، ريبين رشيد، لـ"العربي الجديد"، عن تسجيل إصابات جديدة صباح اليوم الأحد بعد قصف للتنظيم بالصواريخ، مبينا أن "الضحايا يعانون من ضيق في التنفس وحروق في الجلد وتساقط للشعر"، مؤكدا تقديم مساعدة فورية لهم، "لكن سيحتاجون إلى مستشفيات متخصصة".
من جهته، ذكر والد أحد المصابين، ويدعى عمر خليل، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "صاروخا سقط في باحة منزلنا وأصيب اثنان من أبنائي"، مبينا أنهم "لم يصابوا بأية شظايا، لكن الرائحة والغاز المنبعث من الصاروخ بعد انفجاره تسببا في حالة إغماء لهم".
وكان المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأدنى والشرق الأوسط في اللجنة الدولية للصليب الأحمر، روبير مارديني، قد أكد، في وقت سابق من مساء السبت، استقبال ضحايا لأسلحة غير تقليدية في الموصل، موضحا في بيان: "استقبل المستشفى التابع للجنة في الموصل، خلال اليومين الماضيين، خمسة أطفال وامرأتين مصابين بأعراض سريرية تظهر دائماً عند التعرض لعامل كيماوي مسبب للبثور".
وذكر مارديني أن "استخدام الأسلحة الكيماوية محظور حظراً مطلقاً بموجب القانون الدولي الإنساني. ونشعر بقلق بالغ مما شاهده زملاؤنا، وندين بشدة أي استخدام للأسلحة الكيماوية، من أي طرف، وفي أي مكان".
وأضاف أن "من بين الأعراض، التي يعاني منها المرضى الذين استقبلهم مستشفى روزهاوا، البثور واحمرار العينين والتهيج والقيء والسعال. وكانت الطواقم الطبية التابعة للجنة الدولية والعاملة في المستشفيات القريبة من الموصل قد دربت العاملين في هذه المستشفيات على كيفية تطهير المرضى الذين تعرضوا لعوامل كيماوية وكيفية معالجتهم. وقدمت إليهم أيضاً مجموعات من المستلزمات الطبية. وتعمل الطواقم الطبية التابعة للجنة الدولية، بالتعاون الوثيق مع السلطات الطبية المعنية ومنظمة الصحة العالمية، تحسباً لوقوع أي حالات مماثلة أخرى".