هيمن تنظيم الدولة الإسلاميّة (داعش) على مدينة الموصل، ففرض على أهلها تغيير بعض من تقاليدهم ويومياتهم.
تشكو أم سرمد قائلة إنه "مذ دخل داعش الموصل في يونيو/حزيران الماضي، تدهورت حياتنا بالكامل. مثلاً، كنا -رجالا ونساء- معتادين على الخروج إلى الأسواق للاستجمام بشكل يومي تقريباً. لكننا محرومون اليوم من ذلك بسبب الوضع الأمني المتدهور، ولتجنّب الاحتكاك بالمسلحين ومضايقاتهم، وكذلك لتلافي وضع الخمار المفروض على النساء. هو يكتم الأنفاس".
إلى ذلك، فإن "عدم صرف رواتب معظم الموظفين من قبل الحكومة المركزيّة والبطالة المتفشية، جعلا جيوب السكان فارغة وبالتالي دفعهم إلى التقشّف تحسباً لأي حاجة في الأيام المقبلة".
وتشير أم سرمد إلى أنه وبسبب "الأزمة الاقتصاديّة الخانقة والفقر الذي راح يتفشّى والبطالة المستجدّة، نُضطرّ إلى الاكتفاء بوجبة طعام واحدة يومياً، في حين كانت الموصل تشتهر بتنوّع أطباقها وغناها". وتشدّد على أن "قلّة الطعام المتوفّر، يُترجَم سوء تغذية لدى الأطفال".
سيطرة داعش أدّت إلى شحّ في موارد الطاقة وانقطاع التيار الكهربائي، دفعت الأهالي إلى اعتماد الوسائل البدائيّة في الطهي والإنارة مثلاً. فتخلوا عن الأفران والثلاجات والمصابيح الكهربائيّة، وعمدوا إلى التنّور وأواني التبريد الفخاريّة والشموع.
في الموصل، يخيّم الإحباط بعدما استباح داعش حياة أهلها. تقول ليلى علي إن التنظيم فرض كثيراً من القيود. وتخبر أنها موظفة في إحدى الدوائر الحكوميّة، "لكنني لم أقصد عملي منذ أشهر لأن أبواب الدائرة مغلقة. كذلك لم أستلم راتبي ومستحقاتي الماليّة مذ سيطرة التنظيم على المدينة، تماماً كما هي الحال بالنسبة إلى آلاف الموظفين". وشأنها شأن أم سرمد، تتذمّر من اضطرارها إلى وضع الخمار عند الخروج من المنزل. تقول: "أرفض ذلك. أنا لست مقتنعة به".
يشير خبراء اقتصاديون إلى تفشّي البطالة التي تسجّل اليوم 85%، بخاصة بين الشباب. أبو سمير من هؤلاء الذين وجدوا نفسهم عاطلين عن العمل، هو يعيل أسرة من عشرة أفراد. يقول "الظروف الحاليّة في الموصل تتحوّل أكثر قتامة، في مدينة تعاني في الأساس ركوداً وإرباكاً على الصعيد الاقتصادي. واليوم، يسجّل شحّ في البضائع المختلفة والوقود، نتيجة قطع كل الطرقات المؤدية إليها".
وأبو سمير كان يعمل في معمل منتجات لبنيّة صغير في المدينة. لكن انقطاع التيار الكهربائي عطّل العمل فيه وقطع رزق عشرات العاملين فيه. فالتغذية بالكهرباء هي لمدّة ساعتَين كل 72 ساعة.
إلى ذلك، يوضح متخصّصون في علم الاجتماع أن التغيير الحاصل في العادات الاجتماعيّة في الموصل نتيجة الظروف الاستثنائيّة، له سلبياته وإيجابياته في الوقت نفسه.
ويتحدّث الباحث الاجتماعي في جامعة الموصل غانم أحمد ذنون عن التأثير السلبي على نفسيّة المواطنين، من جرّاء القيود المفروضة وتغيّر نمط العيش. وكمثال على ذلك، يشير إلى حفلات الزفاف مثلاً التي تقتصر اليوم على مراسم متواضعة جداً، نتيجة الخوف من المسلحين الذين يحرّمون الاحتفالات.
ويلفت من جهة أخرى إلى اضطرار أفراد العائلة الواحدة إلى التكدّس في غرفة واحدة في البيت، بهدف الاقتصاد في الإنارة والتبريد والتدفئة.
لكن ذنون يشير إلى أن هذه الظروف الصعبة نتجت عنها "حالات إنسانيّة واجتماعيّة يمكن القول إنها إيجابيّة". فالحاجة والعوز ونقص الغذاء، خلق نوعاً من التكافل الاجتماعي. فأصبح المواطن يفتح بابه أمام جاره، ليتقاسم معه ما يتوفّر لديه.
يضيف أن ثمّة حملات كثيرة نُظِمت لإيواء النازحين وإغاثة المعوزين وتنظيف المدينة والتبرّع بالدم لضحايا الأعمال المسلحة.
تشكو أم سرمد قائلة إنه "مذ دخل داعش الموصل في يونيو/حزيران الماضي، تدهورت حياتنا بالكامل. مثلاً، كنا -رجالا ونساء- معتادين على الخروج إلى الأسواق للاستجمام بشكل يومي تقريباً. لكننا محرومون اليوم من ذلك بسبب الوضع الأمني المتدهور، ولتجنّب الاحتكاك بالمسلحين ومضايقاتهم، وكذلك لتلافي وضع الخمار المفروض على النساء. هو يكتم الأنفاس".
إلى ذلك، فإن "عدم صرف رواتب معظم الموظفين من قبل الحكومة المركزيّة والبطالة المتفشية، جعلا جيوب السكان فارغة وبالتالي دفعهم إلى التقشّف تحسباً لأي حاجة في الأيام المقبلة".
وتشير أم سرمد إلى أنه وبسبب "الأزمة الاقتصاديّة الخانقة والفقر الذي راح يتفشّى والبطالة المستجدّة، نُضطرّ إلى الاكتفاء بوجبة طعام واحدة يومياً، في حين كانت الموصل تشتهر بتنوّع أطباقها وغناها". وتشدّد على أن "قلّة الطعام المتوفّر، يُترجَم سوء تغذية لدى الأطفال".
سيطرة داعش أدّت إلى شحّ في موارد الطاقة وانقطاع التيار الكهربائي، دفعت الأهالي إلى اعتماد الوسائل البدائيّة في الطهي والإنارة مثلاً. فتخلوا عن الأفران والثلاجات والمصابيح الكهربائيّة، وعمدوا إلى التنّور وأواني التبريد الفخاريّة والشموع.
في الموصل، يخيّم الإحباط بعدما استباح داعش حياة أهلها. تقول ليلى علي إن التنظيم فرض كثيراً من القيود. وتخبر أنها موظفة في إحدى الدوائر الحكوميّة، "لكنني لم أقصد عملي منذ أشهر لأن أبواب الدائرة مغلقة. كذلك لم أستلم راتبي ومستحقاتي الماليّة مذ سيطرة التنظيم على المدينة، تماماً كما هي الحال بالنسبة إلى آلاف الموظفين". وشأنها شأن أم سرمد، تتذمّر من اضطرارها إلى وضع الخمار عند الخروج من المنزل. تقول: "أرفض ذلك. أنا لست مقتنعة به".
يشير خبراء اقتصاديون إلى تفشّي البطالة التي تسجّل اليوم 85%، بخاصة بين الشباب. أبو سمير من هؤلاء الذين وجدوا نفسهم عاطلين عن العمل، هو يعيل أسرة من عشرة أفراد. يقول "الظروف الحاليّة في الموصل تتحوّل أكثر قتامة، في مدينة تعاني في الأساس ركوداً وإرباكاً على الصعيد الاقتصادي. واليوم، يسجّل شحّ في البضائع المختلفة والوقود، نتيجة قطع كل الطرقات المؤدية إليها".
وأبو سمير كان يعمل في معمل منتجات لبنيّة صغير في المدينة. لكن انقطاع التيار الكهربائي عطّل العمل فيه وقطع رزق عشرات العاملين فيه. فالتغذية بالكهرباء هي لمدّة ساعتَين كل 72 ساعة.
إلى ذلك، يوضح متخصّصون في علم الاجتماع أن التغيير الحاصل في العادات الاجتماعيّة في الموصل نتيجة الظروف الاستثنائيّة، له سلبياته وإيجابياته في الوقت نفسه.
ويتحدّث الباحث الاجتماعي في جامعة الموصل غانم أحمد ذنون عن التأثير السلبي على نفسيّة المواطنين، من جرّاء القيود المفروضة وتغيّر نمط العيش. وكمثال على ذلك، يشير إلى حفلات الزفاف مثلاً التي تقتصر اليوم على مراسم متواضعة جداً، نتيجة الخوف من المسلحين الذين يحرّمون الاحتفالات.
ويلفت من جهة أخرى إلى اضطرار أفراد العائلة الواحدة إلى التكدّس في غرفة واحدة في البيت، بهدف الاقتصاد في الإنارة والتبريد والتدفئة.
لكن ذنون يشير إلى أن هذه الظروف الصعبة نتجت عنها "حالات إنسانيّة واجتماعيّة يمكن القول إنها إيجابيّة". فالحاجة والعوز ونقص الغذاء، خلق نوعاً من التكافل الاجتماعي. فأصبح المواطن يفتح بابه أمام جاره، ليتقاسم معه ما يتوفّر لديه.
يضيف أن ثمّة حملات كثيرة نُظِمت لإيواء النازحين وإغاثة المعوزين وتنظيف المدينة والتبرّع بالدم لضحايا الأعمال المسلحة.