الموصل: "داعش" يحشر ربع مليون مدني في عشرة أحياء

22 ابريل 2017
القوات العراقية في معركة الموصل (كريستوف سيمون/فرانس برس)
+ الخط -

مع سيطرة القوات العراقية على غالبية أجزاء منطقة بوابة الشام، جنوب غربي الموصل، واقتحامها حي النهروان، وسط الساحل الأيسر (الغربي) لمدينة الموصل، يكون الحصار قد أطبق بشكل نهائي على من تبقّى من عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، الذين يحاصرون بدورهم نحو ربع مليون مدني من سكان الموصل ويمنعونهم من الفرار.

في هذا السياق، تمكنت قوات عراقية مشتركة، مدعومة من الطيران الأميركي، أمس الجمعة، من تحقيق تقدم جديد على الأرض بعد يوم واحد من السيطرة على حي جديد في وسط المدينة. ووفقاً لمصادر عسكرية عراقية في بغداد والموصل، فإنه "تمّت السيطرة على أجزاء من حي باب الطوب وحي باب البيض ومناطق من محيط سوق المعاش، وسط المدينة القديمة. كما تمكنت القوات العراقية من التوغل في أحياء الصحة والمعامل التي يقيم مقاتلو داعش خطوط صد حولها".

في هذا الصدد، قال العقيد محمد عدنان، لـ"العربي الجديد"، إن "الخطة الجديدة تقضي بحسم المعركة قبل الخامس عشر من الشهر المقبل، بما فيها قصبات دجلة في المحور الجنوبي الغربي، وإعلان المدينة محررة بالكامل". وأكد "وجود غطاء أميركي كافٍ لتحقيق ذلك، خصوصاً مع تناقص أعداد التنظيم إلى أقل من 800 عنصر غالبيتهم العظمى انتحاريون".

من جانبه، قال عضو اللجنة الأمنية العليا المشكّلة من قبل الحكومة العراقية للإشراف على تثبيت الاستقرار في مناطق الموصل المحررة، العميد لطيف عبد الهادي، لـ"العربي الجديد"، إن "نحو ربع مليون مدني حشرهم داعش في عشرة أحياء سكنية، كونه في كل مرة يخسر منطقة يقوم بإجبار الناس على الخروج من منازلهم والتوجه للمنطقة التي تليها". وأشار إلى أن "هناك منازل تضم حالياً خمس أو حتى ست عائلات مكدسين في الأحياء العشرة الخاضعة للتنظيم". وأضاف أنه "بات المدنيون هم التحدي الأكبر للعمليات العسكرية، ويمكن القول إن داعش ينفذ أكبر عملية احتجاز رهائن بالتاريخ".



وقال عبد الهادي "نحاول الآن فتح ممرات آمنة، لكن ذلك صعب للغاية بسبب شراسة المواجهات، فالتنظيم يخوض معركته الأخيرة، وبسبب قلة عدد عناصره بدأ يحث السكان على مشاركته في العمليات الانتحارية والمشاركة في القتال المباشر. ومن يرفض يعتبر مرتداً ويتم قتله". ويسيطر التنظيم حالياً على عشرة أحياء سكنية من أصل 189 حياً سكنياً، هي مجموع أحياء الموصل، وأبرزها أحياء عريبي والرفاعي والكنيسة والهرمات والزنجيلي وتموز وادي عكاب.

إلى ذلك، أعلن قائد المحور الغربي بالجيش، اللواء محمد نجم، عن مقتل 17 مسلحاً من التنظيم بضربات جوية للتحالف الدولي. وأوضح نجم لـ"العربي الجديد"، أن "من بين القتلى أربعة قادة من جنسيات روسية وعربية مختلفة، وأحدهم يدعى أبو عبد الرحمن المهاجر، وهو مسؤول عمليات تفخيخ العجلات، وكان مهندس كهرباء سابق قبل الانضمام لصفوف داعش".

وحول إمكانية انسحاب مقاتلي التنظيم من المدينة، قال عضو مجلس محافظة نينوى، محمد الحمداني (الحكومة المحلية)، لـ"العربي الجديد"، إن "انسحابهم الآن مستحيل، ومن الخطأ أن يتم ذلك، فالمدينة ستدمّر وسيسقط المزيد من الأهالي". وبيّن أن "الخطة الأولى التي باركها التحالف هي إفساح مجال لهم لترك ممر يخرجون منه لصحراء جنوب غربي الموصل، وهناك تتم محاصرهم، أما الآن فلا مجال للحديث عن انسحابهم".

ولفت إلى أن "التواصل مع بعض السكان القابعين تحت سيطرة داعش انقطع منذ يومين، بسبب قطع شبكة النقال عنهم، ووضعهم الإنساني ينذر بكارثة بالفعل". وأضاف أن "السكان تحدثوا عن وجود مئات الجثث للمدنيين تحت أنقاض منازلهم"، واصفاً ما يجري بأنها "عملية حرق للمدينة بمن فيها".

بدورها، أكدت مصادر محلية وطبية في المدينة لـ"العربي الجديد"، مقتل 59 مدنياً وجرح عشرات آخرين بالقصف الجوي والمعارك التي اندلعت أخيراً. ووفقا للمصادر ذاتها، فإن "ما لا يقل عن 7 منازل تمت تسويتها بالأرض في الموصل القديمة بفعل القصف، فيما سجل مقتل مدنيين بقصف منزل بحي تموز ومركز صحي في حي العريبي".