أبعد غبار "عاصفة الحزم" ونارُها، التي أطلقها التحالف العشري بقيادة السعودية لضرب مواقع جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) في اليمن، الأنظارَ عن طاولة حوار "لوزان 2" بين إيران ودول "5+1"، التي انطلقت ليل الأربعاء ـ الخميس، بلقاء وزيري الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، والأميركي جون كيري، بالإضافة إلى عقد اجتماع بين إيران وممثلي "5+1" على مستوى نواب وزراء الخارجية. وعلى الرغم من تغاضي كثر عن أهمية هذه الجولة، إلا أنها تعني الإيرانيين بشكل مباشر، فجولة لوزان حاسمة ومصيرية، ومن المفترض أن تتوصل كل أطراف المفاوضات لاتفاق إطاري مبدئي.
وينصّ اتفاق جنيف المؤقت، على أهمية التوصل لاتفاق سياسي مع نهاية مارس/آذار الجاري، على الرغم من تأكيد المسؤولين الإيرانيين صراحة، عدم رغبتهم بتوقيع اتفاق على مرحلتين. علماً أنه من المفترض توقيع الاتفاق النهائي بحلول يوليو/تموز المقبل، بموجب اتفاق جنيف، كما من المؤكد أن تؤدي مفاوضات الأيام المقبلة إلى توافق مبدئي، أقلّه، بغضّ النظر عن المصطلحات المستخدمة إيرانياً وغربياً.
وتُعتبر التحديات والعوائق التي تعترض طاولة الحوار النووي كثيرة أساساً، وزادتها عملية "عاصفة الحزم" في اليمن تعقيداً. وشكّلت ملفات المنطقة المتزاحمة، وانتقادات متشددي الداخل الإيراني والأميركي في آن واحد، ورفع الطرف الفرنسي لراية التشدد على الطاولة، وقلق الطرف الاسرائيلي، عائقاً بوجه الاتفاق طيلة الفترة الماضية، لكن "عاصفة الحزم" جاءت في وقتٍ كانت إيران تضع فيه لمساتها الأخيرة على اتفاقها المرتقب، وهو ما يستدعي الترقب والقلق.
يدرك المسؤولون في الداخل الإيراني، أن هذه التطورات المتسارعة قد تضرّ بالاتفاق المرتقب، وخطوة الرئيس الإيراني حسن روحاني الاتصال بالمسؤولين السياسيين في السداسية الدولية، وفتح حوار معهم حول آخر التطورات الإقليمية وتطورات المفاوضات النووية، تصبّ في هذا السياق.
اقرأ أيضاً: سعي إيراني لإلغاء العقوبات خلال مفاوضات لوزان النووية
وفي اتصاله بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، نقل له روحاني ثقته بأن "موسكو تستطيع تقديم مساعدة حقيقية والضغط باتجاه توقيع اتفاق"، وأكد أن "إيران تنتظر من الطرف الروسي اتخاذ خطوات حقيقية لإنهاء أزمة النووي".
وتزامن كلام روحاني مع زيارة مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إلى موسكو، والذي أكد فيه أن "روسيا وإيران تقفان في خندق واحد". وشدد أن "موقف البلدين مما يجري في اليمن واضح، وكلاهما يرفضان التدخل العسكري هناك".
وعاد روحاني واتصل بنظيره الفرنسي فرانسوا هولاند، في محاولة انفتاحية إيرانية على الدولة المُتهمة بـ"التشدد ضد برنامج طهران النووي". وذكّر روحاني الرئيس الفرنسي، بأن "باريس أدت دوراً إيجابياً في مفاوضات عامي 2003 و2005، حين خاضت إيران مفاوضات نووية آنذاك أيضاً.
وعلى الرغم من الخلاف الإيراني الفرنسي، إلا أن العلاقة بين البلدين، لم تصل إلى حدّ "العداوة"، التي ميّزت العلاقة بين إيران وبريطانيا، ليأتي اتصال روحاني برئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، استثنائياً في تاريخ العلاقات بينهما. الاتصال هو الأول من نوعه بعد البلبلة التي أُثيرت في الداخل الإيراني، إثر لقاء روحاني وكاميرون، على هامش اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة، في سبتمبر/أيلول الماضي، بعد قطيعة ديبلوماسية دامت 36 عاماً، لكن ضجيج اليمن غطّى هذه المرة على ضجيج الداخل الإيراني على ما يبدو.
"دعونا لا نضيع هذه الفرصة الاستثنائية بسهولة"، هكذا توجّه روحاني لكاميرون، مؤكداً أن "طهران لن تخالف الفتوى الدينية التي أصدرها المرشد علي خامنئي، التي تُحرّم إنتاج واستخدام السلاح النووي". وفي الوقت عينه شدّد روحاني، أن "إيران لا ترضى باستمرار فرض العقوبات عليها، وكل ما تريده هو الاحتفاظ بحقوقها النووية، ويجب بالتالي التحرك لبناء جسر ثقة، وإيجاد الظروف الملائمة لتوقيع اتفاق"، مشيراً لـ"الدور المؤثر الذي تستطيع بريطانيا تأديته على طاولة الحوار النووي".
وأرفق روحاني تصريحاته هذه بتصريحات حول اليمن، لم تختلف عن تلك التي أدلى بها ظريف، فندد بما اعتبره "اعتداءً سعودياً على بلد مستقل"، وقال إن "إيران تريد إيقاف هذا التدخل العسكري، والوقوف بوجه الباب الذي سيفتح أمام تمدد الإرهاب في المنطقة". واعتبر أن "هذه الخطوة تعني جرّ المنطقة إلى حرب شعواء سيكون لها تبعاتها الخطيرة".
لم يكتفِ روحاني بهذا، بل وجّه أيضاً رسائل لرؤساء دول 5+1، زوّدهم فيها بآخر تطورات المحادثات النووية، وفقاً لما أفاد به مدير مكتبه السياسي حميد أبو طالبي، الذي جزم لوكالة "أنباء فارس"، أن "خطوات روحاني ستحول مسار المحادثات".
ويقول الخبير في شؤون الشرق الأوسط رضا أميري مقدم، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إن "السعودية وحلفاءها يشعرون بالخطر من نتائج الاتفاق، الذي سيسمح بتعاظم الدور الإيراني الإقليمي، وعاصفة الحزم نجحت بتحويل الأنظار عما يجري في لوزان السويسرية".
ويضيف أن "واحدة من أدوات القوة الإيرانية موجودة في اليمن حسب ما ترى الرياض، والضربات العسكرية للحوثيين ستزيد التوتر بين إيران والآخرين، وكل هذا سيصعب التفاوض رغم كل التفاؤل بتوقيع اتفاق". ومن المفترض أن تحمل الأيام القليلة المقبلة لإيران، التي تراقب الوضع عن كثب، أنباءً هامة، فإما سيتم توقيع اتفاق مبدئي، يُقدّم لطهران مفتاحاً اقتصادياً وسياسياً في آن واحد، وقد يجعلها جزءاً من الحل في المنطقة، لا جزءاً من المشكلة، وإما سيتم تأجيل وتمديد التفاوض حيث ستؤثر عليه هذه التطورات، وهو ما سيبقي إيران في جبهتها.
اقرأ أيضاً: جدل حول تجسس إسرائيل على مفاوضات النووي
وينصّ اتفاق جنيف المؤقت، على أهمية التوصل لاتفاق سياسي مع نهاية مارس/آذار الجاري، على الرغم من تأكيد المسؤولين الإيرانيين صراحة، عدم رغبتهم بتوقيع اتفاق على مرحلتين. علماً أنه من المفترض توقيع الاتفاق النهائي بحلول يوليو/تموز المقبل، بموجب اتفاق جنيف، كما من المؤكد أن تؤدي مفاوضات الأيام المقبلة إلى توافق مبدئي، أقلّه، بغضّ النظر عن المصطلحات المستخدمة إيرانياً وغربياً.
وتُعتبر التحديات والعوائق التي تعترض طاولة الحوار النووي كثيرة أساساً، وزادتها عملية "عاصفة الحزم" في اليمن تعقيداً. وشكّلت ملفات المنطقة المتزاحمة، وانتقادات متشددي الداخل الإيراني والأميركي في آن واحد، ورفع الطرف الفرنسي لراية التشدد على الطاولة، وقلق الطرف الاسرائيلي، عائقاً بوجه الاتفاق طيلة الفترة الماضية، لكن "عاصفة الحزم" جاءت في وقتٍ كانت إيران تضع فيه لمساتها الأخيرة على اتفاقها المرتقب، وهو ما يستدعي الترقب والقلق.
اقرأ أيضاً: سعي إيراني لإلغاء العقوبات خلال مفاوضات لوزان النووية
وفي اتصاله بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، نقل له روحاني ثقته بأن "موسكو تستطيع تقديم مساعدة حقيقية والضغط باتجاه توقيع اتفاق"، وأكد أن "إيران تنتظر من الطرف الروسي اتخاذ خطوات حقيقية لإنهاء أزمة النووي".
وتزامن كلام روحاني مع زيارة مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إلى موسكو، والذي أكد فيه أن "روسيا وإيران تقفان في خندق واحد". وشدد أن "موقف البلدين مما يجري في اليمن واضح، وكلاهما يرفضان التدخل العسكري هناك".
وعاد روحاني واتصل بنظيره الفرنسي فرانسوا هولاند، في محاولة انفتاحية إيرانية على الدولة المُتهمة بـ"التشدد ضد برنامج طهران النووي". وذكّر روحاني الرئيس الفرنسي، بأن "باريس أدت دوراً إيجابياً في مفاوضات عامي 2003 و2005، حين خاضت إيران مفاوضات نووية آنذاك أيضاً.
وعلى الرغم من الخلاف الإيراني الفرنسي، إلا أن العلاقة بين البلدين، لم تصل إلى حدّ "العداوة"، التي ميّزت العلاقة بين إيران وبريطانيا، ليأتي اتصال روحاني برئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، استثنائياً في تاريخ العلاقات بينهما. الاتصال هو الأول من نوعه بعد البلبلة التي أُثيرت في الداخل الإيراني، إثر لقاء روحاني وكاميرون، على هامش اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة، في سبتمبر/أيلول الماضي، بعد قطيعة ديبلوماسية دامت 36 عاماً، لكن ضجيج اليمن غطّى هذه المرة على ضجيج الداخل الإيراني على ما يبدو.
"دعونا لا نضيع هذه الفرصة الاستثنائية بسهولة"، هكذا توجّه روحاني لكاميرون، مؤكداً أن "طهران لن تخالف الفتوى الدينية التي أصدرها المرشد علي خامنئي، التي تُحرّم إنتاج واستخدام السلاح النووي". وفي الوقت عينه شدّد روحاني، أن "إيران لا ترضى باستمرار فرض العقوبات عليها، وكل ما تريده هو الاحتفاظ بحقوقها النووية، ويجب بالتالي التحرك لبناء جسر ثقة، وإيجاد الظروف الملائمة لتوقيع اتفاق"، مشيراً لـ"الدور المؤثر الذي تستطيع بريطانيا تأديته على طاولة الحوار النووي".
وأرفق روحاني تصريحاته هذه بتصريحات حول اليمن، لم تختلف عن تلك التي أدلى بها ظريف، فندد بما اعتبره "اعتداءً سعودياً على بلد مستقل"، وقال إن "إيران تريد إيقاف هذا التدخل العسكري، والوقوف بوجه الباب الذي سيفتح أمام تمدد الإرهاب في المنطقة". واعتبر أن "هذه الخطوة تعني جرّ المنطقة إلى حرب شعواء سيكون لها تبعاتها الخطيرة".
لم يكتفِ روحاني بهذا، بل وجّه أيضاً رسائل لرؤساء دول 5+1، زوّدهم فيها بآخر تطورات المحادثات النووية، وفقاً لما أفاد به مدير مكتبه السياسي حميد أبو طالبي، الذي جزم لوكالة "أنباء فارس"، أن "خطوات روحاني ستحول مسار المحادثات".
ويقول الخبير في شؤون الشرق الأوسط رضا أميري مقدم، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إن "السعودية وحلفاءها يشعرون بالخطر من نتائج الاتفاق، الذي سيسمح بتعاظم الدور الإيراني الإقليمي، وعاصفة الحزم نجحت بتحويل الأنظار عما يجري في لوزان السويسرية".
ويضيف أن "واحدة من أدوات القوة الإيرانية موجودة في اليمن حسب ما ترى الرياض، والضربات العسكرية للحوثيين ستزيد التوتر بين إيران والآخرين، وكل هذا سيصعب التفاوض رغم كل التفاؤل بتوقيع اتفاق". ومن المفترض أن تحمل الأيام القليلة المقبلة لإيران، التي تراقب الوضع عن كثب، أنباءً هامة، فإما سيتم توقيع اتفاق مبدئي، يُقدّم لطهران مفتاحاً اقتصادياً وسياسياً في آن واحد، وقد يجعلها جزءاً من الحل في المنطقة، لا جزءاً من المشكلة، وإما سيتم تأجيل وتمديد التفاوض حيث ستؤثر عليه هذه التطورات، وهو ما سيبقي إيران في جبهتها.
اقرأ أيضاً: جدل حول تجسس إسرائيل على مفاوضات النووي