ولد الملا فضل الله في عام 1974، في مديرية سوات، شمال غرب باكستان، في منزل بلدار خان، الرجل القبلي من أسرة بابكر خيل، التي تنحدر من قبيلة يوسفزاي على طرفي الحدود الأفغانية الباكستانية. التحق بالمدارس الدينية المختلفة، وكانت لديه أفكار "جهادية" منذ نعومة أظافره.
إحدى المحطات التي ربّما كانت ذات أثر كبير في صقل تلك الأفكار، هو زواجه من ابنة رجل الدين الملا صوفي محمد، وهو زعيم حركة "نفاذ الشريعة الإسلامية"، وأحد المعارضين للحكومة الباكستانية.
خلف الملا فضل الله عمه زعيم حركة "نفاذ الشريعة الإسلامية" في عام 2002، بعد أن اعتقل من قبل الحكومة الباكستانية. وفي أعقاب الإفراج عنه في عام 2008، ترك الملا فضل الله زعامة الحركة، ليتحوّل ولاؤه باتجاه حركة "طالبان باكستان".
استطاع الرجل، خلال هذه الفترة، أن يقوي نفوذه بين قبائل سوات، حتى أصبح مسؤول "طالبان" في وادي سوات.
عندما سيطر الجيش على وادي سوات، تمكن فضل الله من الخروج والذهاب إلى شرق أفغانستان، وتحديداً إلى إقليم كنر. ولكن الحركة أعلنت بعد أشهر عدة أن الرجل عاد مرة أخرى إلى منطقة القبائل لمواصلة النشاط العسكري ضد الجيش الباكستاني.
في نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 2013، تولّى قيادة الحركة بعد أن قتل زعيم الحركة، حكيم الله محسود، في غارة أميركية في سوات. وعلى إثر ذلك، انقسمت الحركة إلى قسمين: جماعة فضل الله، وجماعة سجنا.
وتتهم باكستان الاستخبارات الأفغانية بمساندة الملا فضل الله، الذي استقر في إقليم كنر شرقي أفغانستان، غير أن الأخيرة تنفي ذلك.
وخصصت الولايات المتحدة الأميركية مكافأة مالية قدرها خمسة ملايين دولار لمن يقدم معلومات عن فضل الله، الذي اقتصر نشاطه العسكري ضد الجيش الباكستاني.
لكن مقتل فضل الله ربّما جاء متأخرًا كثيرًا بالنسبة إلى باكستان، إذ لم تعد للحركة التي يتزعمها قوة ونفوذ بعد انقسامها إلى فروع عدة، بعضها تصالح مع الجيش الباكستاني، وأخرى، كـ"جماعة الأحرار"، لم تكن تحت إمرة الملا فضل الله. كما أنه فقد نفوذه في باكستان بعد أن توجه معظم مقاتليه إلى تنظيم "داعش".
وفي الآونة الأخيرة، كان نشاط الملا فضل الله العسكري ينحصر في هجمات محدودة على الجيش الباكستاني، قرب الحدود الأفغانية الباكستانية، وتحديداً في مقاطعة سوات وباجور.