المقدسي يدعو "النصرة" و"داعش" إلى التحالف مجدداً

28 سبتمبر 2014
تحولات "النصرة" تعيدها إلى "داعش" (رامي السيد/فرانس برس)
+ الخط -

لم تأتِ المواقف الموحّدة التي صدرت عن تنظيمي "النصرة" و"الدولة الإسلامية"، بعدما بدأ التحالف الدولي بشن غاراته على مواقعهما في سورية، لأسباب لحظية، وإنما لانتماء عميق لمنهج واحد وتاريخ مشترك. وهو الأمر الذي عبّرت عنه مواقف المنظرين الجهاديين الذين دعوا التنظيمين "المتخاصمين" إلى نسيان خلافاتهما، والتوحّد "مجدداً". وكان من أبرز دُعاة المنظرين الجهاديين، الأردني أبو محمد المقدسي، المعروف بدعمه لـ"النصرة".

قبل أيام قليلة، أصدر المقدسي بياناً، حصل "العربي الجديد" على نسخة منه، يصف فيه الضربات التي يوجهها التحالف الدولي ضد "الدولة الإسلامية" بـ"الحرب الصليبية".

وطالب القيادي الجهادي "داعش" و"جبهة النصرة" بالابتعاد عن الشماتة وعدم الفرح بما يصيب كلاً منهما نتيجة ضربات التحالف الدولي لهما، معتبراً أن الحرب التي يشنها التحالف ما هي إلا خطوة أولى من قبل "الصليبيين"، بحسب وصفه، لمحاربة كل فصيل إسلامي يسعى لبناء دولة إسلامية تطبّق أحكام الشريعة.

ربما يضرب المقدسي، هنا، على وتر حساس لدى عموم الفصائل الإسلامية المقاتلة، حتى تلك التي لا يمكن وضعها في السياق نفسه الذي يمكن وضع "القاعدة" فيه، حين يتحدث عن "الشريعة"، أو بالأصح عن التهديد الذي يمثله التحالف بتحطيم الحلم بـ"بناء الدولة" التي تطبق أحكام الشريعة.

ويطالب "المقدسي"، في بيانه، بإعادة بناء الثقة بين الطرفين، ويطرح مبادرة حسن نيّة تتمثّل بإطلاق سراح أسرى الطرفين، لتشكيل "الخطوة الأولى لحل الخلافات المستعصية لكي يتمكنا من مواجهة هذه الهجمة الصليبية".

يقدم المقدسي، هنا، ضرورة حل المشاكل أوّلاً، على مواجهة الهجمة، وهذا يعني دعوة للعودة إلى الأصل الواحد. على الرغم من الهجمات العنيفة التي شنها سابقاً على "داعش" و"سياساته"، التي وصفها مرة بأنها "توغل في دماء المسلمين".

لكن "المقدسي" أوقف انتقاداته إبان الإعلان عن تشكيل التحالف الدولي ليؤكد، في تصريحات نشرتها مواقع جهادية على شبكة الأنترنت، أنه لن يقف على الإطلاق، وتحت أي ظرف، في صف التحالف.

ولا بد من اعتبار التغيّر في موقف المقدسي وخطابه، بخصوص الصراع بين الطرفين، مقدمة لإعادة توحيد الجهود والتحالف بينهما، علماً أن المقدسي منحاز لـ"النصرة"، التي طرحت، عبر قائدها أبو محمد الجولاني، أن يكون المقدسي نفسه محكّماً بين الطرفين، إذ طالب الجولاني قيادة "داعش" بالاحتكام إلى محكمة مشتركة تفصل في النزاع، إبان إتهام الجولاني لـ"داعش" بقتل القيادي الجهادي البارز، أبو خالد السوري، في نهاية شباط/ فبراير الماضي.

يشار إلى أن المقدسي هو منظّر سلفيّ جهادي أردني من أصل فلسطيني، اسمه عصام طاهر البرقاوي، نسبة إلى قرية برقة التي يتحدّر منها والتي تقع في ريف مدينة نابلس في فلسطين، وهو من مواليد 1959، درس العلوم في جامعة الموصل في العراق قبل أن ينتقل لدراسة العلوم الإسلامية في المدينة المنورة في السعودية، ليلتحق بالجماعات الجهادية في باكستان وأفغانستان حيث عمل مع تنظيم "القاعدة"، وعاد في بداية التسعينات إلى الأردن، حيث اعتقلته السلطات الأردنية بعد فترة من عودته وأطلقت سراحه في نهاية التسعينيات، ولتعاود اعتقاله عدة مرات في الفترة اللاحقة، كان آخرها اعتقاله لثلاث سنوات قبل أن تفرج عنه السلطات الأردنية في يوليو/ تموز الماضي.

المساهمون