المغص وحق تقرير المصير

02 فبراير 2015
+ الخط -
متنقلاً بين تلك القنوات التي تتحدث عن دور الشعب في تقرير مصيره، ومَن يحكمه ويدير شؤونه، ينتابني شعور رائع بالفخر والاعتزاز، ذلك الشعور الذي يجعل رأسي يبدأ بالتطاول عالياً.

لولا ذلك الشعور بالمغص الذي ينتاب معدتي، حينما أفكر بتلك القنوات والمسالك والطرق التي أتت للمواطن، من أجل التعبير عن دوره في تقرير مصيره. شعور بالمغص، يجعلني أتجه مسرعاً باتجاه غرفة الحمام، حيث تلك القنوات والمصارف التي تحتاجها، لتريحك وتساعدك في تقرير مصير تلك الأحاسيس والمشاعر المزعجة التي تمنعك من رفع رأسك عالياً.

لأعود مُسلّحاً بكل أنواع أجهزة التحكّم عن بُعد، المتوفرة في المنزل، مُطلقاً النار على كل ما يزعجني من قنوات فضائية، ليستوقفني خبر عاجل على إحدى القنوات، مفاده: "قامت عصابات إرهابية مسلحة بتفجير قنوات صرف المياه اللاصحية في المدينة باستخدام أجهزة تحكّم عن بُعد متطورة".

يا إلهي، كيف استطاعوا اكتشاف أمري بهذه السهولة، وبكل ما أملك من قوة، ودفعة واحدة، بدأت الضغط ثانية على تلك الأجهزة المتطورة، مطلقاً أشعتها الحارقة على تلك القناة، خوفاً من أن أجد صورتي واسمي ضمن خبرعاجل آخر، مفاده: "تم القبض على الإرهابي الذي قام بتفجير قنوات صرف المياه اللاصحية، مستخدماً أجهزة تحكم عن بعد متطورة، وإليكم اعترافاته".

avata
avata
عزمي مخول (سورية)
عزمي مخول (سورية)