فرح الجمعة الحزينة

07 ابريل 2015
+ الخط -
اتصلت بها لأطمئن عليها، كالعادة، فأخبرتني أنها سعيدة جداً بعد عودتها من الكنيسة،  ومشاركتها في طقوس (الجمعة الحزينة) وتذكر آلام صلب السيد المسيح.
- أليس غريباً أن تكوني سعيدة جداً في جمعة حزينة!
عندها فهمت منها أن السبب يعود إلى كثرة البكاء والدموع التي ذرفتها في ذلك اليوم! حال كثيرين في بلدي، كحال والدتي التي ما تعودت الفرح يوماً ولا أحبته، في وقت تعيش حزنها بكامل جوارحها.
آه يا والدتي. كم من حزن يحيط بنا، لربما لم تعد دموعنا تكفي لكل هذا الألم الذي يحيط بنا. والسؤال الأهم هل فعلاً ذلك الحزن والألم الذي سوف يحمل لنا السعادة، أهو ألم القيامة!
وأية قيامة أهم، فبعد الأب والابن ما زلنا بانتظار الروح القدس، من أجل خلاصنا.
وأي خلاص يمكن أن يتحقق بمواجهة آلاف الأرواح الشريرة التي أطلقت لمواجهته.
نحن الذين طالما أسرتنا طقوس (الفرح) في المسيحية، وما يقال، بمناسباته المختلفة، وأهمها الزواج، لطالما شدّتنا طقوس (الحزن) في الإسلام، وآيات القرآن الكريم تتلوها أصوات عذبة، عند الموت مثلاً.
ولأنه في الموت وأحزانه، تنمو بذور الحياة وأفراحها، نحن شركاء في الحزن، إلى أن يجمعنا الفرح.
avata
avata
عزمي مخول (سورية)
عزمي مخول (سورية)