المغرب: 1.3 مليار دولار إيرادات مرتقبة من سوق الأضاحي

10 اغسطس 2019
الأسعار لم تتغير من العام الماضي (جلال مرشدي/ الأناضول)
+ الخط -
تقدر إيرادات تجارة الأغنام في عيد الأضحى بالمغرب بحوالي 1.3 مليار دولار، يذهب جزء كبير منها للتجار والوسطاء على حساب المربين. ويراهن مربون وتجار على إقبال الأسر على شراء الأضاحي في الفترة التي تسبق العيد مباشرة.

وتتراوح الأسعار في الأسواق المعتمدة إلى ما بين 5 و5.5 دولارات للكيلوغرام، بينما اختار تجار ومربون، تأجير محلات في الأحياء الشعبية من أجل عرض الأضاحي.

ويشير عبد لله البشعيري، مربي الأغنام بمنطقة بني مسكين، التي تعرف بصنف "الصردي"، المفضل لدى أغلب المغاربة، إلى أن الأسعار تراوحت في سوق البروج الأسبوعي يوم الأحد الماضي بين 200 و550 دولار، مضيفا أن أسعار الأصناف الأخرى، ستتراوح بين 180 و400 دولار.

ويعتبر البشعيري في حديثه لـ"العربي الجديد" أن الأسعار تنخفض كلما حرص المشترون على الشراء من عند المربين، عوض التجار والوسطاء، الذي يستغلون مناسبة العيد من أجل تحقيق أرباح مهمة، قد تصل إلى 30 في المائة.

ويؤكد المزارع محمد الإبراهيمي، لـ"العربي الجديد" أن الأسعار لم تتغير مقارنة بالعام الماضي، رغم ارتفاع أسعار الأعلاف في العام الحالي، بسبب عدم توفر الكلأ الطبيعي نتيجة ضعف التساقطات المطرية.

ويشدد على أن المربين تحملوا في العام الحالي، تكاليف كبيرة، حيث كان عليهم التصدي لعملية إعداد الأضاحي للعيد، في ظل ارتفاع أسعار الشعير والتبن، ناهيك عن السولار الذي يثقل على موازنة المربين.

وتشير تقديرات المندوبية السامية للتخطيط (حكومية)، إلى أن إنفاق الأسر المغربية على الأضاحي يصل إلى حوالي 1.3 مليار دولار، وهو ذات الرقم الذي كشفت عنه وزارة الفلاحة والصيد البحري، أول من أمس، حيث رأت أنه سيغذي خزانة المزارعين.

ويمثل نفقات الأضحية حوالي 60 في المائة من الإنفاق الإجمالي الشهري لـ10 في المائة من الأسر الأكثر فقرا، و15 في المائة من الإنفاق الإجمالي لـ10 في المائة الأكثر غنى، حسب المندوبية السامية للتخطيط.

ويتزامن العيد في هذا العام مع عودة المغتربين، الذين وصل عددهم إلى أكثر من مليونين، ما يؤشر على ارتفاع الطلب على الأضاحي، هذا في الوقت الذي ستلجأ أسر إلى المدن السياحية من أجل الاحتفال في العيد، وهو تطور في سلوك الأسر أضحت تواكبه الفنادق على مستوى العروض التي تقدمها.

وينتظر أن يصل العرض من الأضاحي في العيد إلى حوالي 8.5 ملايين رأس، غير أن الطلب على الأغنام والماعز سيلغ حوالي 5.4 ملايين، إذ تمثل الأغنام حوالي 95% من الطلب المعبر عنه من قبل الأسر، حسب بيانات وزارة الفلاحة الصادرة اليوم الأربعاء.

وشرع المكتب الوطني لسلامة المنتجات الغذائية، منذ العام الماضي، في فحص الأضاحي قبل عرضها في السوق، وترقيمها، حيث تحمل حلقة في الأذن أرقاما تسلسلية، يمكن عبر التعرف على مصدرها في حال اكتشاف أن لحوم الأضاحي لا توافق المعايير المطلوبة.

وبدأ المكتب منذ العام الماضي في التأكد من طبيعة الأعلاف التي تعطى للأضاحي ومياه الشرب التي تمنح لها، كما يعمل على التأكد من خلو اللحوم من المضادات الحيوية، بعدما ثبت أن تعفن لحوم الأضاحي في قبل عامين كان بسبب لجوء مربين إلى التلاعب في الأعلاف.
المساهمون