المغرب: عقبات أمام بلوغ هدف نصف مليون سائح صيني

21 يناير 2020
المغرب يسعى لجذب الطبقة الوسطى الصينية (فرانس برس)
+ الخط -

 

بينما راهن المغرب على تنويع الأسواق السياحية خلال الأعوام الأخيرة، مستهدفاً زيادة أعداد الوافدين من الصين، إلى نحو نصف مليون وافد خلال عام 2020، بدت الأرقام المحققة من وراء العملاق الآسيوي متواضعة، ما يشير إلى وجود عقبات تحول دون الوصول إلى الرقم المستهدف.

وأعفى المغرب السياح الصينيين من التأشيرة عام 2016، ليرتفع عددهم من 43 ألف زائر في ذلك العام، إلى نحو 107 آلاف في 2017، ثم 190 ألفاً في 2018، بينما كشفت مصادر رسمية عن تراجع الأعداد بنهاية العام الماضي إلى نحو 150 ألفاً.

ويشير مهنيون إلى أن مشاكل تتعلق بالنقل الجوي والتسويق الرقمي وتوفير كوادر من المرشدين السياحيين المتخصصين، تحول دون تحقيق الرقم المستهدف من السياحة الصينية.

ويقول رشيد بن إبراهيم، الخبير في قطاع السياحة، إن العديد من المرشدين السياحيين الذي يعملون مع الأفواج الصينية لا يحيطون بتاريخ وتقاليد الوافدين، ما يخلق مشاكل تدفع بعض السياح إلى عدم العودة إلى المملكة مجدداً، أو حمل انطباع سيئ عن المغرب.

ويشير إلى أنه في ظل عدم توفير مرشدين سياحيين بما يواكب طموح المغرب إلى جذب 500 ألف سائح في المستقبل، يتصدى صينيون لتلك المهمة، حيث يعملون مرشدين لفائدة مواطنيهم الذين يزورون المملكة.

وتوعدت وزارة السياحة، الأسبوع الماضي، وكالات الأسفار التي تشغل مرشدين سياحيين مزيفين بحذفها من لائحة الوكالات المعتمدة، فقد ألزمتها بالاستعانة بمرشدين معتمدين، وفي حال عدم توفر مرشدين يتقنون اللغة الصينية، يمكن الاعتماد على مترجمين يرافقون المرشدين.

ورغم عدم توفر سوى أربعين مرشدا يتكلمون اللغة الصينية، إلا أن الوزارة تسعى، حسب المرشد محمد أيت، إلى فرض مرشدين معتمدين لمرافقة السياح الصينيين، من أجل قطع الطريق على وكالات الأسفار غير المعتمدة والمساهمة في دعم رقم معاملات الوكالات المعترف بها، وبالتالي إيرادات السياحة بالعملة الصعبة.

ويرنو المغرب، إلى جذب الطبقة الوسطى الصينية، التي تتطلع إلى السفر واستكشاف عوالم أخرى، حيث يقبلون على المناطق السياحية التي تتوفر على عرض ثقافي كبير.

ويؤكد الخبير في قطاع السياحة، أداما سيلا، أنه يفترض إيلاء أهمية كبيرة لتكوين مرشدين وموظفي فنادق ملمين باللغة الصينية، والأخذ بعين الاعتبار انتظارات السائحين الصينيين، الذين ينشغلون أكثر بالسياحة الثقافية مع مراعاة أذواقهم على مستوى التغذية.

وبدت عمليات النقل الجوي من بين عقبات زيادة السائحين، وفق خبراء السياحة، إلا أن الخطوط الملكية المغربية، أطلقت يوم الخميس الماضي، خطاً جويا بين الدار البيضاء وبكين، حيث ستنظم ثلاث رحلات مباشرة أسبوعية، ما من شأنه أن يساعد في نقل السياح الصينيين القاصدين للمملكة، بحسب مسؤولين بقطاع النقل.

وقال المدير العام للمكتب الوطني للسياحة بالمغرب، عادل الفقير، إن الخط الجديد، سيساعد على دعم استراتيجية المكتب التي تراهن على السوق الصيني، كما سيوضح الرؤية للفاعلين في القطاع.

ويعتبر مهنيون أن المغرب لا يمكنه تنظيم رحلات يومية كافية في اتجاه الصين، ما يستدعي ربط شراكات مع الخطوط الفرنسية أو القطرية، من أجل تنظيم رحلات غير مباشرة، عبر رحلات تنطلق من الصين إلى الشرق الأوسط ثم المغرب.

وكانت الفيدرالية الوطنية للسياحة (منظمة مدنية تضم المستثمرين)، قد قدمت مؤخرا توصيات إلى وزارة السياحة والمكتب الوطني المغربي للسياحة، لزيادة أعداد الوافدين من مختلف الدول خلال السنوات المقبلة، وذلك في إطار خارطة طريق للقطاع، وفق مصادر مطلعة تحدثت لـ"العربي الجديد" في ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وتوقع مرصد السياحة، بلوغ عدد السياح في 2019 نحو 13 مليوناً، بزيادة 800 ألف وافد عن 2018، في حين تخطط المملكة لوصول الوافدين إلى 20 مليونا خلال العام الجاري.

المساهمون