المعارضة تلجأ إلى مواقع التواصل الاجتماعي قبل الانتخابات في بنغلادش

26 ديسمبر 2018
توقيف 10 آلاف معارض (منير أوز زمان/فرانس برس)
+ الخط -
بعد منعها من الظهور على القنوات الرسمية وتخوفها من النزول إلى الشارع، لجأ أكبر أحزاب المعارضة في بنغلادش إلى مواقع التواصل الاجتماعي لاستقطاب الأصوات قبل الانتخابات التشريعية هذا الأسبوع.

وتحدثت أحزاب المعارضة، أمس الثلاثاء، عن توقيف أكثر من عشرة آلاف و500 من ناشطيها في الأسابيع الأخيرة، معتبراً ذلك ترهيباً قبل الاقتراع.

وخلال أسبوعين من حملتها الانتخابية، ألقت رئيسة الوزراء الشيخة حسينة واجد خطباً أمام مئات الآلاف من المؤيدين في كافة أنحاء البلاد، في إطار سعيها لتولي رئاسة الحكومة للمرة الرابعة. وبالمقارنة مع التجمعات المؤيدة للشيخة حسينة، تبدو لقاءات "حزب بنغلادش القومي" المعارض صغيرة جداً. وتمضي زعيمة الحزب خالدة ضياء حكماً بالسجن 17 عاماً بتهم فساد أكد أنصارها أن "دوافعها سياسية" ولا يهدف سوى إلى إضعاف المنافِسة الأقوى للشيخة حسينة.

ويقول "حزب بنغلادش القومي" إن العديد من مرشحيه يخشون القيام بحملاتهم الانتخابية علناً، خوفاً من عمليات عنف ضدّهم من قبل مناصري الحزب الحاكم. ويؤكد الحزب أن أكثر من 150 من مرشحيه قد هوجموا وجرح الآلاف من ناشطيه في اشتباكات مع مناصرين من حزب "رابطة عوامي" الحاكم.
كما أوضح أن السلطات اعتقلت 7021 من ناشطيه منذ الدعوة إلى الانتخابات في الثامن من تشرين الثاني/نوفمبر.

وقتل ستة على الأقلّ من مناصري الحزبين حتى الآن في اشتباكات بينهما. ولتجنب سفك الدماء، لجأ "حزب بنغلادش القومي" إلى موقع فيسبوك لاستقطاب الدعم من مئة مليون ناخب بنغلادشي قبل انتخابات الأحد.

وأطلق الجنرال فخر الإسلام المغير، وهو الأمين العام لهذا الحزب المعارض، حملةً إلكترونية انتشرت بشكلٍ كبير بين الناخبين الشباب في الأيام الأخيرة. وتتمثل الحملة بتسجيل فيديو مدته ثلاث دقائق، ونشر ليل الجمعة. وقد جرت مشاركته عشرات آلاف المرات خلال عطلة نهاية الأسبوع. ويقول المغير في منشوره إن حزب "رابطة عوامي يريد خلق جو من الخوف حتى يجبركم على فقدان الرغبة في المشاركة بالانتخابات صباح 30 كانون الأول/ديسمبر". وتابع "لكن يمكنكم تفادي سرقة أصواتكم. يجب إنقاذ الديمقراطية".



حملة لا تخلو من الشعر
انتشر كذلك على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لناخبين شباب يلقون شعراً ينادي بإدانة عنف الحكومة ضدّ طلاب تظاهروا في وقتٍ سابق هذا العام.

وردّ مناصرون للسلطة بنشر فيديوهات لمشاهير يتحدثون بإيجابية عن النمو الاقتصادي الكبير في البلاد منذ بداية الولاية الثانية للشيخة حسينة عام 2009. ولا تعرض القنوات الرسمية أو الخاصة إعلانات للمعارضة خوفاً من ردة فعل الحكومة، وفق ما أكد المتحدث باسم "حزب بنغلادش القومي" سير الكبير خان. وأوضح خان أن "فيسبوك هو المكان الوحيد الذي نستطيع أن ننشر عليه إعلاناتنا"، فيما تغرق المحطات التلفزيونية بإعلانات رابطة عوامي.

وأغلقت السلطات الأسبوع الماضي موقع "حزب بنغلادش القومي" الإلكتروني بحجة أنه يتضمن مواد "بذيئة" و"فاحشة"، في خطوةٍ أثارت غضب المعارضة التي اتهمت السلطة بأنها تقوم بحظرها. وتعطلت صفحة المعارضة على فيسبوك أيضاً لعدة أيام.

وفي الوقت نفسه، أدارت السلطة حملتها الخاصة على الإنترنت، لاستقطاب مزيد من الأصوات قبل الأحد. وقال فيسبوك إنه أغلق تسع صفحات وستة حسابات مرتبطة "بأفراد لهم علاقة بحكومة بنغلادش" كانوا ينشرون مضموناً مناهضاً للمعارضة مدّعين أنهم مصادر إخبارية مستقلة. واتهم المجتمع المدني والجماعات الحقوقية، الحكومة بأنها تقوم بإسكات المعارضة والصحافة من خلال قانون معقد للأمن الإلكتروني.

وقال رئيس تحرير صحيفة "مناب زمان" موتور رحمن شودوري إن فيسبوك هو الملجأ الأخير للأصوات المعارضة في بنغلادش والمنتقدة لنزعة رابطة عوامي السلطوية. وأضاف أن "المعارضة خائفة جداً من أن تقوم بحملتها بحرية. الإعلام قد ضيق عليه أيضا. هذا هو الواقع".



اعتقال ناشطين
اتهمت أحزاب المعارضة السلطات بشن حملة "ترهيب" وإثارة "أجواء من الخوف" قبل الانتخابات. فإلى جانب ناشطي حزب بنغلادش القومي، قال حليفه الإسلامي "الجماعة الإسلامية" الذي لم يسمح له بالمشاركة في الانتخابات إن أكثر من 3500 من أنصاره أوقفوا.

واتهمت "الجماعة الاسلامية" التي لديها مرشحون تقدموا بشكل مستقل مع حزب بنغلادش القومي، أيضا ناشطي الحزب الحاكم بمهاجمة مرشحيها وناشطيها.

وقال شفيق الرحمن الأمين العام للحزب لوكالة فرانس برس إن "الجماعة الإسلامية" كانت تأمل في أن يسمح نشر ثلاثين ألفا من عناصر الأمن بتحسين الأمن في هذا البلد المسلم الذي يضم 165 مليون نسمة. وأضاف "لكن في كل يوم يتم توقيف بين ثمانين وتسعين من ناشطينا في البلاد وهذه الاعتقالات خلقت جوا من الخوف".

ولم يؤكد ناطق باسم الشرطة عدد المعتقلين، لكنه صرح بأنه لم يتم اعتقال أحد بدون مذكرة. وقال لفرانس برس "لا نستهدف أي شخص إذا لم يخالف القانون. هؤلاء الأشخاص صدرت مذكرات توقيف محددة بحقهم".

ورد ناطق باسم حزب بنغلادش القومي رضوي أحمد بالقول إن الاتهامات الموجهة إلى ناشطي الحزب "وهمية" وتهدف إلى إجراء انتخابات "غير متوازنة" تميل كفتها لمصلحة الشيخة حسينة.

(فرانس برس)
المساهمون