المعارضة السورية قلقة من التحولات: قبول الأسد طعن للثورة

27 سبتمبر 2015
طفلة سورية لاجئة بتركيا (أيكوت أونلوبينار/الأناضول)
+ الخط -
تتابع المعارضة السورية، بشقيها السياسي والعسكري، مؤشرات التغيير في مواقف بعض الدول، التي ينظر لها على أنها من الدول الداعمة للثورة السورية، لناحية القبول ببقاء الرئيس السوري بشار الأسد كجزء من المرحلة الانتقالية، من دون أن تتردد في الإعراب عن قلقها.

اقرأ أيضاً: الحلّ السوري...مراعاة المعطى الروسي بلا تغييرات جذرية بمعسكر الثورة 

يقول عضو الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، سمير نشار، لـ"العربي الجديد" إن "أعضاء الائتلاف يراقبون ويتابعون جميع التحولات الكبيرة التي طرأت على مواقف دول أصدقاء الشعب السوري، والتي أصبحت تشير بوضوح إلى تخليها عن بيان جنيف والقبول بالأسد خلال المرحلة الانتقالية"، مضيفاً أن "هذه التحولات شكلت صدمة كبيرة للثورة السورية وفي المقدّمة ما فهم من تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووزير الخارجية الأميركي جون كيري".

وكان أردوغان قد قال يوم الخميس: "يجب أن تكون هذه المرحلة من دون الأسد، لكن قد يكون للأسد دور في المرحلة الانتقالية. لكن الذي يجب أن يحصل هو عدم قبول المعارضة لأي دور له في سورية المقبلة، وهكذا لن تقبل المعارضة شخصا وديكتاتوراً قتل بين 300 و350 ألفاً من شعبه"، قبل أن يعود يوم الجمعة لينفي ما تم التداول به عن تغيير في رؤيته لدور الأسد في المرحلة الانتقالية، قائلا: "إن ما تم تداوله كان عملا خبيثاً، إن مقاربتي للسياسة التركية تجاه سورية لا تزال كما هي عندما كنت في منصب رئيس الوزراء". وشدد أردوغان على أنه لا يمكن أن يكون للأسد أي دور في إنقاذ سورية.

ويعتبر نشار أن "الدول الصديقة تخلت عن وعودها ومسؤولياتها تجاه الشعب السوري الذي يذبح كل يوم من خلال البراميل المتفجرة التي يلقيها الطيران السوري، أو من خلال سكاكين تنظيم (الدولة الإسلامية) داعش"، مشدداً على أن "الائتلاف والفصائل العسكرية والقوى الثورية والمدنية لن يتخلوا عن مطلب رحيل الأسد بموجب بيان جنيف القاضي بتشكيل هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات، وبالتالي لا وجود للأسد بأي مرحلة انتقالية".

من وجهة نظر المعارض السوري، فإنّ ما يحدث الآن هو "تقاطع مصالح دول ولا يصب في مصلحة السوريين"، مشيراً إلى أنّ "السوريين عندما خرجوا بثورتهم لم يأخذوا إذناً من أميركا أو الدول الأوروبية، وهم من يدفعون ثمن التضحيات وهم من سيكملون مشوار ثورتهم مرفوعي الرأس".

وفي الإطار نفسه، تؤكد نائب رئيس الائتلاف، نغم غادري، في حديث لـ"العربي الجديد" أنّه "في حال كان هناك ضغوط سياسية تمارسها الدول الصديقة على مكونات الثورة، فيجب أن تكون إيجابية، بحيث تجمع من خلالها جميع القوى السياسية والعسكرية والمدنية على التمسك بمبادئ الثورة لتحقيق تطلعات الشعب السوري بنيل الحرية والكرامة ورحيل الأسد عن السلطة". وتشدّد غادري على أنّ "التمسك برحيل الأسد هو مطلب قانوني للائتلاف وليس شرطاً، وهذا ما نص عليه بيان جنيف ولا يمكن لأي أحد الالتفاف عليه والتلاعب بمضمونه"، لافتة إلى أن "القوى السياسية والفصائل العسكرية بإمكانها المتابعة ومجابهة الضغوطات حتى نيل الحرية".

وتشير غادري إلى أنّ "المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا كتب خطته بناء على توصيات روسيا بعدما بات واضحاً تخلي الولايات المتحدة الأميركية عن الملف السوري، وروسيا منذ البداية كانت واضحة برغبتها ببقاء الأسد في السلطة وإعطائه الشرعية لحماية مصالحها في سورية".

وحول التدخل الروسي العسكري المباشر في سورية، ترى غادري أن "روسيا باتت دولة محتلة وشريكة بالقتل"، مشيرة إلى أن "روسيا وإيران تتقاسمان النفوذ داخل مناطق النظام في دمشق والشريط الساحلي". وتحمل نائب رئيس الائتلاف نظام الأسد وحلفاءه من النظامين الروسي والإيراني المسؤولية الكاملة عن استمرار المجازر بحق الشعب السوري.

وتعتبر غادري أنّ "تعامل مجلس الأمن والمجتمع الدولي المتخاذل مع هذا الواقع بات عاملاً مساعداً في زيادة النفوذ الأجنبي في سورية وتصعيد المذابح ضد المدنيين السوريين"، معربة عن أسفها لعدم إصدار جامعة الدول العربية ومجلس الأمن ومجموعة أصدقاء الشعب السوري والاتحاد الأوروبي، مواقف منددة بهذا التدخل، أو دعوات لاجتماعات طارئة لمناقشة الإجراءات اللازمة لحماية المدنيين في سورية من عمليات القتل المتواصلة والممنهجة، ولتدارس زيادة النفوذ الإيراني والروسي عسكرياً في سورية.

وكان الائتلاف قد أعلن في بيانات سابقة أنه اجتمع مع أعضاء المكاتب السياسية لقوى وفصائل عسكرية رئيسة، وتم التباحث بشأن المستجدات السياسية والميدانية، بما فيها خطة المبعوث الدولي إلى سورية. وأشار الائتلاف إلى أنّ المجتمعين أكدوا على ضرورة التواصل المستمر ورسم استراتيجية مشتركة للمرحلة المقبلة نابعة من ثوابت الثورة السورية ومطالب الشعب السوري في الحرية والكرامة. كما تم التأكيد على "التمسك بمبدأ الحل السياسي وبيان جنيف، وقرارات مجلس الأمن القاضية بتشكيل هيئة حاكمة انتقالية كاملة الصلاحيات من دون أي وجود لبشار الأسد وزمرته، سواء في المرحلة الانتقالية أو سورية المستقبل".

اقرأ أيضاً: التحالف الدولي والتدخل العسكري الروسي في سورية

المساهمون