المعارضة السورية تتقدّم في الساحل والنظام في القلمون

29 مارس 2014
استراحة مقاتل من الجيش الحر في كسب (عمر الحمصي)
+ الخط -
أعلن الجيش السوري، اليوم السبت، السيطرة على بلدتي رأس المعرة وفليطة في القلمون بريف دمشق، فيما تستمر المعارك في الساحل السوري وسط تعزيز الكتائب المعارضة لقواتها بهدف السيطرة على مزيد من المناطق.

وفيما ذكر مصدر عسكري لوكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" أنه تمت السيطرة على "رأسي المعرة وفليطة"، اعتبر أن ذلك أتى "استكمالاً لعملية غلق الحدود مع لبنان بوجه الارهابيين وتدفق السلاح إليهم". وأكد أن "أي انجاز يحقق في هذا المجال يساهم بتضيق الحدود بنسبة أعلى وأقلها المعابر الرئيسية التي تمر منها الآليات".

من جهته، أكد المرصد السوري لحقوق الانسان، ومقره بريطانيا، أن قوات النظام تتقدم داخل القريتين على الرغم من أنه ليس لديه أي معلومات فورية عما إذا كانت القريتان قد سقطتا في أيدي قوات النظام أم لا.

في المقابل، تجدد القتال في الساحل السوري غربي البلاد، صباح اليوم السبت، بين كتائب المعارضة والنظام.

وتمكنت كتائب المعارضة من السيطرة على قرية المشيرفة في جبل التركمان بعد اشتباكات مع ميليشيا جيش الدفاع الوطني. كذلك نجحت في السيطرة على جبل البدروسية  في الساحل.

وشّن الجيش السوري هجمات بالمدافع والصواريخ على بلدة ربيعة، فيما نفذ الطيران الحربي هجمات بالصواريخ الفراغية على قرية ‫بيت عوان في ريف اللاذقية الشمالي.
وذكرت وسائل إعلام مقربة من النظام، أن تعزيزات عسكرية حكومية تتوجه إلى محيط بلدة كسب الحدودية مع تركيا التي سيطر عليها المعارضون قبل أسبوع، إضافة إلى بلدة سمرا وبرج الـ 45، مقابل تعزيزات للمعارضة وتحديداً كتائب أحرار الشام ولواء التوحيد.

وفي دمشق، سقطت قذيفة هاون عند الساعة الثامنة صباحاً بالقرب من مبنى الأركان في ساحة الأمويين، فيما أعلن الهلال الأحمر السوري دخول قافلة من الأمم المتحدة محملة بالمواد الإغاثية والغذائية للغوطة الشرقية بريف دمشق.

يذكر أن القافلة دخلت الغوطة الشرقية من جهة مخيم الوافدين الى الغرب من مدينة دوما بالتنسيق مع عناصر الجيش الحر.
 
وفي دير الزور شرق البلاد، أغار سلاح الطيران الحربي للجيش السوري، صباح اليوم السبت، على محيط حقل التيم النفطي جنوب مطار دير الزور العسكري. ونفّذ غارات جوية عدة أيضاً على قرى ومدن وبلدات ريف دير الزور الشرقي.

وتجددت الاشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام في حي الحويقة، فيما قصفت المدفعية الثقيلة الأحياء المحررة في المدينة. كذلك قصفت مدفعية الجيش السوري بلدة المريعية بشكل مكثف منذ ساعات الصباح الأولى.

وفي ريف الحسكة شمال شرق البلاد، دارت اشتباكات عنيفة بين الثوار وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، في محيط بلدة الراعي إلى الشمال الشرقي من حلب.

وأعلن "داعش" سيطرته مجدداً على بلدة ‏مركدة بريف‫ ‏الحسكة الجنوبي، بعد معارك عنيفة مع ‫ ‏جبهة النصرة. وأطلقت اسم "‫ميسرة" على البلدة بدلاً من مركدة.

وفي ريف حماه الشمالي وسط ‫البلاد، قصف الجيش السوري بالصواريخ العنقودية مدينتي كفرزيتا ومورك الواقعتين على الطريق الدولي الرئيسي الرابط بين شمال البلاد وجنوبها. وتواصلت الاشتباكات بالرشاشات على مشارف الحي الجنوبي لمدينة مورك بين المجاهدين وقوات الجيش.

وفي حلب، شمالي البلاد، تعرضت المدينة لقصف صاروخي من مدفعية الجيش السوري المتمركزة على تلة الشيخ يوسف مستهدفة المدينة الصناعية واحياء مساكن هنانو والحيدرية.

أما في القنيطرة جنوب غرب البلاد، فقصفت مدفعية الجيش السوري قرى عدة في ريف القنيطرة الجنوبي. وقصفت مدفعية الجيش المتمركزة في تل الحارة الاستراتيجي بين حوران والجولان قريتي ‫ ‏الهجة وسويسة في الجولان الأوسط.

وفي حوران جنوب البلاد، سقط عدد من الجرحى جراء قصف جوي لمقاتلات الجيش السوري بالصواريخ والبراميل المتفجرة على بلدتي النعيمة وصيدا. 

من جهة أخرى، بثّت الجبهة الإسلامية مقطعاً يوثق ما قالت إنه تدمير دبابتين تابعتين للقوات النظامية بواسطة صاروخي "كونكورس"، داخل الكلية الحربية في مدينة حمص، أمس الجمعة.

وتتزامن هذه العملية مع معارك مشتعلة تستهدف معاقل النظام في الساحل وريف ادلب، ما يوحي بتسخين على جبهة حمص، التي يتركز فيها الكثير من عوامل قوة النظام، سواء لجهة وجود ثكن وقطع عسكرية ضخمة، أو لجهة وجود "حاضنة مؤيدة" تتمثل في عشرات الأحياء والبلدات.

وبقيت الكلية الحربية بعيدة عن أي استهداف مؤثر من كتائب المعارضة فترة طويلة من الزمن، على الرغم من أنها تعدّ من أوسع وأضخم ثكن القوات الحكومية داخل مدينة حمص. 

ويعود تأسيس الكلية الحربية في سوريا إلى عام 1919، وهي أقدم منشأة تدريب عسكرية في عهد سوريا ما بعد الدولة العثمانية، وقد تخرج منها كثير من العسكريين الذين احتلوا أعلى المواقع في قيادة البلاد، ومنهم الرئيسان السابقان أمين الحافظ وحافظ الأسد.

 في غضون ذلك، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إنه تم تشكيل جيش تحت مسمى "جيش الانصار"، الذي يتكون من مسلحين من عشائر عربية، في مدينة الرقة وبلدة سلوك ومدينة تل أبيض، التي بايعت الدولة الاسلامية في العراق والشام "داعش".

وأشار المرصد إلى أنه إما أن يجنَّد شاب من كل عائلة، أو تقوم العائلة التي لا يُجنَّد منها أحد، بتسليح شاب من الجيش المُشكَّل، لـ"صد أي عدوان او خطر عن تل ابيض ونواحيها"، ومقاتلة وحدات حماية الشعب الكردي والكتائب الأخرى التي تقاتل إلى جانبها في ريف تل أبيض ومنطقة جرابلس ومنبج.
ويُنتظر أن يتكون الجيش من أكثر من 1500 مقاتل، إضافة إلى مئات من المقاتلين في صفوف الاحتياط، بحسب المرصد.