كشف متحدث باسم إحدى فصائل مقاتلي المعارضة السورية، اليوم الأحد، عن إقرار الولايات المتحدة الأميركية باقتراف النظام السوري لـ52 خرقاً منذ ساعات الصباح الأولى للهدنة المؤقتة التي تستثني تنظيمات مصنّفة من قبل الأمم المتحدة على قائمة الإرهاب.
وقال المتحدث الرسمي باسم "حركة تحرير حمص" صهيب العلي، لـ"العربي الجديد"، إنه "بعد قيام النظام السوري بمحاولة التقدّم على جبهة حر بنفسه في ريف حماة الجنوبي، مع تغطية بالطيران الحربي الروسي، قمت بالاتصال مع مكتب وزارة الخارجية الأميركية وأخبرتهم عن عدة خروقات حدثت صباح اليوم من قبل النظام، وعن نيته التقدّم في القرية".
وأضاف العلي بأن ردّ المكتب جاء "بأننا نتابع عن كثب ما يجري، فسألته عن الإجراءات التي تنوي الولايات المتحدة القيام بها، على اعتبارها مسؤولة عن مراقبة الهدنة، فقال المكتب إن النظام قام بـ52 خرقاً في وقت قصير"، مشيراً إلى أنه "لم يجد الاهتمام المطلوب من وزارة الخارجية الأميركية".
وكانت الخارجية الأميركية قد أعلنت، أمس، عن فتح مركز لمراقبة تنفيذ الهدنة، ودعت النشطاء السوريين المعارضين إلى إبلاغها بأي خروقات مزودة بخرائط ومواعيد وصور.
اقرأ أيضا: الائتلاف السوري يكلف المالح برئاسة مؤقتة
وأقامت روسيا ما سمّته بـ"مركز التنسيق لوقف العمليات القتالية" في قاعدة حميميم العسكرية في اللاذقية، بينما عهدت الولايات المتحدة من جهتها إلى "غرفة العمليات العسكرية" (الموك) في كل من تركيا والأردن والتي تشرف عليها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، مهمة المراقبة والتواصل مع قادة الفصائل العسكرية على الأرض للتحقق من التزامهم بالهدنة والإصغاء إلى شكاويهم بشأن خروقات الطرف الآخر.
وقال العلي إنه قام أولاً بالاتصال على الرقم الذي حددته الخارجية الأميركية، فتم تحويله إلى مدير مكتب مراقبة الهدنة في وزارة الخارجية واسمه حازم، حيث قام بإخباره بما جرى، مشيراً إلى أنه قام بذلك يوم أمس وصباح اليوم، وفي المرتين رد الموظف نفسه.
وحول كيفية توصيل الخرق إلى المكتب، قال العلي إن آلية التوصيل تتضمن أحد عشر بنداً تتضمن المحافظة والبلدة أو القرية التي تم فيها الخرق، وتحديد الزمان بدقة، اليوم والساعة والدقيقة، والجهة التي قامت بالخرق، وعدد الطلعات في حال كان القصف جواً، أو الرشقات والقذائف وغيرها إن كان براً، فضلاً عن طبيعة الهدف الذي تم استهدافه عسكريين أو مدنيين، وعدد الضحايا والمصابين ونوع السلاح وعدد المنازل في حال حدوث أي تدمير، والمصدر الأساسي للخبر.
وجاءت فكرة إقامة مكاتب الرصد بناءً على اتفاق الهدنة الموقّع بين الطرفين الروسي والأميركي، والذي نصّ على تشكيل "مجموعة عمل وقف إطلاق النار، تشترك في رئاستها الولايات المتحدة وروسيا، تحت إشراف الأمم المتحدة، وتضم مسؤولين سياسيين وعسكريين، ويتولى مكتب مبعوث الأمم المتحدة الخاص (OSE) مهمة السكرتارية العامة".
وتكون مهمة هذه المجموعة ضمان التواصل بين جميع الأطراف لتعزيز الامتثال ونزع فتيل التوترات على وجه السرعة، وحل المزاعم المتعلقة بعدم الامتثال، وإحالة السلوك غير الممتثل إلى وزراء المجموعة الدولية لدعم سورية، لتحديد الإجراء المناسب، بما في ذلك استثناء هذه الأطراف من ترتيبات الهدنة وما توفره لهم من حماية.
كما نصّ الاتفاق على أن تقوم كل من روسيا والولايات المتحدة بإنشاء خط اتصالات ساخن وفريق عمل لتبادل المعلومات ذات الصلة بعد أن تكون الهدنة قد دخلت حيّز التنفيذ.