المضاربات أبرز أسلحة الإمارات ضد الليرة التركية

27 يوليو 2020
التدخلات الخارجية من بين أسباب تراجع العملة المحلية (فرانس برس)
+ الخط -

التلاعب في سوق العملات أهم أسلحة الإمارات، التي تسعى من خلاله، إلى توجيه ضربات للاقتصاد التركي من وقت لأخر.

ورغم أن الليرة التركية شهدت تراجعات حادة في العديد من الأوقات السابقة، إلا أن البنك المركزي التركي استطاع أن يضبط سوق الصرف، ما أدى إلى استقرار العملة المحلية وصمودها أمام خطط إضعافها. 
وقال الخبير الاقتصادي التركي، خليل أوزون، إنه لم يعد تدخل الإمارات لضرب الاقتصاد التركي والليرة، موضع توقع أو اتهام، بل إن هناك الكثير من الأدلة، أبرزها تمويل الانقلاب الفاشل (2016) بثلاثة مليارات دولار كما قال وزير الخارجية مولود تشاويش أوغلو، ودعم منظمة فتح الله غولن، ومن ثم المتابعة بضرب سمعة الاقتصاد التركي والليرة بعد فشل الانقلاب، ووقوف أنقرة إلى جانب الدوحة بعد الأزمة الخليجية مطلع يونيو/حزيران 2017.
وحول أشكال التدخل الإماراتي بالليرة والاقتصاد التركي وأثره على قدرة الأتراك الشرائية، يضيف أوزون لـ"العربي الجديد" أن هناك تدخلا مباشرا عبر إغراق السوق بالليرة وسحب العملات الأجنبية للخارج وبالتالي الضغط على العملة المحلية، كما استعملت الإمارات الشائعات الكاذبة مراراً، لضرب سمعة السياحة لعلمها بمدى دورها بالاقتصاد وتوفير الدولار لتركيا. 
والهدف من ذلك، حسب أوزون، الإساءة لسمعة الاقتصاد التركي دولياً والتأثير على القوة الشرائية للمستهلكين وإرباك الداخل التركي وحرف البلاد عن أهدافها التنموية عام 2023.
وتراجع سعر صرف العملة التركية أمام العملات الرئيسية والدولار، لأسباب أغلبها سياسية، بحسب مراقبين، فمن 1.42 ليرة للدولار 2006 بلغت نحو ليرتين عام 2012 ليبدأ مشوار التراجع بعد الانقلاب الفاشل 15 يوليو/تموز 2016 وقت هوت أول مرة إلى ما دون 3 ليرات مقابل الدولار، ووصل الدولار إلى أكثر من 7 ليرات خلال شهر إبريل/ نيسان الماضي، قبل أن تتحسن لتستقر عند عتبة 6.85 ليرات حاليا.

وهناك محطات كبرى هوت خلالها الليرة التركية، أهمها ليلة الانقلاب الفاشل في 15 تموز 2016 ومن ثم أغسطس/ آب 2018 جراء التوتر الأميركي التركي وانتعاش مضاربات العملة. 
وعن الدور الإماراتي في هذه الاضطرابات يقول المحلل التركي يوسف كاتب أوغلو: "للإمارات الدور الأبرز باستهداف الاقتصاد والليرة، ولدى أنقرة وثائق حول التحويلات الإماراتية لجماعة فتح الله غولن ومن ثم المضاربات الهائلة في أغسطس/ آب 2018 وقت هوت الليرة من 5.3 إلى نحو 7 ليرات في يوم واحد، وتم كشف حسابات ومصادر التلاعب الذي قادته الإمارات إلى جانب السعودية".
ويضيف كاتب أوغلو لـ"العربي الجديد" أن الإمارات مستمرة حتى اليوم، وعبر القوى الناعمة، منها الإعلام، لتشويه الاقتصاد التركي والتركيز على العجز التجاري والديون، لتضرب الاستثمار والسياحة وتسيء لتركيا ولليرة.
من جانبه، يقول أستاذ الاقتصاد بجامعة ماردين التركية، مسلم طالاس إن هناك هدفين من المساعي الخارجية لضرب الليرة، الأول الإساءة للحكومة وسياسة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، والثاني إظهار أن مناخ هذه الدولة غير مطمئن بسبب تقلبات سعر الصرف، ما يؤثر على جذب الاستثمارات الخارجية المباشرة.
وحول آلية التأثير على العملات وإضعاف سعرها، يضيف طالاس لـ"العربي الجديد": في الدول المتطورة يتم عادة التلاعب والتسلل من خلال أسواق المال، وتؤخذ معدلات الفائدة على السندات الحكومية مؤشراً مهماً، فحين تكون معدلات الفائدة مرتفعة، تكون المخاطر عالية وتتراجع الرساميل عن إقراض الحكومات. 
ويتابع: "أما في الاقتصادات الناشئة، فيتم عادة التصيّد عبر سعر الصرف، لأنه يعطي مؤشرات على سوء الإدارة والأداء الحكومي، ولها انعكاسات سلبية على الشعب ومستوى المستهلكين المعيشي".

المساهمون