المستعمِر ضيفاً

30 أكتوبر 2015
("قافلة"، ماسينيسا سلماني/ الجزائر)
+ الخط -

لا نختلف مع انتقادات أصدقاء وزملاء جزائريين - والتي تتشابه منذ سنوات - لإدارة معرض الجزائر الدولي للكتاب، وهي انتقادات صحّية، وعلى أي ثقافة وطنية أن تتعامل معها بالمسؤولية والانفتاح اللازمين.

لكننا، في المقابل، نرى تمايز معرض الجزائر عن معارض الكتب العربية الأخرى، تمايزه بوعيه للمسألة الاستعمارية وتعبيره عن سؤال التحرّر العربي. احتلال فلسطين وما يعنيه المشروع الاستعماري الصهيوني ومجابهة التطبيع معه، هي مما لا يغيب في الجزائر ومعرض كتابها.

تتضاعف أهمية هذا الوعي حين ننظر حولنا ونجد معارض كتاب عربية كثيرة باتت تغيب عن برامجها أسئلة التحرّر ومواجهة الاستعمار والهيمنة. فعدد من معارض الكتاب الخليجية، مثلاً، تجري وكأن لا صراعات في منطقتنا والعالم، بحيث يصبح معرض الكتاب مناسبة شبه سياحية تُلحِق المعرفة وأسئلة المصير بالهيئات السياحية.

هذه السنة تحلّ فرنسا "ضيف شرف" على معرض الكتاب الجزائري، وهي مناسبة للتذكير أن فرنسا الرسمية، وثقافتها إلى حد كبير، لم تعتذر عن ماضيها الاستعماري ولم تطلب الصفح والغفران من الشعب الجزائري. التعنّت والصلف يُطلّان من فرنسا كلّما أثيرت مسألة الاعتذار للجزائر.

ترى، هل يفرّط معرض الجزائر للكتاب في أهم خصائصه بهذا التشريف لفرنسا دون أن تقدّم اعتذارها وما يترتّب عليه من استحقاقات؟ هل نبالغ لو قلنا إن فرنسا تحضر، هذا العام، في الجزائر كثقافة استعمارية؟

دلالات
المساهمون