شنّ المخرج الأميركي الشهير والحاصل على جائزة الأوسكار مايكل مور هجومًا على الرئيس الأميركي دونالد ترامب، متسائلًا عما يستطيع المرء فعله ضدّ دونالد ترامب؟
يتدفّق عشرات آلاف الناس من روّاد المسرح والفن إلى مسرح برودواي للهروب من الواقع الذي يرسمه الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومعاركه التي لا تنتهي، وافتراءاته المتزايدة من أجل الحصول على راحة مؤقتة لأعصابهم، والعيش في الخيال بدلًا من الواقع.
لكن المخرج الأميركي مايكل مور يراهن على العكس تمامًا، إذ يهدف مور من خلال عرضه "شروط استسلامي" إلى تأليب الجماهير ضدّ سياسات ترامب ودفعهم إلى القيام بشيء ما عوضًا عن الاكتفاء بالانتقادات، ويوجّه المخرج هذا العرض إلى الجماهير التي توافقه وجهة نظره في الرئيس الأميركي، إذ يعتبره شخصًا غير مؤهّل وخطيرا، ونرجسيا ولا يُوثق به، لكن هل المسرح هو المكان الصحيح لمور لنشر هذه الأفكار؟ إذ يعد المسرح بيئة جديدة لمور الذي كرّس حياته المهنية في الكتابة والإخراج وإنتاج الأفلام الوثائقية ذات التوجّه السياسي مثل "روجر أند مي"، "بولينغ فور كولومبين"، "فهرنهايت 9/11" والتي تتحدّى التوجّه السياسي التقليدي لسياسة واشنطن، بدءًا من تشجيع السوق الحرة، وحتى حرب العراق، ما جعل الحركات السياسية تنقسم حول تصنيفه، فاليسار يراه بمنزلة القديس، بينما يراه اليمين بمنزلة الشيطان السياسي.
يبدأ مور عرضه بجملة قالها الكثيرون صباح التاسع من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني: كيف استطاع ترامب النجاح في الانتخابات؟ بالتأكيد يعلم مور الجواب أفضل من غيره، فالمفكّر الذي ينحدر من مدينة فلينت في ميشيغن كان من بين السياسيين والمفكّرين القلائل الذين توقّعوا نجاح ترامب في الانتخابات أمام المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، وأحدث فيلمه الوثائقي "مايكل مور في ترامبلاند" ضجّة كبيرة خصوصًا في المدن التي تؤيّد ترامب مثل أوهايو ويلنغتون.
تحدّث مور في عرضه الذي استمرّ لساعتين عن عدّة قصص، موضحًا كيف يمكن لرجل واحد أن يصنع الفرق، كأمين المكتبة في إنغلوود في نيوجرسي الذي احتج ضدّ دار النشر الشهيرة هاربر كولنز لرفضهم تسويق كتاب مور خلال العام 2001 "رجالٌ بيضٌ أغبياء" بسبب عدم ملاءمته لعصر أميركا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، أو غاري صديق مور الذي سافر معه إلى بيتبورغ في ألمانيا لمنع دونالد ريغان من حضور جنازة ضابطين سابقين في وحدات "إس إس" المسؤولة عن حماية هتلر.
ولا يجعل مضمون كلام مور فقط هذا العرض جديرًا بالاهتمام، وإنما سحر مور الخاص وشخصيته وطريقته في إيصال المعلومات عن طريق النكات، خصوصًا فيما يتعلق بقرارات ترامب حول منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة الأميركية.
يعد هذا العرض واحدًا من أوائل الأعمال الفنية ضد ترامب، ويتمحور العرض حول مايكل مور نفسه، وعن طريقة مجابهة الرئيس الأميركي وقراراته، ويعترف مور في نهاية عرضه، بأن أميركا صغيرة جدًا لتتسع لـ مور(ومن يمثله) ولترامب معه، ويجب أن تكون في المستقبل القريب فقط لواحدٍ منهما.