الليالي الضوئية تشعل مدينة طنجة

16 أكتوبر 2015
من المهرجان (فيسبوك)
+ الخط -
على إيقاع "الليالي الصوتية وأوروبين لاب" احتفلت طنجة بمهرجان الموسيقى الإلكترونية  لثلاثة أيام متواصلة على إيقاعات الكناوة وصخب الموسيقى المركبة والمختلطة، لعبها هواة من المغرب وخارجه إلى جانب ورش نقاش ومعارض فنية كفلت للمهرجان ثراء فعالياته وغناها.  

في ندوة الافتتاح بسينما "الريف" في طنجة، عرض فيلم "كناوة 26" للمخرجة المغربية إزة جنيني التي تحدثت عقبه مباشرة حول تجربتها وأهمية الأرشيف البصري الذي تقدمه للعالم عن تراث بلدها الموسيقي. جنيني ذات السبعين عاماً أو أكثر أوضحت لـ"العربي الجديد" أن اهتمامها نابع من عدة أسباب، منها "الشغف بالثقافة المغربية وموسيقاها وغنائها، بالإضافة إلى اهتمامها بالفيلم الوثائقي كمتلقية له وصانعة له أيضاً"، وتضيف: "الموسيقى المغربية محتفى بها جداً حول العالم، فهي ملهمة وغنية وتجذب الموسيقيين، كما تمتد خيوطها لمعظم الموسيقى بالعالم. أنا محظوظة بتوثيقها".

واختيرت طنجة للمرة الثالثة حاضنة للمهرجان، فقد قالت شارلوت تاغدي، المنسقة الفنية للمهرجان، إن الاختيار يعود للتألق "التاريخي والتقليدي الذي تتميز به طنجة، وترحيبها بفناني العالم"، مردفة: "وقيم الترحيب والانفتاح تدعم مشاريعنا الفنية، نحن نؤمن بأن الثقافة الأوروبية امتصت بعضاً من ثقافة حوض البحر المتوسط القديمة، لذلك قررنا تنظيم المهرجان بطنجة بحيث إن الثقافة لا تتوقف عند الشؤون الإدارية أو الحدود ولا حتى تأشيرات الدخول".

ويمزج المهرجان وفق قولها لـ"العربي الجديد" بين السينما والموسيقى والمحاضرات الثقافية، بهدف "إيجاد علاقات الوصل بين الموسيقى التقليدية والأوروبية، ودعم ضرورة التفكير من خلال اللاب والورش بأن الثقافة مهمة في الانتقال الديمقراطي بكل البلاد، الثقافة هي سلاحنا للتعامل مع الإرهاب واللاديمقراطية، وجلب الأمل والكثير من الوعي".



وعلى مستوى المحاضرات الثقافية، نوقشت مواضيع من قبيل "ملاحظات وتوصيات في السياسة الثقافية المغربية" و"التعاون الثقافي الأورو-مغاربي لصالح التنوع الثقافي"، و"وسائل الإعلام الجديدة ووسائل الإعلام الاجتماعي: نفس جديد للإبداع المغربي"، ثم "نحو ثورة ثقافية مغربية"، والتي حاضر فيها الناقد والمؤلف إدريس كسيكس، والصحافية كنزة الصفريوي.

وقال كسيكس إن "تطور الثقافة هو عملية طويلة، تأخذ وقتاً وتعتمد على التطور الجمعي وتواصل الناس في حين أن المجتمع المغربي حالياً تستحوذ فيه الطبقة البرجوازية على الثقافة، وتنشط فيه ست مكتبات من أصل 300 بشكل جيد، وعشرة مراكز ثقافية من أصل 150 أخرى يعملون باستمرار".

أمّا المنصات الموسيقية فقد نشّطها موسيقيون من المغرب وفرنسا، منهم أبشكم وعبد الحميد الجوهايني، ونينيوم دي برازيل، وبارا وان ومهدي ناسولي، وإفا، وإسلام شيبسي، وبابلو فلانتينو، ومحمد أصلان، وكان دزارات. واحتفى الجمهور بموسيقى على السطح أيضاً، وبـ"هنا وهناك" إنشاء صوتي لآنا ديموندو، إضافة إلى "العربة الصوتية" لكايند آف بلو التي دارت في شوارع المدينة، وحفلة موسيقية أندلسية مع أبناء البوغاز.

بالنسبة للأفلام، وإلى جانب أفلام جينيي، عرض لآلكساندر روكولي فيلم قصير بمكتبة الأعمدة، وفيلم "كازا نايدا" لفريدة بليازيد في ساحة "طابور".

كذلك تضمن البرنامج معارض فنية، منها معرض فوتوغرافي لصوفيا يسري، ورسم مباشر مع مراد باكو وزهير إتاش، ومعرض تفاعلي لمجموعة من الصور، ومعرض رسم آخر جاء تكريماً للفنان فيغون، تضاف إلى ذلك ورشات الأقنعة والرقص والموسيقى للأطفال، وجولة في منتزه الأحد، والمشاركة في ورشة "الزليج" المغربي وجولة مع كناوة في شوارع المدينة.  

ونظمت الفعاليات في فضاءات ثقافية وتاريخية مختلفة بهدف إحياء العلاقة بين الكائن والمكان أو الفضاء، من ضمنها سينما الريف، وقصر "مولاي الحفيظ"، وساحة ومتحف القصبة، ومكتبة الأعمدة، ومكتبة ليزانسوليت، والصالون الأزرق، وشوارع المدينة، ونادي أبناء البوغاز، ومقهى بابا.

اقرأ أيضاً: مهرجان الأقنعة والوجوه المتعددة

المساهمون