اللبنانيون يأكلون المخلفات البشرية... والوزير السابق لا يبالي

13 نوفمبر 2014
من الصور المتداولة على مواقع التواصل (تويتر)
+ الخط -
الوزير اللبناني السابق، فيصل كرامي، يعود من جديد إلى الساحة اللبنانية. وهذه المرة أطل في صورة نشرها على حسابه، على "فيسبوك"، تظهره وهو يأكل "كنافة بالقشطة" من أحد قصور الحلويات الشهيرة في طرابلس. قصر الحلو الشهير ورد اسمه من ضمن قائمة المطاعم ، التي لا تستوفي بعض منتجاتها (وتحديداً القشطة) شروط وزارة الصحة، إذ عثر فيها على "بقايا ومخلفات بشرية"، كما كشف وزير الصحة، وائل أبو فاعور. لكن الوزير تجاهل ظهور اسم المطعم الشهير في القائمة، معتبرا ذلك إهانة لطرابلس وضرباً للسياحة فيها.
وبحسب الوزير، فإنّ كل ما حصل يهدف إلى ضرب "ًورة طرابلس". طبعاً الوزير نفسه لم يقلق بهذا الشكل عىل صورة المدينة، أثناء معارك طرابلس التي امتدت لسنوات... لم يهتمّ لصورة فقراء المدينة الذين يحملون السلاح في وجه دولة أهملتهم خلال عقود... المهمّ "القشطة".
وللمرة الأولى بدا هناك غضب لبناني ضد كرامي وضد وزراء حاليين آخرين، مثل وزير السياحة، ميشال فرعون، الخائف من "ضرب السياحة في لبنان"، أو وزير الاقتصاد ألان حكيم الذي اعتبر الأمر "تشهيراً".
انطلقت حملة غاضبة ضدّ الوزير، منهم من هاجمه، منهم من قال له " :عيب عليك. اللبنانيون يأكلون الوسخ وأنت تضحك...". فيما كان الستاتسوس الأكثر مشاركة هو "نحن نأكل الخ**".
وبالفعل أطلت جريدة "الأخبار" اللبنانية بمانشيت كبير هو "اللبنانيون يأكلون خ**"، كما احتلت هذه "الفضيحة الغذائية" العناوين الأولى في نشرات الأخبار. أما على "تويتر" فالوسم الأكثر مشاركة كان "#بمطاعم_لبنان_في"، التي تضمنت تغريدات مضحكة وساخرة من الاستهتار الكبير بصحة اللبنانيين. وانتشرت صورة كتب عليها: "ساندوش دجاج لو سمحت مع بكتيريا وجراثيم خفيف"، فيما كتب آخر: "الأمهات أكثر شي مبسوطين من هيدي النتيجة، الكل رح يرجع ياكل بالبيت".
لكن وسط أول حادثة تعيد القليل من الاعتبار إلى المواطن اللبناني في السنوات الأخيرة، تحوّل الصراع (مرة جديدة) إلى صراع طائفي. فالبعض اعتبر استهداف "قشطة" طرابلس، هو استهداف للسُنّة... فيما اعتبر آخرون أن هناك استهدافاً للمناطق المسيحية من خلال ورود أسماء بعض المطاعم الشهيرة في المناطق التي تسكنها أغلبية مسيحية.
بالإذن من سيد درويش ومن أغنيته "أهو ده اللي صار"، فإن الواقع يثبت يوماً بعد يوم أن "لبنان هو أم العجايب"... فحتى البراز الذي نأكله أصبح طائفياً.
المساهمون