اللاذقية... عروس الساحل السوري تعاني من العطش

05 سبتمبر 2020
أزمة مياه شرب متواصلة في اللاذقية السورية (Getty)
+ الخط -

يعاني سكان مدينة اللاذقية السورية من أزمة مياه غير مسبوقة، فكثير من الأحياء لم تصلها المياه منذ خمسة أيام، ليعاني سكان المدينة المعروفة بـ"عروس الساحل" ذات المياه الوافرة من العطش وشح المياه.

وكشف الصحافي حسام الجبلاوي، لـ"العربي الجديد"، أن "الأزمة ليست حديثة، إذ تعاني المدينة منذ أكثر من ثلاثة أشهر، ودائما ما يبرر النظام سبب شح المياه بعدد السكان الكبير، وعدم القدرة على تلبية حاجة الجميع من المياه. الأزمة تتكرر في كل صيف، ولا تقتصر فقط على أحياء المدينة، بل تمتد لمدن الرّيف أيضا، وفترات الانقطاع في المدينة تتراوح بين 3 إلى 5 أيام، أما في قرى اللاذقية وجبلة، فتصل فترات الانقطاع إلى عشرة أيام".

وأضاف الجبلاوي: "في كثير من الأوقات تتزامن أزمة المياه مع أزمة الكهرباء، فعند ضخ المياه في الشبكة الرئيسية تكون الكهرباء مقطوعة، ولا يكون بمقدور الأهالي ضخ المياه إلى الخزانات على أسطح المنازل، والأهالي تأقلموا على  شراء المياه من الصهاريج في ظل تجاهل حكومة النظام كافة الشكاوى المتعلقة بالمياه".

ورغم وفرة المياه في المدينة، إلا إن أزمة المياه الفعلية بدأت فيها  قبل نحو عامين، وتعاملت المؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي بتقنين ضخ المياه للأحياء، وتجاهل كافة النداءات المطالبة بحلول دائمة للأزمة.

وعلقت منى دالاتي: "مسؤولو الحكومة يعاملون الأهالي معاملة القطيع، والحياة لم تعد تطاق في المدينة، فرغم موجة الحرّ الشديد التي تضرب المنطقة، والحاجة إلى الماء، نجدهم يقطعون الكهرباء أيضا، ويحرمون الأهالي حتى من تشغيل مروحة تخفف عنهم". 

وتتهم المؤسسة  بعدم التوزيع العادل للمياه، والتي لا تنقطع عن الأحياء التي يسكنها مسؤولون في النظام، بينما تعاني الأحياء الفقيرة من تكرار انقطاعها.

وقال محمد، وهو أحد سكان مشروع الصليبة في اللاذقية، لـ"العربي الجديد": "ليست المصيبة في عدم توفر المياه، ولكن في تعامل النظام ومؤسساته معها، فقسم كبير من مياه نبع السنّ يذهب إلى البحر هباء، ولا أحد يهتم من الحكومة، ودائما ما يرددون أن البنية التحتية لا تستوعب عدد الوافدين إلى المدينة، بينما يمكن حل الأزمة بسهولة، لكن الفساد يمنعهم من ذلك، فهمهم الوحيد إذلال المواطن بالماء ولقمة العيش".

وقال كريم أبو علي، لـ"العربي الجديد": "كانت الحكومة تتحدث عن أزمة مياه في الحسكة، بينما الأزمة الحقيقية في اللاذقية، وكل همهم شعارات الصمود، بينما موت الناس عطشا لا يعنيهم".

المساهمون