الكويت: مقهى لكل مواطن

11 ديسمبر 2016
(في مقهى سوق المباركية، تصوير: عماد الجماح)
+ الخط -

قبل أكثر من عشرين عامًا، لو حاولت البحث عن مطعم أو مقهى أو محل متخصّص في صنع العصائر الطبيعية، لما وجدت أمامك سوى بعض "المولات التجارية"، أو التوجّه لأشهر شارع في الكويت آنذاك، وكان يعرف باسم "شارع المطاعم"، في مدينة السالمية، على ساحل الخليج العربي.

ولكن في السنوات القليلة الماضية؛ أصبحت الكافيهات الغربية الوجهة المفضّلة لدى الكويتيين، حيث يؤكّد عبد الوهاب المطوع، وهو شاب كويتي صاحب "مقهى غربي" شهير، في حديث إلى "جيل"، أن أسباب انتشار هذه الكافيهات هو الدعم الذي يتلقاه الشباب من طرف الحكومة الكويتية، على شكل قروض ميسّرة تسمى "دعم المشروعات الصغيرة"، ولأن الكويتيين يشتهرون بكثرة السفر سواءً للسياحة أو للدراسة أو العلاج في الخارج، ولأن الأماكن المفضلة التي يرتادونها في الخارج هي "الكافيهات"، فقد عمد كثير منهم إلى فتح مقاه غربية هنا، تقدّم القهوة كمشروب ساخن وبارد، بالإضافة إلى أصناف كثيرة من الأكلات والحلويات على حدّ تعبيره.

ويضيف المطوّع، يصعب في الوقت الحالي معرفة عدد المقاهي في الكويت، حيث لم تصدر إحصائيات رسمية بذلك، لكن بعضها نقل فكرة "المقهى الغربي" بافتتاح فرع له في الكويت، وبعضهم قلّد فكرة ما، وآخر ابتكر فكرة جديدة، فأصبحنا وسط انتشار كثيف لكافيهات متنوّعة من مختلف القارات حتى أميركا الجنوبية.

وللزبائن تفضيلاتهم في اختيار الكافيهات، لكن الموضة الجديدة حاليًا كافيهات "القهوة المقطّرة" أو القهوة التي يتم إعدادها بطريقة التقطير، وهذه تلقى رواجًا واسعًا بين الأوساط الشبابية كما يقول ناصر الناصر، وهو طالب جامعي من روّاد هذه الكافيهات.

آخر ابتكارات الكافيهات في الكويت "المقهى الثلجي"، حيث يجد إقبالًا كبيرًا في مدينة هي من إحدى أكثر عواصم العالم حرارة، وهو أكبر "مقهى ثلجي" في العالم، حسب موسوعة "غينيس"، حيث يحتوي المقهى على مجسّمات مصنوعة من الثلج وتصل برودته إلى 11 درجة تحت الصفر.

وكأية سلعة أو منتج، ساهم مشاهير الـ"سوشيال ميديا"، في زيادة الطلب على الكافيهات في الكويت، من خلال كثرة الإعلانات عنها في وسائل التواصل الاجتماعي.عبد اللطيف العنزي، أستاذ علم الاجتماع بجامعة الكويت، يرى أن الشباب يتأثّرون ببعضهم البعض حتى في المشاريع التجارية، يلهم أحدهم الآخر أو يقلده، ولذلك لاحظنا في الفترة الأخيرة انتشارا كبيرًا لهذه المقاهي التي يملكها شباب هم في سن متقارب.

وعن الجدوى الاقتصادية لهذه المشاريع، تحدث عبد الوهاب المطوع عن الكلفة المالية التي تختلف بحسب موقع ومساحة المقهى، ونوعية قائمة المشروبات والمأكولات الخفيفة التي يقدّمها، وتتراوح تكلفة إنجاز مقهى بين 100 ألف دولار أميركي، وقد تصل إلى مليون دولار أميركي، أما إيراداته الشهرية فلا تقل عن الثلاثين ألف دولار شهريًا.

ويعلق المطوّع قائلًا "إذا استمر مستوى الزيادة المتصاعدة لعدد الكافيهات في الكويت، فقد يأتينا يوم يصبح فيه لكل مواطن كويتي كافيه".

المساهمون