الكويت تنتقد عدم وقوف مجلس الأمن بوجه إسرائيل

19 نوفمبر 2018
الوضع في غزة يبعث على قلق دولي (Getty)
+ الخط -
وجه السفير الكويتي لدى الأمم المتحدة، منصور العتيبي، انتقادات حادة لمجلس الأمن الدولي، وقال إن عدم وقفه، وبشكل حاسم، بوجه إسرائيل يؤدي إلى استمرارها في ممارستها ضد الشعب الفلسطيني ومخالفة للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي، وذلك خلال جلسة عقدها مجلس الأمن الدولي، اليوم الاثنين، في نيويورك لنقاش تطورات الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وقال السفير الكويتي "إن إمعان إسرائيل في استهداف المدنيين في قطاع غزة لم يبدأ يوم الأحد ولم ينته الثلاثاء ومستمر بشكل متصاعد وواضح، حيث تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلية، منذ شهر مارس (آذار) وإلى يومنا هذا، استخدام القوة المفرطة وغير المتناسبة وبشكل عشوائي واستهداف المتظاهرين المدنيين بالنيران الحية، إذ استشهد 228 فلسطينياً (منذ شهر مارس في قطاع غزة) من بينهم 41 طفلاً".

وأضاف أنه قد "فاق إجمالي عدد المصابين 24 ألف فلسطيني أصيب منهم عدد كبير بعاهات دائمة منذ بداية مسيرات العودة الكبرى. وتعتبر جميع تلك الجرائم كجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بموجب القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان".


كذلك حمل العتيبي إسرائيل كامل المسؤولية عن أعمال العنف والتصعيد. وطالب "مجلس الأمن بتنفيذ قراراته بحماية المدنيين الفلسطينيين، لا سيما القرارين 605 و904". وأشار كذلك إلى "أن دخول الحصار المفروض على القطاع عامه الـ 11 أدى إلى تدهور الوضع الإنساني والاقتصادي والأمني والسياسي... وتتحمّل إسرائيل المسؤولية المادية والقانونية على الجرائم التي ترتكبها، ونطالبها برفع الحصار على القطاع".

ولفت كذلك إلى مواصلة إسرائيل انتهاكاتها للأماكن الدينية في القدس، إذ تنظم يومياً جولتان يقوم من خلالها الجنود الإسرائيليون المدججون بالسلاح بحماية المستوطنين لإقامة الشعائر هناك. وأضاف: "لقد قامت كذلك بضرب واعتقال كهنة أقباط على مدخل كنيسة القيامة في القدس الشرقية". وأشار إلى تقديم بلاده مساعدات إضافية لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" وصلت إلى خمسين مليون دولار خلال العام الجاري.

من جهته، وصف ممثل الأمين العام للأمم المتحدة للعملية السلام للشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، التصعيد الذي شهدته غزة الأسبوع الماضي بالأخطر منذ عام 2014. وقال إن "التصعيد جاء نتيجة لعملية قامت بها إسرائيل داخل القطاع وقتل فيها قائد لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، إضافة إلى ستة فلسطينيين آخرين". ولفت إلى أن ما شهدته غزة كان من الممكن أن يؤدي إلى نشوب صراع مسلح مع عواقب كارثية على قرابة مليوني فلسطيني يعيشون في القطاع، مشيراً إلى عمله مع الجانب المصري والأطراف المعنية لضمان الوصول إلى ترتيبات وقف إطلاق النار.

وحذر ملادينوف من عواقب تدهور الوضع الإنساني في غزة، وأكد في الوقت ذاته على وجود تحسن في ما يخص إمدادات الطاقة. وقال إن الأمم المتحدة بدأت منذ أكتوبر/ تشرين الأول الأخير في استيراد ورصد إيصال الوقود إلى محطة توليد الكهرباء في غزة والذي أصبح ممكنا بسبب المنح التي قدمتها الدول المانحة، وعلى رأسها قطر. وأكد أن هذا التمويل ساعد على عودة إمدادات الكهرباء للقطاع، لأول مرة منذ مارس/ آذار الأخير، لتصل إلى قرابة 11 ساعة في اليوم.

وأشار ملادينوف إلى أن تأثير ذلك كان فوريا في ما يخص زيادة إمدادات المياه، وانخفاض خطر تدفق مياه الصرف الصحي، كما أصبحت المستشفيات أقل اعتمادا على المولدات الكهربائية غير المستقرة. وأكد في الوقت ذاته أن هذا التحسن مؤقت، لأن المشكلات الهيكلية التي يواجهها أهل غزة، بفعل الإغلاق والحصار المستمر ضدهم منذ قرابة 11 سنة، هي أكبر وأكثر تعقيدا.

كذلك أعرب عن قلقه من استخدام إسرائيل المستمر للذخيرة الحية ضد المتظاهرين الفلسطينيين. ودعا الجانب الإسرائيلي إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس والامتناع عن استخدام القوة المميتة، إلا كملاذ أخير. وناشد "حركة حماس والفصائل الفلسطينية بوقف الإطلاق العشوائي للصواريخ على جنوب إسرائيل، في انتهاك للقانون الدولي، ووقف جميع أعمال العنف بالقرب من السياج، بما في ذلك محاولات خرقه".

في المقابل، حاولت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة، نيكي هيلي، مجدداً، التركيز على أمور أخرى غير تلك التي تتعلّق بالاحتلال الإسرائيلي وممارساته وتحدثت عن إيران وقالت إن ملادينوف لم يذكرها، مشيرة إلى أن إيران تمارس النشاط الإرهابي. واتهمت السفيرة الأميركية "إيران ووكلاءها بتنفيذ اغتيالات في أوروبا ضد معارضين إيرانيين على أراضيها". وتحاول السفيرة الأميركية في كل إحاطة أمام مجلس الأمن متعلقة بفلسطين الحديث عن أمور أخرى غير ممارسات الاحتلال، بل إنها طالبت المجلس في أكثر من مناسبة بعدم عقد الاجتماع الشهري لنقاش تطورات الوضع.


أما السفير الفرنسي، فرنسوا دولاتر، فقد حذّر من إمكانية انفجار الوضع بشكل غير مسبوق في غزة. وأكد على ضرورة المحافظة على التهدئة. وناشد في الوقت ذاته برفع الحصار مع ضمانات أمنية لإسرائيل. ثم وجه انتقادات إلى مجلس الأمن، قائلاً إن الصمت المدوي من قبل مجلس الأمن لا يفهمه أهل غزة، وقال إن حل الدولتين يواجه خطراً غير مسبوق.

المساهمون