الكويت تستثمر 10 ملايين دولار سنوياً في "الروبوت"

22 يونيو 2015
اهتمام متزايد بتطوير الإنسان الآلي في الكويت(ياسر الزيات/فرانس برس)
+ الخط -
تساعد الأرباح المرتفعة التي تسجلها الشركات الكويتية في ملاحقة التطورات التكنولوجية في أنظمة العمل، وذلك من خلال رصدها سنوياً ملايين الدولارات لشراء "روبوتات" إنسان آلي للمساعدة في حل المشاكل، والتواصل مع العملاء وتطوير الشبكات وأنظمة العمل، وخفض التكاليف والنفقات، وزيادة الأرباح السنوية.

ويبين الخبراء أن الإنسان الآلي "الروبوت" يعد من التقنيات الأبرز في العالم اليوم، فهو بمثابة المساعد الرئيسي لفريق العمل في حل بعض المشاكل الصعبة، واستخراج بعض القطع من الأماكن الضيقة لاستبدالها وإصلاحها خلال وقت سريع.

تنويع الأنظمة التقنية

يقول الخبير التكنولوجي أحمد الإبراهيم "إن التطور التقني فرض نفسه على جميع الشركات في الكويت وفي جميع أنجاء العالم، وأجبرها على اعتماد استراتيجيات جديدة لتطوير أنظمتها وزيادة ربحيتها وتلبية متطلبات العملاء، مبيناً أن الشركات الكويتية بدأت، في السنوات الأخيرة، بعقد اتفاقيات مع الشركات الأجنبية، من أجل تفعيل "روبوتات" تساعدها على ربط العملاء بها، وحل المشاكل التي قد يتعرضون لها خارج أوقات الدوام الرسمي".

ويضيف الإبراهيم أن الروبوتات التكنولوجية تعد الاختراع الأبرز في العالم، حيث يرصد أصحاب المؤسسات مبالغ عالية من أجل تدريب "الروبوت" للعمل في السوق المحلي، منوهاً إلى أن السوق الياباني يعد اليوم من أبرز المصدرين للروبوتات إلى بقية أنحاء العالم، خصوصاً إلى دول الشرق الأوسط، المستورد الأبرز للتكنولوجيا على الصعيد العالمي.

ويؤكد الإبراهيم لـ"العربي الجديد" أن الربحية العالية التي تحققها الشركات الكويتية تساعدها على تنويع الأنظمة التقنية لتفعيل العمل فيها، مبيناً أن شركات السيارات تعمل على شراء "الروبوتات" القادرة على فحص المركبات وتحديد الأعطال في الأماكن الضيقة والتي لا يستطيع العامل الوصول إليها. ويلفت إلى أن طريقة عمل هذه الأجهزة الحديثة تقوم على إرسال الذبذبات عن مكان العطل، وتحديد ماهيته، ومساعدة الأيدي العاملة على استخراج بعض القطع من أجل تبديلها وإصلاحها، كما أن البعض منها يعمد إلى شراء الروبوتات القادرة على الحلول في مراكز خدمة العملاء وتلقي الاتصالات، خصوصاً في فترات العطل الأسبوعية والأعياد.

ومن ناحيته، يشير الخبير التكنولوجي ورئيس مجلس إدارة شركة "غلف سات" محمد الحاج، إلى أن الروبوتات أو الإنسان الآلي باتت تشهد رواجاً كبيراً في قطاعات عديدة في السوق الكويتي.


ويبين أن الشركات العاملة في مجال البث التلفزيوني باتت تعتمد بشكل كبير على الروبوتات، من أجل التقاط موجات البث على الأقمار الاصطناعية، مقدراً الإنفاق على شراء الإنسان الآلي في السوق المحلي بنحو 10 ملايين دولار تقريباً سنوياً، إذ تعمل نحو 1000 شركة تقريباً موجودة في الكويت على شراء الروبوتات سنوياً من الخارج، لقاء اتفاقيات طويلة الأمد مع بعض الجهات العالمية في اليابان وأوروبا والولايات المتحدة الأميركية.

دعم حكومي
وتعتبر الكويت واحدة من الأسواق التي تهتم بحل مشاكل ذوي الاحتياجات الخاصة عن طريق الرجل الآلي، ويوضح الخبير الاقتصادي ندا الديحاني أن السوق الكويتي يعد الأكثر عملاً في التعاطي مع ذوي الاحتياجات الخاصة، منوهاً إلى أنه في السنوات القليلة الماضية عمد بعض أصحاب المشاريع الصغيرة إلى تطوير روبوتات تساعد المكفوفين والمعوقين على معرفة العوائق التي تواجههم في الطرقات، وفي أماكن تواجدهم وتحديد عدد الخطوات المطلوبة منهم، من أجل الوصول إلى الهدف الذي يريدونه.

ويكشف الديحاني أن إنفاق أصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة يصل إلى نحو 700 ألف دولار، من أجل تطوير روبوتات للعمل في جميع القطاعات الاقتصادية، كاشفاً أن هذه الصناعات تحظى بدعم كبير من قبل اتحاد الصناعات الكويتية وغرفة التجارة والصناعة ووزارة الشباب. ويبين أن عدداً من شركات القطاع الخاص تعمد إلى عقد دورات تدريبية سنوية لذوي الاحتياجات بمشاركة الروبوتات المصنعة في السوق المحلي، والتي تستطيع التواصل مع العملاء وشرح أبرز التطورات في هذا المجال.


ومن ناحيته، يفيد المسؤول في مجموعة "الساير القابضة"، صلاح المحمد، أن شركات السيارات ترصد سنوياً نحو مليوني دولار، من أجل شراء الروبوتات من الشركات الأجنبية، والتي تساعدها على تطوير العمل في معارضها وحل المشاكل الصعبة التي تعاني منها السيارات، وكشف العيوب الفنية فيها، مبيناً أن العلامات العالمية تبعث من مراكزها الرئيسية روبوتات آلية للتعامل مع العملاء والتواصل معهم لدى وكلائها في السوق الكويتي.

كما بين المحمد أن المصارف من ناحيتها تستفيد من التطور الكبير على الصعيد العالمي، وتشتري الروبوتات وتعقد الاتفاقيات مع الشركات العالمية، من أجل توفير المنتجات القادرة على ربطها بالعملاء على مدار الساعة، فهناك نحو 10 مراكز لخدمة العملاء في المصارف تعتمد اليوم على وجود إنسان آلي يجيب على اتصالات المستخدمين ويحل المشاكل التي يتعرضون لها بسرعة. ويتوقع المحمد أن يزيد الإنفاق في الفترة المقبلة على توفير الروبوتات في السوق الكويتي، وأن يتراوح بين 15 و30 مليون دولار سنوياً.
المساهمون