لم ييأس رحمن عبد الله الخفاجي (51 عاماً)، الذي نزح من قضاء الدجيل في محافظة صلاح الدين، من الذهاب إلى مكتب رعاية النازحين في مخيم النهروان جنوبي بغداد، كل يوم أحد منذ سبتمبر/أيلول الماضي، لمعرفة متى يحصل على كرفانه الذي وعدت الحكومة العراقية بتوفيره لعائلته المكونة من 13 فرداً، بينهم أطفال ونساء.
بالرغم من الساعات الطويلة التي قضاها أمام المكتب، لم يتسلّم الكرفان بعد. حتى أنه فكر بالعودة إلى منزله، علماً أن المنطقة تخضع لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، ومبايعته بدلاً من البقاء في المخيم. الا أن خوفه من القتل وسبي نسائه وبناته جعله يتراجع عن الفكرة.
من جهته، يقول أحد النازحين، ويدعى مازن لـ "العربي الجديد" إن "أوضاعنا تزداد سوءاً، وخصوصاً مع بدء فصل الشتاء. لا يمكن للخيم التي نعيش فيها في الوقت الحاضر أن تقينا برد الشتاء والأمطار وخطر الفيضانات المتوقع حدوثها في غالبية مناطق العاصمة بغداد، من بينها منطقة النهروان التي نسكنها حالياً".
يلفت مازن إلى أننا "بدأنا نقلق بسبب عدم حسم موضوع الكرفانات، بالرغم من حصول بعض مخيمات النازحين في بغداد والمحافظات عليها"، موضحاً أنه "دائماً ما يطالبنا مكتب النازحين، لدى مراجعتنا له، بالصبر والانتظار". يسأل: "لا نعرف إن كان الصبر فرض علينا نحن النازحين فقط. هل ننتظر حتى تغرق خيمنا؟". ويشير إلى أن جميع النازحين في المخيم اختاروا الصمت لعدم قدرتهم على التظاهر أو المطالبة بحقوقهم، بسبب نظرة المحيطين "فالضيوف لا يمكنهم فرض شروطهم على أهل البيت".
أما أم عبير (39 عاماً)، التي كانت تعمل في إحدى دوائر محافظة الموصل التي نزحت منها إلى بغداد، فتقول إن الكرفان أصبح حلماً وليس حقيقة. توضح لـ "العربي الجديد" أن "الخيمة التي نقيم فيها حالياً لا تقينا البرد القارس. صرنا نحلم فقط بمكان يأوي إليه أطفالنا، ويحمينا من البرد والأمطار. ننتظر الكرفان الذي جعلته الحكومة والمنظمات الدولية بمثابة أحجية يصعب حلّها".
تسأل أم عبير: "هل الكرفان الذي تبلغ مساحته 21 متراً مربعاً يمكن أن يكون بديلاً عن بيتي الذي تصل مساحته إلى 300 متر مربع؟ بصراحة، لا أمل لدينا بالعودة إلى ديارنا في ظل سيطرة داعش. علمت من بعض الأصدقاء في الموصل أن بيتي قد وهب إلى أحد قادة التنظيم ولا أعرف ماذا حلّ به الآن".
في السياق، يقول رئيس منظمة "داري" (تعمل على إغاثة النازحين) علاء عبد السادة، لـ "العربي الجديد"، إن "ما تقدمه الحكومة ومنظمات المجتمع المدني لا يسد حاجة النازحين الذين وصل عددهم إلى مليونين في عموم العراق"، لافتاً إلى أنهم "في حاجة إلى سكن ملائم".
واقترحت الدولة إسكانهم في كرفانات، وبالفعل باشرت بعض المحافظات بتأمينها، إلا أن ما يتم توزيعه لا يكفي. ففي قضاء خانقين على سبيل المثال، يوجد أكثر من 13 ألف نازح، فيما تم تجهيز ألفي كرفان فقط، بحسب عبد السادة.
بدوره، يوضح الناشط الحقوقي عدي الأنصاري لـ "العربي الجديد" أن "عملية تجهيز الكرفانات شابها الكثير من الفساد والتلكؤ". وقالت لجنة النازحين التي يرأسها نائب رئيس الوزراء صالح المطلك، أن الدولة أنفقت حتى الآن أكثر من 56 مليار دينار (نحو 48 مليون دولار) لتجهيز الكرفانات. ويشير إلى أن "ما تم تجهيزه لا يتناسب مع ما تم صرفه".
تعزو اللجنة العليا لإغاثة النازحين تأخر تجهز الكرفانات إلى تأخر وصول الأموال، فضلاً عن زيادة أعداد النازحين. يقول المتحدث باسم اللجنة عبد القادر الجميلي لـ"العربي الجديد" إن "وزارة المالية تأخرت في سداد الأموال للجنة، ما دفعها إلى إرجاء التعاقد مع الشركات المنفذة لها"، مبيناً أنه في شهر يوليو/تموز الماضي، عندما نزح نحو 500 ألف مواطن، "كان يفترض بنا تجهيز 10 آلاف كرفان. إلا أنه مع تسارع الأحداث، لجأ أكثر من 600 ألف نازح إلى محافظة دهوك (شمال العراق) وحدها". يؤكد أن "جهود اللجنة مستمرة لتوفير السكن الملائم. إلا أن المشكلة في الوقت الحالي تكمن في تخصيص أرض لتلك الكرفانات، وتوفير البنى التحتية لها من مياه وكهرباء".
يبدو أن المشكلة الأبرز تتمثل في زيادة أعداد النازحين وسط استمرار المعارك بين قوات الأمن و"داعش".
وتجدر الإشارة إلى أن التقرير الأخير الذي أصدرته الأمم المتحدة، أشار إلى أنه مطلع عام 2015، سيكون هنالك نحو خمسة ملايين نازح في العراق، فكيف ستتمكن الدولة العاجزة عن تأمين احتياجات النازحين اليوم، من توفير مأوى لكل هؤلاء؟
بالرغم من الساعات الطويلة التي قضاها أمام المكتب، لم يتسلّم الكرفان بعد. حتى أنه فكر بالعودة إلى منزله، علماً أن المنطقة تخضع لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، ومبايعته بدلاً من البقاء في المخيم. الا أن خوفه من القتل وسبي نسائه وبناته جعله يتراجع عن الفكرة.
من جهته، يقول أحد النازحين، ويدعى مازن لـ "العربي الجديد" إن "أوضاعنا تزداد سوءاً، وخصوصاً مع بدء فصل الشتاء. لا يمكن للخيم التي نعيش فيها في الوقت الحاضر أن تقينا برد الشتاء والأمطار وخطر الفيضانات المتوقع حدوثها في غالبية مناطق العاصمة بغداد، من بينها منطقة النهروان التي نسكنها حالياً".
يلفت مازن إلى أننا "بدأنا نقلق بسبب عدم حسم موضوع الكرفانات، بالرغم من حصول بعض مخيمات النازحين في بغداد والمحافظات عليها"، موضحاً أنه "دائماً ما يطالبنا مكتب النازحين، لدى مراجعتنا له، بالصبر والانتظار". يسأل: "لا نعرف إن كان الصبر فرض علينا نحن النازحين فقط. هل ننتظر حتى تغرق خيمنا؟". ويشير إلى أن جميع النازحين في المخيم اختاروا الصمت لعدم قدرتهم على التظاهر أو المطالبة بحقوقهم، بسبب نظرة المحيطين "فالضيوف لا يمكنهم فرض شروطهم على أهل البيت".
أما أم عبير (39 عاماً)، التي كانت تعمل في إحدى دوائر محافظة الموصل التي نزحت منها إلى بغداد، فتقول إن الكرفان أصبح حلماً وليس حقيقة. توضح لـ "العربي الجديد" أن "الخيمة التي نقيم فيها حالياً لا تقينا البرد القارس. صرنا نحلم فقط بمكان يأوي إليه أطفالنا، ويحمينا من البرد والأمطار. ننتظر الكرفان الذي جعلته الحكومة والمنظمات الدولية بمثابة أحجية يصعب حلّها".
تسأل أم عبير: "هل الكرفان الذي تبلغ مساحته 21 متراً مربعاً يمكن أن يكون بديلاً عن بيتي الذي تصل مساحته إلى 300 متر مربع؟ بصراحة، لا أمل لدينا بالعودة إلى ديارنا في ظل سيطرة داعش. علمت من بعض الأصدقاء في الموصل أن بيتي قد وهب إلى أحد قادة التنظيم ولا أعرف ماذا حلّ به الآن".
في السياق، يقول رئيس منظمة "داري" (تعمل على إغاثة النازحين) علاء عبد السادة، لـ "العربي الجديد"، إن "ما تقدمه الحكومة ومنظمات المجتمع المدني لا يسد حاجة النازحين الذين وصل عددهم إلى مليونين في عموم العراق"، لافتاً إلى أنهم "في حاجة إلى سكن ملائم".
واقترحت الدولة إسكانهم في كرفانات، وبالفعل باشرت بعض المحافظات بتأمينها، إلا أن ما يتم توزيعه لا يكفي. ففي قضاء خانقين على سبيل المثال، يوجد أكثر من 13 ألف نازح، فيما تم تجهيز ألفي كرفان فقط، بحسب عبد السادة.
بدوره، يوضح الناشط الحقوقي عدي الأنصاري لـ "العربي الجديد" أن "عملية تجهيز الكرفانات شابها الكثير من الفساد والتلكؤ". وقالت لجنة النازحين التي يرأسها نائب رئيس الوزراء صالح المطلك، أن الدولة أنفقت حتى الآن أكثر من 56 مليار دينار (نحو 48 مليون دولار) لتجهيز الكرفانات. ويشير إلى أن "ما تم تجهيزه لا يتناسب مع ما تم صرفه".
تعزو اللجنة العليا لإغاثة النازحين تأخر تجهز الكرفانات إلى تأخر وصول الأموال، فضلاً عن زيادة أعداد النازحين. يقول المتحدث باسم اللجنة عبد القادر الجميلي لـ"العربي الجديد" إن "وزارة المالية تأخرت في سداد الأموال للجنة، ما دفعها إلى إرجاء التعاقد مع الشركات المنفذة لها"، مبيناً أنه في شهر يوليو/تموز الماضي، عندما نزح نحو 500 ألف مواطن، "كان يفترض بنا تجهيز 10 آلاف كرفان. إلا أنه مع تسارع الأحداث، لجأ أكثر من 600 ألف نازح إلى محافظة دهوك (شمال العراق) وحدها". يؤكد أن "جهود اللجنة مستمرة لتوفير السكن الملائم. إلا أن المشكلة في الوقت الحالي تكمن في تخصيص أرض لتلك الكرفانات، وتوفير البنى التحتية لها من مياه وكهرباء".
يبدو أن المشكلة الأبرز تتمثل في زيادة أعداد النازحين وسط استمرار المعارك بين قوات الأمن و"داعش".
وتجدر الإشارة إلى أن التقرير الأخير الذي أصدرته الأمم المتحدة، أشار إلى أنه مطلع عام 2015، سيكون هنالك نحو خمسة ملايين نازح في العراق، فكيف ستتمكن الدولة العاجزة عن تأمين احتياجات النازحين اليوم، من توفير مأوى لكل هؤلاء؟