الكردان.. الحلية الواقية من الحسد

18 مايو 2015
الكردان مشغول بزخارف دقيقة (Getty)
+ الخط -

"الشفتشي" اسم متطور من عبارة "شفت شيء" بالعامية المصرية، أي: رأيت شيئاً. وأطلق اللفظ على القماش الرقيق الذي يشفّ عمّا تحته، وانتقلت الفكرة للمصوغات، غير أنها ارتبطت أكثر ما يكون بالمصوغات النحاسية الدقيقة عموماً، وليس الكردان وحده.

هو فنّ يدوي قديم، يعود إلى الفراعنة، كما تدلّ النقوش القديمة، كما انتشر بكثرة أيام العثمانيين، فكان الحرفيون يقومون بتشكيل النحاس وأسلاكه الخشنة، وطلائها بالفضة، حتى تكون مجهزة لصناعة الحلي النحاسية، كالأساور والخلخال والغوايش وغيرها، وإن كان الكردان هو الأشهر.

كانت تصاغ بتلك الأسلاك النحاسية أيضاً مجموعات تراثية من الإكسسوارات الرمزية التي تلبس أو تعلق: مثل "كف اليد" التي يطلقون عليها "الخمسة وخميسة"، وكانت تعلق منعاً للحسد. ومثلها الخرزة الزرقاء والسمكة والعروسة وغيرها مما كان شائعاً في المجتمعات الريفية والشعبية. وكان الأثرياء، قبل الانفتاح، يقبلون على منتجات أخرى يدخل فيها فن الشفتشي، مثل وحدات الإضاءة من نجف وأباجورات وشمعدانات وغيرها.

يحتاج تصنيع الكردان إلى مهارة يدوية فائقة لملء الفراغات المحددة بالزخارف الدقيقة، كي تشبه "الدانتيل". ولا يزال يمتهنها عددٌ قليل من الحرفيين، ويتمركزون في ورش صغيرة بالقاهرة الفاطمية، ويتمّ تصريف معظم المنتج في المناطق السياحية. وباعتباره فناً شعبياً مصرياً لصياغة الحلي رخيصة الثمن يدوياً، يقبل السائحون على شرائه تذكاراً مصرياً أصيلاً، بينما يهمله المواطنون الذين أغرقتهم تشكيلات المصوغات الصناعية.

الخطوات اليدوية لتنفيذ المنتج "الشفتشي" تبدأ بتجهيز أسلاك النحاس، ثم تقطيعها بمقاسات مختلفة تتناسب والشكل المطلوب. ويبدأ العمل باعتماد فورمة للحلي حتى يتخيل الصانع الماهر الشكل النهائي الذي يتمّ وفقه صناعة الإطار الخارجي ولحامه، ثم يتم تركيب القطاعات الداخلية، وحشوها بالقطع الصغيرة التى تم قصها وتشكيلها بدقة هندسية. ويتم وصل القطع المختلفة باستخدام النار.

اقرأ أيضا:حلية الأنف.. من سفر التكوين إلى صيحات المشاهير
دلالات
المساهمون