رفض رئيس الحكومة الهولنديّة، مارك روته، تخصيص مبالغ إضافية ضمن ميزانية العام المقبل لمواجهة العنصرية في البلاد، إلا أن الحكومة دعت جميع ضحايا التمييز العنصري في المملكة إلى تقديم شكاوى في حال تعرّضهم للتمييز أو الاعتداء. ونتيجة للاعتداءات الدموية التي ضربت عدداً من المدن الأوروبية خلال العامين الماضيين، زادت نسبة العنصرية في عموم أوروبا. وتشير أرقام صدرت حديثاً في هولندا إلى زيادة الاعتداءات والتمييز لأسباب عنصرية خلال العام الماضي، وقد سجّلت أجهزة الشرطة 440 تقريراً عن وقوع حالات اعتداء وتمييز عنصري، علماً أن الرقم لم يكن ليتجاوز 420 بين عامي 2005 و2013، ووصلت ربع تلك القضايا فقط إلى مكتب المدعي العام الهولندي. وتتصدّر العاصمتان السياسية لاهاي والسياحيّة أمستردام لائحة المدن التي سجّلت فيها تقارير وبلاغات تتعلّق بممارسات عنصرية، نصفها بدافع كره الإسلام أو خوفاً منه. وغالباً ما تحدث الاعتداءت في حال كان الأشخاص يرتدون زيّاً إسلامياً واضحاً كالحجاب. وتشير الأرقام إلى أن واحداً من بين خمسة اعتداءات يصل إلى حد العنف الجسدي، خصوصاً في مقاطعة جنوب هولندا.
مؤخّراً، سجّلت عشرات رسائل الاحتجاج بشأن ما يعرف بـ "بيتر الأسود". وتقول الأسطورة الشعبيّة إنّ الطفل بيتر الأسود كان يعمل مساعداً لدى بابانويل في توزيع هدايا عيد الميلاد على الأطفال، بدءاً من الخامس من ديسمبر/كانون الأول. وسنوياً، يلوّن الهولنديّون وجوههم بالأسود للعب دور الطفل بيتر، وهو ما يراه معارضون لهذا التقليد "تعبيراً عن عنصرية هولندية".
وخلال السنوات الماضية، بات هذا الأمر يثير حفيظة قسم من المجتمع الهولندي، في وقت يصرّ آخرون على الحفاظ على التقاليد. هذه القضيّة ظهرت إلى العلن مجدّداً بعد صدور بيان من قبل مكتب "مظالم الأطفال"، أشار فيه إلى استغلال الأطفال السود والإساءة إليهم في مختلف أنحاء العالم وحتى في هولندا، ودعا إلى تعديل طقس بابانويل الاحتفالي، والذي يبدأ في مرحلة عمرية مبكّرة في المدارس الابتدائية. ويقول مكتب المظالم في بيان إن "الاحتفال بوجود الخادم الأسود يمكن أن يساهم في الإقصاء والتمييز، وبالتالي يتعارض مع الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل".
تجدر الإشارة إلى أن المطالبات بوقف المهرجان تكرّرت، في ظل زيادة عدد السكان ذوي البشرة الداكنة، والذين تعود أصولهم إلى المستعمرات الهولندية السابقة. وما يثير بعض الهولنديين من أصول أفريقية هو ارتباط هولندا في الذاكرة بنظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، ووجود من هم من أصول هولندية في تلك الحقبة في سدة حكم الأبرتايد.
من جهتها، دعت بعض المنظّمات المحافظة إلى منح الهولنديين فرصة للتغيير، والتخلّي عن عادة تعدّ تراثاً في المملكة، بالإضافة إلى الحوار الهادئ بين الهولنديين. ونتيجة لإثارة هذه القضية، سارعت بعض المتاجر الضخمة إلى سحب منتجاتها التي تحمل شعار "بيتر الأسود" من السوق.
وكان وزير الشؤون الاجتماعية لودفايك فرانس آشير، قد أشار إلى انتشار الخطاب العنصري والتصريحات السلبية على وسائل التواصل الاجتماعي، الأمر الذي يتطلب متابعة واهتماماً. الأمر نفسه أشار إليه رئيس الوزراء خلال الحديث عن رفضه تأمين أموال إضافية للحد من تلك الممارسات، لافتاً إلى أن المال وحده لا يمكن أن يحل مشكلة العنصرية.
تصاعد الخطاب والسلوك العنصري يقابله مساعٍ مناهضة تسعى إلى وقف تمدّد خطاب اليمين والفاشية في هولندا، والذي يعاتي منه "الهولنديّون الجدد" أي اللاجئون الذين وصلوا مؤخراً إلى البلاد، وذلك من خلال المساعدة في دمجهم، وإطلاق مبادرات إنسانية تتضمن دعوة لاجئين إلى تناول الغداء في بيت هولندي، بهدف التعارف وتقريب المسافات.
خلال الأسبوع الأخير من شهر سبتمبر/ أيلول الماضي، ظهرت حركة جديدة مناهضة للعنصرية والفاشية تحمل اسم "القائد 1"، وحظيت باهتمام إعلامي كبير، خصوصاً بعدما نظّمت تظاهرة في شوارع أمستردام، شارك فيها آلاف المحتجين على تنامي السلوك والخطاب العنصري في البلاد. وأعرب المتظاهرون عن نيّتهم الاستمرار في مواجهة العنصرية والفاشية، ونقل مواقف "الغالبية الصامتة في المجتمع الهولندي". وعملت بلديّتا روتردام ولاهاي على تأمين المواصلات للمشاركين في التظاهرة من المدينتين، بحسب وسائل إعلام محلية.
اقــرأ أيضاً
مؤخّراً، سجّلت عشرات رسائل الاحتجاج بشأن ما يعرف بـ "بيتر الأسود". وتقول الأسطورة الشعبيّة إنّ الطفل بيتر الأسود كان يعمل مساعداً لدى بابانويل في توزيع هدايا عيد الميلاد على الأطفال، بدءاً من الخامس من ديسمبر/كانون الأول. وسنوياً، يلوّن الهولنديّون وجوههم بالأسود للعب دور الطفل بيتر، وهو ما يراه معارضون لهذا التقليد "تعبيراً عن عنصرية هولندية".
وخلال السنوات الماضية، بات هذا الأمر يثير حفيظة قسم من المجتمع الهولندي، في وقت يصرّ آخرون على الحفاظ على التقاليد. هذه القضيّة ظهرت إلى العلن مجدّداً بعد صدور بيان من قبل مكتب "مظالم الأطفال"، أشار فيه إلى استغلال الأطفال السود والإساءة إليهم في مختلف أنحاء العالم وحتى في هولندا، ودعا إلى تعديل طقس بابانويل الاحتفالي، والذي يبدأ في مرحلة عمرية مبكّرة في المدارس الابتدائية. ويقول مكتب المظالم في بيان إن "الاحتفال بوجود الخادم الأسود يمكن أن يساهم في الإقصاء والتمييز، وبالتالي يتعارض مع الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل".
تجدر الإشارة إلى أن المطالبات بوقف المهرجان تكرّرت، في ظل زيادة عدد السكان ذوي البشرة الداكنة، والذين تعود أصولهم إلى المستعمرات الهولندية السابقة. وما يثير بعض الهولنديين من أصول أفريقية هو ارتباط هولندا في الذاكرة بنظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، ووجود من هم من أصول هولندية في تلك الحقبة في سدة حكم الأبرتايد.
من جهتها، دعت بعض المنظّمات المحافظة إلى منح الهولنديين فرصة للتغيير، والتخلّي عن عادة تعدّ تراثاً في المملكة، بالإضافة إلى الحوار الهادئ بين الهولنديين. ونتيجة لإثارة هذه القضية، سارعت بعض المتاجر الضخمة إلى سحب منتجاتها التي تحمل شعار "بيتر الأسود" من السوق.
وكان وزير الشؤون الاجتماعية لودفايك فرانس آشير، قد أشار إلى انتشار الخطاب العنصري والتصريحات السلبية على وسائل التواصل الاجتماعي، الأمر الذي يتطلب متابعة واهتماماً. الأمر نفسه أشار إليه رئيس الوزراء خلال الحديث عن رفضه تأمين أموال إضافية للحد من تلك الممارسات، لافتاً إلى أن المال وحده لا يمكن أن يحل مشكلة العنصرية.
تصاعد الخطاب والسلوك العنصري يقابله مساعٍ مناهضة تسعى إلى وقف تمدّد خطاب اليمين والفاشية في هولندا، والذي يعاتي منه "الهولنديّون الجدد" أي اللاجئون الذين وصلوا مؤخراً إلى البلاد، وذلك من خلال المساعدة في دمجهم، وإطلاق مبادرات إنسانية تتضمن دعوة لاجئين إلى تناول الغداء في بيت هولندي، بهدف التعارف وتقريب المسافات.
خلال الأسبوع الأخير من شهر سبتمبر/ أيلول الماضي، ظهرت حركة جديدة مناهضة للعنصرية والفاشية تحمل اسم "القائد 1"، وحظيت باهتمام إعلامي كبير، خصوصاً بعدما نظّمت تظاهرة في شوارع أمستردام، شارك فيها آلاف المحتجين على تنامي السلوك والخطاب العنصري في البلاد. وأعرب المتظاهرون عن نيّتهم الاستمرار في مواجهة العنصرية والفاشية، ونقل مواقف "الغالبية الصامتة في المجتمع الهولندي". وعملت بلديّتا روتردام ولاهاي على تأمين المواصلات للمشاركين في التظاهرة من المدينتين، بحسب وسائل إعلام محلية.